المقالات

الاجتهاد بالقانون وضغط العاطفة

1661 21:15:00 2006-09-14

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )

افرزت الجلسة السادسة للمحكمة الجنائية الثانية الخاصة بجرائم الانفال نمطين من الرؤى القانونية وانماطاً من الضغوطات العاطفية.النمط الاول عبر عنه الادعاء العام بمداخلتيه التي رأت ان المحكمة قد ذهبت الى حد الافراط باعطاء المتهمين فرصة التطاول والتجاوز على المشتكين والمطالبين بالحق الشخصي والادعاء العام والمحكمة، بل ان المتهمين وخصوصاً الطاغية صدام استخدم لغة التهديد الواضح والصريح ضد الطاقم القضائي وذوي المغدورين، وذهب الادعاء العام من خلال المداخلة الاولى الى الطلب من القاضي بالتنحي عن رئاسة القضاء واتاحة الفرصة لغيره لمواصلة السير بالقضية حسب فهمنا لمداخلته، فيما كثفت المداخلة الثانية للادعاء العام مطالبتها بضرورة ان لا يخرج المتهمون عن اطار وجوهر القضية الجنائية خصوصاً وانها مسألة انسانية وان الادعاء فيها يمثل الجانب الانساني، وان يكف المتهمون من توجيه الخطب السياسية وابتزاز المشتكين واكدت المداخلة ان الادعاء العام يمتلك ما يكفيه من الأدلة والجرأة القانونية بالرد على تخرصات المتهمين الا انهم –أي الادعاء- لا يريدون ان ينجروا الى حيث يريد المتهمون.

النمط القانوني الثاني جاء على لسان القاضي عندما اكد انه يلتزم بالضوابط القضائية التي تكفل تأمين العدل والمساواة بين الجميع في المحكمة وان القاضي وحده الذي يحق له ان يقرر سير اتجاه المرافعات وقد استشهد بقضيتين تعودان تأريخياً الى زمن صدر الاسلام مذكراً بان احداهما اعتمدت كأساس من الاسس القانونية والقضائية في هيئة الأمم المتحدة.

هذان النمطان القانونيان القضائيان بالتأكيد لهما انعكاساتهما الايجابية والسلبية على ذوي الضحايا والمتابعين والمتهمين معاً.

فذوو الضحايا او الضحايا الناجون من المجزرة سيجدون في رد القاضي عاملاً مشجعاً على تمادي المتهمين ليزدادوا ابتزازاً ونابية ضد المشتكين وصولاً الى وضعهم موضع المتهم، فيما يرى الادعاء بان المحكمة وبسبب ردها الآنف ايضاً ستشجع المتهم متى ما اراد ان يخرج عن جوهر الموضوع فانه سيجد المناخ متاحاً امامه للمضي بالاتجاه الذي يريد خصوصاً ان المتهمين يمتلكون القدرة المكتسبة باعتبارهم كانوا مسؤولي دولة وسياسيين صقلتهم نظرية المؤامرة التي نهلوا منها ممارساتهم وثقافاتهم.

اما الموضوع الأهم فانه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالضحايا الناجين وذوي الضحايا والمواطنين الذين يتابعون سير المحاكمة وبالتأكيد ان الغالبية -ان لم نقل جميعهم- من هؤلاء سيكون لهم موقف عاطفي سلبي ضاغط وهم يرون قضاءنا يوفر الحصانة القانونية بأوسع مدياتها لمجرمين امثال علي حسن المجيد وصدام حسين ومحاولة اسكات (قانوني) للادعاء العام وتلويح بالخوف للمشتكين.

نحن لسنا بقانونيين لكننا بشر ننتمي الى الحس والعاطفة الإنسانية ونستطيع ان نقول مزيجاً مما تعلمناه او اكتسبناه من العاطفة والقانون والمهنة لكننا بأي حال من الاحوال لا نستطيع ان نفهم عدم رد القاضي على تهديد صدام عندما قال مختتماً جلسة الثلاثاء ان صدام عندما يزعل فانكم تعرفون ماذا يعني ان يزعل؟!. ويبقى القاضي بكل الاحوال هو سيد الموقف وعلينا ان لا ننسى ان حتى ما نتصوره نحن سلبيا له ايجابياته الكبيرة والهمة خصوصا وان المحاكمة تبث على الهواء مباشرة ويتابعها ويسمعها ملايين البشر من مختلف الاجناس البشرية في عالمنا الزاخر بالرؤى والرؤى المضادة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
نصير الكيتب
2006-09-14
الف تحية وتقدير للكاتب القدير الاستاذ العبيدي .....ما طرحته واقعا كان محل نقاش كان قد دار بيني وبين مجموعةكبيرة من اخوة عراقيين متابعين للوضع العراقي خصوصا المحكمة والتي طالما خدشت شعورنا واحاسيسنا لا لشيء فقط محاولة من السادة القضاة لارضاء الرأي العام خصوصا الراي العربي المساند لجرذ العوجة واعوانه..ليثبتوا للاخرين انهم قادرين على محكمة الجرذ وفق اعلى درجات حقوق الانسان..متناسين في نفس الوقت حقوق الانسان العراقي خصوصا ذوي الضحايا...اكرر اعجابي بكتاباتكم...وفقكم الله تعالى وايانا لخدمة العراق
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك