المقالات

الشرس الجامعي نظرة عن قرب

844 00:00:00 2009-10-17

الدكتور مجيد الشرع استاذ جامعي

اخترت عنوان الشرس لمقالتي حيث انطباق المعنى كما يبينه الفيروزبادي في قاموسه المحيط " باب السين فصل الشين" حيث يقول: الشرس "محركة" سوء الخلق وشدة الخلاف.ولعلنا في هذا الصدد نألم ونتأثر لهذه الظاهرة التي استشرت في الجامعة المستنصرية عامة وغيرها من الجامعات خاصة وعامة ولكنه قد سلط الضوء عليها في جامعتنا الرائدة كما ان هناك ممن يسعى في اتجاه بعيد عن الحقيقة حيث يرمي بالتهمة على جماعات ينسبها الى تيارات هي منها براء مما جعل الامر اشد وطأة كما نعتقد وقد عزز هذا الاتجاه تغييرمنصب رئيس الجامعة لأكثر من شخص وفي فترة قصيرة ،ومن نافلة القول إن مثل هذه الظاهرة تحدث في اغلب الجامعات في العالم لأن الشباب الجامعي الجديد قد انتقل من بيئة مقيدة في المرحلة الثانوية إلى بيئة شبه مفتوحة مما يعني ألاختلاط الذي يكون احد ألأسباب في تنمية الشرس والعدوانية وخاصة عند الشعور بعدم جلب انتباه الطرف ألآخر إليه.ومن خلال المعايشة الميدانية نجد إن المشكلة تلتئم في أطراف ثلاث هي:الطلبة.الأهل.الجامعةنحاول في هذه العجالة من البحث تسليط الضوء على دور كل طرف لعلنا نعطي بعض مؤشرات العلاج بهدف تطويرها:أولا: الطلبة:هؤلاء الطلبة ونقصد تلك الفئة التي تتصف بالشرس وهم قلة كما نعتقد جاءوا إلى الجامعة وهم من ذوي المعدلات المتدنية وبعضهم جاء عن طريق غير قانوني كما يشاع واثبتته بعض الحالات في مجالس تحقيقية حيث يظن من يروج ذلك ان المحاسبة لن تاتيه وانه يأخذ من الظرف العام مسوغا لأفكاره المريضة.ومن الناحية التربوية يشير هبوط المعدل وعدم الرغبة في دراسة تخصص لا يرغبه إلى عدة دلالات بالمعنى العام ومنها عدم ألاهتمام بالدراسة وعدم الاهتمام يجر إلى معان أخرى وهكذا ولذلك فأن التبعات تنتقل إلى الجامعة التي قد تكون أرضا خصبة لتنمية العلة الكامنة بعدم ألاهتمام إضافة إلى هناك جانبا لا يقل أهمية من منظور موضوعي وهو تفاوت دخل الطلبة من مصروف جيب وملابس مما يعني الحسرة في ظل موديلات اشتبكت ألوانها واختلفت عباراتها بكتابات لا يفقه معناها من ارتداها وقد لاتجد لها معنى ذا قيمة سوى أنها كتبت باللغة ألإنكليزية ولذلك لابد إن يكون للجامعة دورا رائدا كما سيأتي بيانه.ومن المفيد إن نذكر في هذا الصدد إن الكثير من علماء النفس والتربويين يؤيدون احتضان الخريجين حتى من ذوي المعدلات المتدنية في الجامعات لأسباب اجتماعية ألا إن هذا ألاحتضان لابد إن يحظى برعاية معينة من حيث ألاختصاصات التي يقبل بها هؤلاء الطلبةثانيا: الأهل" ألأسرة":من خلال الواقع الملموس يهمل غالبية ألأهل تتبع دراسة الطالب الجامعي وكأنه أصبح معتدا بنفسه لاسيطرة لأحد عليه فقد تشورب والتحى وأصبح من ذوي الرأي والنهى ، لكن حقيقة ألأمر لا بد من وقفة جدية من ألأهل وولاة ألأمور لأن المتابعة تخلق اثرين ايجابيين هما:ا-شعور الطالب بأن ولي ألأمر يتابع دراسته ألأمر الذي يضغط عليه للأهتمام بدراسته وبالتالي احترام رغبة هذا الولي.ب-يحرص الطالب على عدم الوقوع في إشكالات مما يعني وصولها إلى ألأهل بطريقة أو أخرى.ولعل الطريق الذي نراه مجديا في دور الأهل في المتابعة لولدهم هو ألاطلاع على نتائج امتحاناته وخاصة الفصلية First Exam and Second Exam وهذه الامتحانات قد يكررها التدريسي ويدعمها بنشاطات صفية وواجبات بيتية (Home Works ) وعلى مدى فصلين متتاليين ثم يعقبهما تقدير للسعي وحسب التعليمات فأن أوراق ألامتحانات بنتائجها تعطى للطلبة لغرض معرفة نتائجهم فهل كلف ألأهل أنفسهم للإطلاع على هذه النتائج ومتابعة الخلل؟. كما يمكن أيجاد آلية ألاستفسار عن طريق الانترنيت وهي متوفرة في ظل تقنية المعلومات مع الجامعات والتي اخذت تنشط في بلدنا والحمد لله اضافة الى ا ن الهاجس الامني قد استنفذ مضمونة بعد ان يئس مروجوه كما يئس الكفار من اصحاب النار.

ثالثا: الجامعة:يكون دور الجامعة دور حاضنة ألأعمال فلابد إن تتوفر فيه العناية المحسوبة وهذا الدور يتلخص في جانبين:

الجانب التربوي.الجانب العلمي.

وهذان الدوران متلازمان لا يسعني المجال في شرحهما لأن دلالتهما واضحة إلا إن الشئ الذي ينبغي التنويه إليه هو الكيفية التي نتابع بها الطلبة المعنين في هذه المقالة. ومن خلال ممارستنا العملية لنظام الجودة النوعية QA مع المشاركة مع ممثلين من جامعات اجنبية عريقة نستطيع ان نشخص على وجه الاختصار الجهات الآتية في الحد من ظاهرة الشرس الجامعي في الجامعات العراقية بصورة عامة :

الجهة الاولى: الافتقاد الى نظام تدريسي مرن وفقا لمتطلبات التطور الحديثة:حيث لا زالت الجامعات العراقية وبألأخص الكليات الانسانية تطبق النظام السنوي الذي اكل عليه الدهر وشرب وحسب ممارستنا العملية هناك كثير من الهفوات التي قد تشكل مظلومية للطلبة في تطبيق هذا النظام مدعوما بالتعليما ت القديمة منذ العصور الاولى فمثلا من تلبس في الغش في مادة ما يرسب في كل المواد وهذا الاجراء لا يتفق مع الجانب التربوي المحض فليكن مثلا رسوبه في هذه المادة واعادتها في امتحان تكميلي مثلا وقد حاولت جهد امكاني في تطبيق نظام متبع في اغلب الجامعات التي مارسنا التدريس فيها في الخارج وهو نظام الساعات المعتمدة(Credit Hours ) وهذ النظام له محاسنه ويتماشى مع جودة التعليم وقد عرضنا الامر في حينه على معالي وزير التعليم العالي وابدى تجاوبا مرنا في هذا الصدد ونحن على امل ان نفعل هذا النظام كما انني التقيت برؤوساء جامعات عراقية في مؤتمرات عراقية وقد ابدوا تفهمهم وتشجيعهم ونحن ننتظر توجيهات معالي وزير التعليم العالي في هذا الصدد.

الجهة الثانية: الافتقاد الى عمادة لشؤون الطلبة:ويتلخص دورها في تحسس قضايا الطلبة للوقوف على مسبباتها ومتطلباتها وتكثيف العمل بالنشاطات الطلابية المختلفة ولعل إشراك اكبر عدد من الطلبة قد يبرز مواهب جديرة بالتنمية من جهة وأن إشغال الطلاب بتلك ألأنشطة يحد من مسألة الشرس الجامعي.

الجهة الثالثة: الافتقاد الىالمرشد ألأكاديمي:ألإرشاد الأكاديمي يعني تخصيص مرشد أكاديمي لكل مجموعة من الطلاب وبهذا المعنى سيحصل هذا المرشد على بيانات ومعلومات عن الطلبة الذين هم تحت إشرافه .ويكون دور المشرف فاعلا كما ينبغي في معالجة الشرس الجامعي عن طريق مايلي:إجراء لقاءات مع مجموعته وقد تتضمن هذه اللقاءات إرشادات ومحاضرات والسماع إلى المشاكل التي تبديها المجموعة لغرض ألإسهام في حلها ولا بأس من تشجيع الطلبة في الكتابة في موضوعات معينة لغرض التحدث عنها في اللقاءات.إذا علم إن من بين مجموعته ممن يتصفون بالشرس الجامعي حسب المؤشرات التي يحصل عليها يمكن في هذه الحالة من متابعة هؤلاء مع مدرسي المساقات وعمادة شؤون الطلبة بهدف إيجاد حلول ناجعة.

الجهة الرابعة: تفعيل دور المختبرات والانترنت وهذا مقدور عليه وقد بات ضروريا وملحا في ملئ فراغ الطلبة.الجهة الخامسة: وهي لا تقل اهمية عما اشرنا وهو شخصية التدريسي وتأهيله في الجامعة حيث نجد اغلب الجامعات العراقية بها الكم الهائل من حملة الماجستير زجوا في ممارسة التدريس زجا ذلك انهم لم ينسوا بعد كونهم طلبة يحتاجون التوجيه واذا بهم يتسلطون على طاولة التدريس حيث تنقصهم الخبرة في معالجة الامور وان الجامعات الرصينة التي مررنا بها لا تترك لهؤلاء في ممارسة التدريس رأسا وانما لابد من مرافقة استاذ ممارس وهذا ما تؤكد عليه نصوص الجودة QA التي بات تطبيقها عملا مهما في تقييم رصانة الجامعات.

كما ان جامعات عريقة في مستواها لايشكل حملة الماجستير في اعضاء هيئة التدريس الا نسبة ضئيلة بحدود 2% كما انها لا تسمح بدراسة الماجستير الا لمن لهم خبرة عملية حيث تختار الاوائل في الجامعة لدرجة البكلوريوس يتدربون ومن ثم زجهم في الدراسات العليا لتكملة دراستهم العليا.ولكننا ومع الاسف في ظرف ترك المؤهلون بلدهم كما نه لا توجد مشجعات ملموسة لعودة الكفاءات وهناك من يعمل على تعطيلها حماية لمن تقلد مناصب ليس لها بكفء فترى المعوقات واضحة الدليل رغم المطالبة برفعها دون جدوى.وخلاصة القول إن الشباب الجامعي أمانة في أحضان الجامعة فبجهودهم وتحصيلهم تتحد معالم المستقبل وأن النصح وألأرشاد قد يؤدي الى سبيل الرشاد.

والله من وراء القصد الدكتور: مجيد الشرعاستاذ جامعي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
د- محمد الاحمر
2009-10-17
بالنسبة لنظم التدريس لدينا فهي قديمه واريد ان اطمئنك اني قدمت الى العراق وحاولت انا ومجموعه من الاساتذه بايدينا واسناننا ولكننا فشلنا بأمتياز كون القائمين على هذه المنظومه هم من ديناصورات العهود السابقه وهم محافظون الى حد النخاع لا يقبلون باي تجديد لانهم ببساطه يأثرون المناصب والاموال ولا يهمهم البلاد والعباد. دكتوري العزيز التغيير صعب جدا لوضع متحجر ومتأزم ولكن لابد من المحاوله. ويمكننا تقديم كل ما هو جيد للعمليه التدريسيه لذلك ارجو التواصل من خلال هذا الموقع الشريف لخدمة الجامعه والوطن.
د- محمد الاحمر
2009-10-17
الدكتور الغالي مجيد شياع السلام عليكم شكرا لكم على الحرص الكبير والتفاني بخدمة التعليم الجامعي بالعراق. قيل قديما ان الرأس الفارغ مصنع الشيطان, وان الامم الرائده هيه من تستطيع ملئ هذا العقول والادمغه بمواد اوليه, وعند التشغيل تدر تقدم وازدهار لاوطانها. المؤسسه الجامعيه التي تنتمون لها والمنظومه التربويه التعليميه التقدميه بالبلاد بشكل عام مصابه بالشلل في هذا الموضوع. طرائق التدريس شهدت ثورة بالعالم وتغيرت واصبحت المادة العلميه ضالت الطالب يبحث عنها الى درجة الجنون ويصطادها كصيد الغزلان, تتمه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك