المقالات

قراءة سياحية للأوضاع الأمنية العراقية هل كان تقرير(البنتاغون) دقيقاً وموضوعياً؟

1718 23:12:00 2006-09-13

( بقلم : علي حسين علي )

نشرت وزارة الدفاع الأميركية(البنتاغون) تقريرها المرفوع الى الكونغرس عن الأوضاع الامنية في العراق.. ولعل ما يلفت النظر في هذا التقرير هو توقع يكاد يكون يقيناً باندلاع حرب أهلية في العراق.. والحقيقة ان مثل هذه التقديرات قد أطلقت قبل عدة أشهر منذرة بانسياق العراق السريع نحو الحرب الأهلية.

ومع ان البنتاغون او الخارجية الأمريكية أو غيرها من مؤسسات القرار في واشنطن حرة قي تقويما للأوضاع في بلادنا على وفق ما ترى وما يتوفر لديها من معطيات إلا اننا لا ننظر بجدية تامة الى ما ورد في تقرير البنتاغون، وكذلك لم تتوقف طويلاً أمام تقرير مماثل قبل اكثر من ستة أشهر او اكثر. وموقفنا هذا لا يعني اننا كبقية العرب الذين يوصفون بشوء القراءة وعدم التعلم مما يتداول من وقائع وأحداث.

 فنحن نهتم كثيراً بما يصدر من ابحاث ودراسات من مراكز بحثية متخصصة ومشهود لها بالموضوعية والدقة في وصف محركات الأحداث واستخلاص النتائج. إلا اننا لا نرى في ما صدر سابقاً عن البنتاغون وغيره من المؤسسات السياسية الأمريكية كثيراً من الدقة والموضوعية في معالجات الوضع العراقي.. ويذهب بنا سوء الظن - وهو في احيان كثيرة من حسن الفطنة- الى ان وراء تلك التقارير اغرضا سياسية وربما تصفية حسابات بين المؤسسات الأمريكية المعنية بالشأن العراقي، والامني منه على وجه الخصوص.. فنحن على اطلاع بصراعات بعض المؤسسات السياسية الأمريكية البينية..

فعندما كان العراق يدار تحت اشراف وزارة الدفاع قبل هذا الوقت، كانت وزارة الخارجية تطلق الكثير من التقارير السياسية التي تظهر اوضاع العراق وكأنه يوشك عل التمزق والتشرذم، وتلوح الفتنة الطائفية التي توشك يدها ان تطرق باب الحرب الاهلية.. تقرأ كل ذلك، ونسمع كثيراً مثله، ونظل في مكاننا مطمئنين الى ان كل ما يقال لا مكان له على ارض الواقع، ولعل السبب في هذا البرود السياسي- ان جاز لنا تسميته هكذا- هو اننا نرى ما لا يراه الآخرون، فالواقع في بلادنا هو ان ما يحدث من هجمات إرهابية على كثرتها وعديد ضحاياها وما تتعرض له مؤسسات الدولة الحيوية من دمار كل ذلك لم ولن ينتهي بنا الى الحرب الأهلية..

فالحرب الأهلية يمكن ان تحدث بين شعوب متباينه.. في حين اننا شعب واحد، وبين ديانات مختلفة في حين اننا جميعاً مسلمون. وبين طوائف متصارعة عقائدياً، في اننا كشعب وليس كعصابات تكفيرية لا نجد عند مراجعتنا لفقه مذاهبنا الاسلامية ما يفرقنا بل جل ما فيه يجمعنا.. ولعل ما بين شيعة العرق وسنته من العرب روابط لا يعرفها(البنتاغون) او حتى وان عرفها فهو لا يدرك قيمتها لان المقاييس والحسابات هناك تختلف عنها هنا.. فالعراقيون العرب(شيعة وسنة) ابناء عشائر كبيرة تمتد من الشمال الى الجنوب، حيث تضم السني والشيعي، ولهذه العشائر قيمتها وتقاليدها التي لا تبيح قتل الأخ لأخيه، والتقاليد والقيم هذه توحد العشيرة ولا تفرقها.. وهو ما لم يتوصل تقرير البنتاغون الاخير الى سبر غوره واستخلاص العبرة منهُ..

 ثم هناك الروابط الاجتماعية التي قلما تجد من ابناء السنة من ليس له اخوال من الشيعة والعكس صحيح ايضاً.. وتلك حالة غير مفهومة لدى البنتاغون وغيره.. وكثيراً من الامثلة على تلاحم العراقيين وتوحدهم يمكن سوقها والاستدلال بها. ولكننا لا نرى ضرورة من ذلك، لاننا على يقين ان الحرب الأهلية لن تقع اليوم ولا غداً ولا حتى في المستقبل البعيد.. وفضلاً عما ذكرنا من روابط وقيود ايضاً تمنع العراقيين من الوصول الى الحرب الأهلية، فان هناك مانحاً آخر هو يعين اهل العراق بان الحرب ان وقعت فلن يربحها أحد، والكل فيها خاسر والكل فيها مهزوم.. نحمد الله اننا نملك عقولاً تمنعنا من الانتحار.

نعود الى تقرير البنتاغون الاخير، وقبله كنا قد اطلعنا على تقرير مماثل، لنقول ان مراكز القرار في واشنطن ليست منزهة من الصراعات ولا هي بعيدة عنها، وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قبل ان تتسلم الملف الأمني العراقي كثيراً ما تصدر من التقارير التي تفيد باتجاه العراق نحو الحرب الأهلية، لعل ذلك نكاية منها بوزارة الدفاع التي كانت مسؤولة عن الملف الأمني العراقي آنذاك.

واذا كنا قد أكدنا ثقتنا المطلقة بحرص شعبنا على وحدته وتمسكه بثوابته الوطنية، فاننا لا ننكر بان الأوضاع الأمنية في بلادنا غير مستقرة.. لكننا، مع ذلك، قادرون على ان لا ننزلق الى الحرب الأهلية ومصممون على ذلك.. ولن نلتفت الى من يريدون إرهابنا او ابتزازنا بها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك