( بقلم : المهندسة بغداد )
من ضمن المفردات الجديدة التي غزت الشارع العراقي هي مفردة المفصول السياسي فمن هو هذا الجندي المجهول؟! المفصول السياسي هو ذلك الشخص الذي خالف النظام البائد وقال لا في وجوههم العفنة وبهذه ال لا يذهب الى احد خيارين إما أن يفصله النظام البائد من الدنيا نهائيا بعد فترة سجن قد تطول أو تقصر أو انه يهرب خارج العراق ويحفظه الله لنا كما في كثير من الشخصيات التي قدمت للبلد بعد سقوط النظام حاملة في ثناياها قصص الهروب الصعب من مخالب البعث أما الفئة الأولى التي سجنت فان نسبة الأحياء منهم جدا قليلا فغالبا كان الأجل ينتظرهم بعد الخروج من السجن إن خرجوا حيث إن البعث يزرع في أجسادهم الموت قبل الخروج رحم الله الشرفاء من أبناء هذا الوطن إنهم بحق تيجان الرؤوس ومفخرة هذا البلد
لكني أتسال اليوم في خضم كم هائل من المفصولين سياسيا لأقول من انتم وأين كنتم وكيف نجوتم ؟؟؟؟! ففي دوائر الدولة تتوافد علينا أعداد بالمئات توازي أعداد موظفي الدائرة نفسها ولربما أكثر ولا تحتاج أن تسال من هم فمجرد أن يقع نظرك الى حجم الفايل الذي يحمله حتى تدرك انه مفصول سياسي!!! وكثير ما اتسائل لو إن هذه الآلاف قد فلتت من قبضة صدام وشرذمته فلماذا لم يسقط حصن الشر الصدامي لو أن الذي يفصل سياسيا يبقى على قيد الحياة !
في زمن أعطى للإنسان العراقي حرية نجد هناك طفيليون يستغلون هذا الوضع للمصالح الشخصية متخفين تحت جلباب الشرف الذي دفع ثمنه الأبرياء من هذا الشعب وتجد هذه الظاهرة في حالة ازدياد رهيبة وللأسف الشديد إن الأحزاب تدعمها وما كنت للأسف لو إنهم كانوا حقا كذلك ولو أن هنالك عدد قليل بالفعل سجنوا وعذبوا وشاء الله أن يعيشوا فهم يستحقون التكريم لكن الآلاف المزورة والمتشدقة والتي كذبت الكذبة وصدقتها للأسف ماذا نقول بحقهم واليك عزيزي القارئ بعض النماذج التي تحيطني أنا كمواطنة عراقية وما عليك سوى أن تحكم ولتسمع الأحزاب التي تثقلنا بهذه الأعداد التي لا تعمل ألان في الدوائر سوى إنها تزاحمنا وأنها فائضة مما يترتب عليه مشاكل جمة ولنبدأ أولا بالجيران فحق الجار على الجار!!! 1- أم زيد امراءة لثلاثة أولاد بسببهم تركت الوظيفة أيام التسعينات لأنها لم تستطع التوفيق بين عملها وبيتها ولقلة الراتب تلك الفترة ولهذين السببين عدت اليوم مفصولة سياسيا وتقوم الدولة بحساب أيام جلوسها في منزلها وتربيتها لأولادها خدمة في دوائر الدولة !! متجاهلة الآلاف الأمهات التي كانت توفق بين عملها وبيتها وسنين طويلة تخدم الدولة لتأتي الثانية لتتقدم عليها لا أن تساويها فحسب 2- ركبت ذات مرة مع سائق تكسي مع زميلاتي ولان الطريق مغلق كالعادة فانه ظل يتكلم عن مختلف جوانب الحياة ويتبادل الحديث مع زميل أجلسناه في المقدمة للحماية بعد أن بات من المستحيل ركوب التاكسي بمفردك وكان شخص من أهل الرمادي متزوج من عراقية شيعية المذهب وكان يتحدث ولا أكاد افهم ما يقول من كثر الضحك ال لا مبرر منه لكننا فهمنا انه يقول بان أسرته استفادت في النظام البائد وفي هذا النظام بالاعتماد عليه سابقا وبزوجته لاحقا !! ويخبرنا قصة إرجاع زوجته للوظيفة واستحصاله على أوراق تقول بأنهم مظلمين ومنكوبين ويغرق بالضحك ليخبرنا انه لم يكتفي بذلك فلقد أعاد للتعيين والدته المراءة المسنة فاستشط غضبا وسألته ولماذا لا ترجع أنت بالمرة فأجاب لا< خوية التاكسي يجيب أكثر> بمعنى انه لا يدرك أن ما يفعله خطا وهو فرح كيف انه ضحك على الأحزاب وجلب أوراق على حد قوله تؤيد انتمائه لأسرة شريفة في النجف الاشرف ولأجل هذا فأنهم أرجعوهم لكني لم اصدق الفقرة الأخيرة لأنه لو كان هذا صحيح فعلى دنيانا السلام ربما شخص مثله موجه للتشهير بشخصيات وله مراب من ذلك؟ ربما هذا ناهيك على كبار السن الذين تجاوزا الستين من العمر الذين يتوافدون للتعيين ولا يمتلكون القوة في أن يقفوا ولست بصدد الإساءة لهم لكني اتسائل الم تكن هنالك طريقة أخرى لمكافئتهم إن استحقوا حقا وأحب أن أتوجه بثلاث رسائل قصير لمن يهمه الأمر الأولى للمواطن العراقي أخي العزيز أختي العزيزة لماذا نكون عالة على دولتنا بكذبنا وخداع أنفسنا ونرسم مظلمة ونصدقها ثم إن جميع العراقيين ظلموا ولو أراد كل منا حق هذا الظلم فلن تنتهي هذه المسائلة ليكون حقنا دولة مستقرة يعيش بها أبناءنا بدون أن يتعرضوا الى ما تعرضنا له ولو ابتداءت أخي أنت بهذا الظلم فسوف يرجع إليك بثوب أخر ولنتقي الله ولنرى ماذا حل بمجرم العراق صدام وما حصل عليه سوى المذمة واللعنة ولتضع نصب عينك في كل ثانية موقف من مواقف الإمام علي ع النبيلة فقد دخل عليه رجل وهو في بيت المال فقال الرجل لدي مسائلة معك فسأله الإمام هل الأمر يتعلق ببيت المال فإجابة الشخص لا فما كان من الإمام إلا أن أطفأ الشمعة لأنها لبيت المال لو نتأمل في مثل هذه المواقف لما وصل بلدنا لهذا الحال وكفا تخاذل وتلون بين تبعث وتشيع مبالغ به ولنقف على موقف واحد فان من حماقات الأحمق كثرة تلونه!! الثانية الى الأحزاب السياسية إنني واقعا لست مطلعة على عمل مكاتبكم وكيف إن الناس يحصلون على أوراق من الأحزاب من اجل التعيين وعلى ماذا تعتمدون إلا إنني أرجو منكم شيء واحد انه تدققوا في الموضوع أولا وثانيا أن نكافأ المظلوم على الرغم من إن هذا صعب للكم الهائل للمظلومين لكن على اقل تقدير الحالات الصعبة بالمجتمع وان تكون المكافئة مادية أو قطع ارض أو ما شاكل وليس وظائف رغم انف وزارة التخطيط والطاقة الاستيعابية للوزارات أو مكافئتهم علميا كما كان يفعل صدام هذا خطا كبير فالمقاعد الدراسية والوظيفية هي استحقاق المجد فقط الى وزارة التخطيط والوزراء والمسئولين لا نريد أن يحصل ما كان بالسابق عندما يستيقظ صدام على رأي وما عليكم إلا التنفيذ هذه خيانة للمهنة إن سمحتم لي بقول ذلك فربما كان المسئول أو صاحب الطلب يطلبه عن حسن نية ولربما أحس انه شيء مفيد ويخفى عليه سلبيات الأمر فهنا يأتي دوركم بان تخبروه الطاقة الاستيعابية للدوائر وللجامعات خاصة الجامعات والدراسات المسائية فلا بد من إن خطة التخطيط يعمل بها وزير التعليم العالي والبحث العلمي ليكن تناغم في عملكم وأنا اعلم بأنكم أصحاب شهادات مرموقة وقادرون لكن اعذرونا فنحن نحب أن نشارككم الرأي ونسلط الضوء على أمر ربما سهيتم عنه لا سامح الله <يجعل سرة بأضعف خلقة> كما يقال ولأننا لا نشاهد أي تغيير نحو الاحسن ولا يسعنا إلا أن نشكر من يعمل بإخلاص بإخلاص بإخلاص لهذا الوطن الجريح وكفانا طفيليين وكفانا مصاصين مناصب وكفانا تعيننا لأقربنا وأصحابنا لا اعلم كيف يرى المسئول نفسه بالمرأة كل صباح وهو يخترق القانون ويخطب به في ذات الوقت خاصة وأقولها عن تجربة خاصة المدراء العامون كارثة حقيقة في كل دوائر الدولة فلو جلبت أضابير الموظفين ستجد العشرات منهم يصلون بالقرابة إليه !! فحسبنا الله ونعم الوكيل وأملنا بالطيبين الموالين الحقيقيين الموالين للقيم الإنسانية وللدين الحنيف وللأخلاق العالية فهذه معنى الولاية ونسال الله العلي القدير التوفيق للجميع
أختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha