( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )
أمس في عمان وقبلها في الرياض وتلتها في الدار البيضاء وفي طهران وأنقرة واليوم في دمشق ولا ندري اين ومتى وكيف سينفذ الارهابيون جرائمهم، وهذا ما حذرنا منه نحن العراقيون أشقاءنا العرب وأخواننا المسلمين بان الارهاب التكفيري الذي طال جوامعنا وجامعاتنا ومدارسنا وأسواقنا ومواطنينا مدنيين وعسكريين شيوخاً وشباباً نساء وأطفالاً سوف ينتقل الى داخل مدنكم لانه-الارهاب-لا دين له ولا قومية او مذهبية ولا تحكمه أخلاق او أعراف، فهم عصابات قتل وتدمير، مرتزقة تقتل وتفتك لحساب من يدفع اكثر.
قلنا إن مراقبة الحدود المشتركة ومنع تدفق الارهابيين لتنفيذ جرائمهم البشعة هو لمصلحة الجميع وليس للعراق فحسب ونصحنا اخواننا وأشقاءنا إن الضرر الذي تلحقه هذه الزمر الضالة سينال الجميع بدون استثناء طالما وجدوا من يمولهم ويحتضنهم ويدافع عنهم ويروج لجرائمهم وخاصة الفضائيات المعروف ارتباطها بتنظيم القاعدة وغيرها.
إن فاتحة العمليات تبدأ عادة بتنفيذ جريمة ضد مؤسسات تابعة لامريكا او بريطانيا او لدول عربية وإسلامية تساهم في محاربة الارهاب لاسباغ صبغة في التصدي للامبريالية وعملائها في المنطقة!!، ومن ثم تنتقل الى الهدف الرئيس بضرب التجمعات السكانية والبنى التحتية ومرافق الدولة لخلخلة الامن وإيجاد حالة من الفوضى والاضطراب الامني وهذا ما وقع ويقع وسيقع في المستقبل.
لا نريد أن نتحدث عن الجرائم الوحشية التي يرتكبها التكفيريون كل يوم عندنا هنا في بغدادوباقي المحافظات فقد اكتفينا بقناة الجزيرة وأخواتها العربيات الاقليمية وبعض الاخوات المحلية وسعيد من اكتفى بغيره!!!. ولكن لنسأل هل الفنادق التي استهدفوها في العاصمة عمان كانت قواعد عسكرية اجنبية ام هي معسكرات للجيش والشرطة الاردنية؟ وهل استهداف المنشأت النفطية في المملكة العربية السعودية هي منشآت اجنبية أم سعودية؟ وهل الثروة هي ثروة امريكية وبريطانية ام هي ثروة وطنية؟!. أما في تركيا وإيران فحدث ولا حرج فالاهداف التي يختارها الارهاب مفتوحة على كل الاحتمالات، مدرسة-مسجد-مشفى-رياض اطفال-جامعات او مؤسسات حكومية وهكذا دواليك.
لعل حادث استهداف السفارة الامريكية في قلب العاصمة السورية دمشق هي البداية في أرض الشام، ولعل الايام القادمة سوف تؤكد ما ذهبنا اليه فربما ستكون مساجد دمشق وأسواقها وشوارعها ومؤسساتها هدفاً لهذه الجرائم-لاسمح الله-.
إن النصائح المتكررة التي قدمها العراقيون لاشقائهم وأخوانهم بتشديد الرقابة على الحدود لم تجد اذناً صاغية، باعتبارها سوف تفسح المجال لتدفق المغفلين والمرتزقة الذين تجندهم قوى الشر والظلام الى الداخل العراقي لارتكاب الجرائم، وقلنا إن السواعد العراقية قادرة على دحرهم وسوف يفرون الى خارج الحدود بعد استكمال جاهزية القوى الامنية وسيدخلون مدنكم وسيفعلون ما فعلوه بالعراق، وهذا ما يدمي ظمائرنا ووجداننا، فوالله لسنا شامتين بأحد بل نحن نتألم لهم كما تألمنا لانفسنا وما نريده هنا، أن نذكر جيراننا إن الوقت لم ينفد بعد ويمكن تحصين الحدود ومراقبتها بشكل أدق لمحاصرتهم وتجفيف موارد تمويلهم لكي لا يتعرض شعبنا في سوريا والسعودية والاردن والمغرب ولا تتعرض شعوبنا الاسلامية في ايران وتركيا وغيرها من البلاد الاسلامية الاخرى لنفس الضرر.
نقول لا زال الوقت مبكراً والحصيف الذي يتعض من تجارب الآخرين والعاقل من يقبل بنصائح اشقائه وأخوانه فهي نصائح مخلصة أن شاء الله.
https://telegram.me/buratha