( بقلم : امير جابر )
بعد هذه الدماء الغزيرة والدمار الذي اهلك الحرث والنسل والمستمر تصاعديا منذ مايزيد على ربع قرن وبعد هذه التجارب والتطمينات والوعود الفاشلة لم يعد امام الشعب العراقي المبتلى عموما والشيعة على وجه الخصوص للخلاص من هذه الماسي من قتل وتهجير فاق كل الحدود والشرائع سوى حل واحد وهو طلب الموت ولبس الاكفان ومواجهة العدوان والمعتدين المعروفين والمشخصين ، وكل من يقول ان حلا اخر غير هذا الحل من مصالحات او زيادة عديد القوات فهو يخالف الواقع الذي يعرفه الجميع .
ويرجع السبب في ذلك ان عدونا الذي تسبب في كل هذه الماسي هو عدو جبان مرتزق ليس في قلبه رحمه وليس له دين وهو مستعد لاستخدام كل الوسائل الخسيسة للوصول الى اهدافه التي تتمثل في الظلم وسفك الدم الحرام والمكر واستعباد الناس وهدر الثروات على الحروب والنزوات ، وهذه ثقافة ودين واخلاق هذا العدو تكرست ونمت ومن زمن بعيد وهذا العدو استطاع ان يخدع معظم الشعوب العربية والاسلامية وان يجعلها تدعم جرائمه على طول الخط لانه صور نفسه زورا وبهتانا انه السقف الذي سيقي الحكومات العربية والغربية وحتى الكيان الصهيوني من البعبع الشيعي رغم ان الشواهد العملية اثببت انه عدو غادر ويميل مامالت مصالحه الظالمة لكن هذه القناعات لاتتغير وهذه التحالفات لاتتبدل وهذه طبيعة الاشرار الذين يكرهون الاخيار ومنذ قيام البشرية وحتى يوم الدين، وهؤلاء القتلة وهم يمارسون هذه الابادة الجماعية والمهنة والهواية التي لايجيدون سواها يتقاضون عليها اجورهم بالدولار الخليجي الذي يستخدم للشر ولايستخدم للخير وهؤلاء القتلة المحترفين يصفق لهم الاعلام العربي ويسميهم بالمقاومين الشرفاء رغم ان كل افعالهم التي تمزق نسيج المجتمع العراقي هي افضل خدمة تقدم للمحتل صاحب نظرية فرق تسد التي يعلنها قولا ويمارسها فعلا حتى ان كبار المستشارين الغربيين يقولون الان ان الحل الوحيد لتوقي شر الارهاب هو باشغال المسلمين بانفسهم من خلال تأجيج الصراع بين السنة والشيعة واستثارة النعرات الطائفية وتجنيد المرتزقة والاتباع لهذه المهمة ومن اوفى واقدر الجهات التي يمكن استخدامها لهذه الفوضى الخلاقة هم التكفيريون الوهابيون والادهى والامر هو رضى معظم المرجعيات الدينية السنية خارج العراق عن هذا الاجرام بل ودعمه والدفاع عنه في احيان كثيرة وبعبارة موجزة مجموعة من القتلة تلوثت ايديهم بدماء اكثر من مليوني مسلم وتهجير ضعفهم وكانوا يتقاضون اجورهم مقابل اجرامهم في عهد صدام بالدينار العراقي الميت اصبحوا الان مجاهدين ومقاومين وضحاياهم خونة يستحقون مايجري لهم حتى ولو كانو اطفالا ونساءا واصبحوا يتقاضون اجورهم بالدولار اي دعم مالي وسياسي وديني وهذه اول مرة في التاريخ القديم والحديث يحصل مجموعة من عتاة القتلة المنقول اجرامهم على الهواء على مثل هذا الدعم وخلط الاوراق من قبل المحتل ، هذا الخلط ورغم جرائمهم التي طالت هذه الالوف المؤلفة من البشر والتي تنقل الان صور اشلائهم المقطعة وتشردهم المنظور وتصل البيوت بالصورة والصوت ورغم هذه الوضوح الذي لايقبل التكذيب فقد استطاعت الوسائل الاعلامية الداعمة لهم ومكر المحتل المساند لهم ان تجعلهم مجهولين بل رمت هذه الجرائم على الضحايا .
فما هو الحل مع هكذا عدو وهكذا امة خائنة لابسط تعاليم دينها ووصايا نبيها هذا النبي الذي قال لعن الله قوما اضاعوا الحق بينهم وقوله كذلك الظلم ظلمات وقول الله قبل ذلك لايجرمنكم شنئان قوم على الا تعدلوا لكن هذه الاقوال وغيرها المئات لايلتفتون اليها اذا كان الضحية شيعي والقاتل قال لهم وان كان كاذبا انه يدافع عن السنة ، تصوروا حتى القرضاوي الذي يسمونه معتدلا يثير الدنيا فيما اذا ردت الضحية على القتلة في العراق ولا يتحرك له بال وهو يسمع ان ضحايا هؤلاء وصلت اعدادهم للملايين بل لايهمه بان يسمع كل يوم من قناته المفضلة الجزيرة ان قوات حلف الناتو في افغانستان تبيد كل يوم المئات من الافغان والحل هو كما بينه لنا ربنا الرحمن الرحيم في قرأنه المجيد وقاله وفعله نبينا المهداة رحمة للعالمين فالله يقوم في كلام فصل( اذن للذين ظلموا ان يقاتلوا وان الله على نصرهم لقدير) وقوله تعالى ( ياايها الذين امنوا ادلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم* تؤمنون بالله ورسوله و تجاهدون في سبيل الله باموالكم وانفسكم ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون* يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم* واخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب) وقوله تعالى ولكم في القصاص حياة يااولي الالباب( اي ان القصاص من القتلة هو الحياة ياصحاب العقول لان القاتل اذا علم انه سيقتل فحتما سيحسب الف حساب قبل الاقدام على جريمته وليس كما هو الحال في عراقنا المستباح ليس فيه قانون او رجال قانون وشرطة ونبينا قال ايضا من مات دفاعا عن نفسه او عرضه او ماله فهوشهيد وهنالك العشرات من الايات والاحاديث التي بينت هذا الامر بكل وضوح ولاتحتاج الى تفسير او اجازة لان هذه الحقوق هي من اعظم الحقوق التي اكد عليها رب العالمين وجميع القوانين الوضعية وبما ان الدولة اثبتت عجزها التام في حفظ الانفس و الحقوق فيصبح لزاما وفرض عين على كل فرد الدفاع عنها والاستشهاد في سبيلها وهذه من الامور عرفتها كل الشعوب واذا فرط فيها فالنتيجة هو الدمار الشامل لكن كيف يمكن مواجهة هذا الوضع الشائك والخصوم الذين يجيدون رفع الريات والشعارات ويستخدمون المغفلين؟
من المعروف ان اتباع اهل البيت يلتزمون بتعاليم دينهم ويتبعون اقوال علماؤهم في حربهم وسلمهم ومنها قول الله ولاتزر وازرة وزر اخرى وان رد العدوان يجب ان يتجه نحو المعتدي ولايتعداه ،فاذن قبل البدء في مواجهة المعتدين يجب تشخيص المعتدين وهم فلول المدرسة الصدامية من قوى امنية وعسكرية معروفة واجهزة مخابرات وتكفيريين مميزين من اشكالهم واقوالهم ومراكزهم فبعد التشخيص والفرز يجب اختيار الشجعان الذين لاتهتز اياديهم على الزناد وعلى كل من يستطيع مدهم بالمال ان يجاهد بالمال فان الجهاد بالمال ياتي قبل الجهاد بالنفس ولايتصور احد اي كان انه ناجي من هذه الابادة التي شملت الجميع صغارا وكبارا ويجب متبابعتم الى اوكارهم فانهم هم من بدؤا هذه الحرب المفتوحة وعندما يعرف اولئك القتلة انهم بدؤا يدفعون الثمن عند ذاك حتما واكيدا سيوقفون اجرامهم يجب ان تؤسس في كل قرية ومدينة وحي وحدة حماية ويجب على اهل الجنوب ان لايتركوا اخوانهم في بغداد واطرافها وديالى وقراها يواجهون هذه الزمر الارهابية عليهم دعمهم بالاموال والرجال وان لايتوقع الشعب ان هنالك حكومة تحميه وشرطة تحرسه فالمنظور العملي يقول لاوجود لتلك القوات التي لاتستطيع الدفاع عن نفسها وصحيح ايضا ان هذا العدو هو عدو جبان ويستهدف المناطق الرخوة والسهلة وان قيمنا وديننا يمنعنا من استخدام نفس اساليبه لكن لنثق جميعا بعدالة قضيتنا وتسديد رميتنا من قبل ربنا الذي وعدنا بالنصر حيث يقول وكان حقا علينا نصر المؤمنين وان الباغي والظالم مغلوب وبشرط ان يكون المظلوم في دفعه للظالم يبتغي رضوان الله وتقواه وحماية الانفس البريئة اي ان المظلوم عليه قبل ان يطلب النصر ان يتوب الى الله وطلب مرضاته ويوحد الصفوف ويختار الشجعان ويعد مايستطيع من قوة عند ذلك فتلقائيا يحصل النصر ومن ثم الامن والامان وشعبنا فيه الملايين من الشرفاء الشجعان الذين ضاقت صدورهم من هذا العدوان ولايحتاجون الا الى القيادات المؤمنة والشجاعة فعندها والله ستسحب هذه القيادات التي تدافع عن المظلومين البساط من تحت المترددين واصحاب المصالح والمتصارعين على المنافع، فالامور اصبحت واضحة ولاتحتاج الى الى كثير بيان فهذه الاحداث الجسام والابتلاءات المستمرة ميزت بين اصحاب الاقوال من الافعال وبين من يستغلون الدين لاغراضهم الخاصة وبين من يريدون نصرة دين الله ورفع هذا الظلم عن هذا الشعب الممتحن.
وعندما تبدأ معركة الشرفاء ستتميز وستتوضح تماما المعسكرات وحتما واكيدا سينحاز المحتل الى عملائه المدعين زورا انهم مقاومين وبعد هذا الفرز الالهي سيتكفل الله بنصره الموعود حيث يقول ان ينصركم الله فلا غالب لكم وستتدخل الالطاف الخفية وسيبتلي الله المحتلين بابتلاءات غير متوقعة وسيقذف في قلوبهم الرعب و سيكف اذاهم وسيخرجون من العراق لم ينالوا خيرا وعندها سينزل عملائهم من صداميين وتكفيريين من مخابئهم وسيبادون وسياسر الكثير منهم وهذا حق ووعد الهي حيث يقول الله انا من الجرمين منتقمون ولابد لهذه الابتلاءات ان تستمر حتى يتحقق هذا الوعد الالهي الغير مكذوب وسيتحقق الامن والامان وسيرجع الذين اخرجوا من ديارهم الى مدنهم وقراهم التي هجروا منهاقال على (ع) ردوا الحجر من حيث اتى فان الشر لا يدفع الا بالشر.وقال الشاعر: اذا لم يكن للموت بد ** فمن العجز ان تموت جبانا
https://telegram.me/buratha