( بقلم : كوردة أمين )
يالها من محاكمة ..!محاكمة المتهمين بجرائم الأنفال ... محاكمة العصر التي كنا ننتظرها بفارغ الصبر .محاكمة يتحول الجاني فيها الى مجنى عليه , والمجنى عليه الى جاني . محاكمة يتولى فيها المجرم الذي قتل ضحيته بكل وحشية وهمجية مقاضاة أهل الضحية الذين جاؤا يطلبون من المحكمة العدل والانصاف .محاكمة يسمي فيها القاضي المجرم أخا ً له , ويحاول أن يفرضه بالقوة أخا ًعلى الضحية أيضا .إنها والله لمهزلة العصر ! هذا القاضي الذي ذكرتنا قسمات وجهه الجامدة لأول وهلة بتمثال أبي الهول ... تعشمنا أن تكون مجرد قناع تخفي وراءها شيئا من معاني الانسانية والرحمة , ولكن تبين إن ما كنا نتأمله كان مثل عشم إبليس في الجنة !
من حق هذا القاضي الذي نسمع باسمه لأول مرة , عبدالله علوش العامري , و الذي يرأس المحكمة المختصة بالأنفال, أن يعجز عن تلفظ أسماء القرى والمدن الكوردية لأنه يسمع بها لأول مرة في حياته .وقد يكون قد سمع بأن هناك إناسا ً يعيشون في ( شمال العراق ) يعرفون بالأكراد , ويسمون الأخ بكاكا . ولكن الذي صرنا متأكدين منه هو أن هذا القاضي لم يسبق له أن سمع بجرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها المجرم صدام حسين وعلي كيمياوي وأعوانهما ضد الكورد , والتي يعرفها العالم كله باسم الأنفال .البارحة سمعنا القاضي يقول لصدام : لا أحد يستطيع أن ينزل علمك !واليوم يفجر لنا مفاجأته الثانية التي لم نصدقها نحن , ولا حتى صدام نفسه , كما بدا واضحا ً من علامات الذهول والتعجب التي ارتسمت على وجهه وهو يسمع القاضي يقول له بكل حنان : لست دكتاتورا !البارحة قال القاضي بأنه يحكم بين الناس بالعدل والمساواة بموجب القوانين والشرائع الاسلامية , فالعراقيون كلهم مسلمون , وألغى بذلك من الوجود شريحة من العراقيين لها خصوصيتها , واستخف بدينها وشريعتها .واليوم يقول لنا بأنه ينظر الى جميع من في قاعة المحكمة كإخوة له , وإنه يسمي المشتكي الكوردي بكلمة ( كاكا ) التي تعني الأخ بالكوردية , و سينادي صدام وعلي كيمياوي ومن في قفص الاتهام بكاكا أيضا لأنهم إخوته في الاسلام .ثم يحرّم استخدام أشهر لقب عرفه العراقيون ألا وهو ... علي كيمياوي .فياله من منطق غريب من قاضي يساوي بين الظالم والمظلوم , ولا يفرق بين القاتل والمقتول ! يا سيادة القاضي المحترم ... إذا كنت حريصا على تحقيق العدالة فاعمل بنصيحة المدعي العام , السيد منقذ تكليف آل فرعون , إبن الفرات الأوسط الشجاع , وتنحى عن عملك كقاضي , فنحن الكورد لم نعد نثق بك ولا بنزاهتك , واترك العدالة تأخذ مجراها بيد من هو أهل لها.... وأحذر أن تطلق على صدام وعلي كيمياوي وأعوانهما الأشرار تسمية كاكا ... فلا يشرف أي كوردي أن تتلوث هذه الكلمة الجميلة بأسماء هؤلاء الوحوش القتلة .
https://telegram.me/buratha