( بقلم: جعفر الصفار )
المرحلة التاريخية التي يمر بها العراق تؤكد ضرورة أن يدعمه الجميع خاصة العرب وفي مقدمتهم دول الجوار و ردع أعدائه وفي مقدمتهم قوات الاحتلال التي افاقت على حقيقة انه لم يعد لهم مكان بعد اليوم في هذا البلد لذا فهي تحاول و بالتعاون مع العرب ودولاراتهم افراغ العراق من محتواه الوطني و العربي والاسلامي ودفعه بالاتجاه الذي يؤمن مصالحها لان أميركا لا تنوي مغادرة بلدنا حتى تنتهكه و تحوله الى أرض محروقة ... ولكن هيهات أن ينالوا ذلك ...
ومن هنا نحذر هؤلاء الأشقاء الاشقياء و ننصحهم بالحد من اللعب بالنار والتزييف الاعلامي و دعمهم للارهاب والارهابيين والاحتلال فأن شعبنا العراقي سوف لن ينسى أبدا أفعالهم الخبيثة وازدواجيتهم السياسية و الاعلامية أبدا وسوف يأتي ذلك اليوم الذي يقتص منهم أذا لم يضعوا حدا لذلك وفتح صفحة جديدة في علاقاتهم مع العراق الجديد ويقرون ضرورة تطبيق الاستحقاقات الانتخابية دون لف و دوران و تسييس وعدم التدخل في الشأن العراقي أوالهمس من الوراء أو دفع هذا وذاك لافتعال العقبات أمام تشكيل الاقاليم التي سيتشكل منها العراق الجديد تحت ظل الحكومة العراقية الوطنية الموحدة ...
التنسيق العربي الصهيوني الغربي لضرب الشعب العراقي وتمزيق وحدة صفه وتناثر أجساد أبنائه الغيارى و دفعهم نحو حرب داخلية جديدة لتقسيم العراق اخذ هذه الأيام منحى كبيرا بعد أن فشلت جهودهم في دفع العراقيين نحو حرب طائفية بتوحيد التصريحات والمطالبات من قبل الاحتلال واولئك الذين يسمون الارهاب بالمقاومة في الداخل العراقي ودول الجوار العربي خاصة البلدان الخليجية التي تدعمه بالمال والسلاح ووسائل اعلامها وفتح أبواب حدودها وتصديرالارهابيين نحو بلادنا لتصعيد نار الحقد التكفيري والوهابي والسلفي والتعدي على حقوق الأغلبية في الشارع العراقي والضغط عليها للتنحي عن استحقاقاتها الانتخابية .
فالتفجيرات الارهابية التي تطال جميع مناطق العراق وخاصة ذات التجمع الشيعي وتشريدهم من منازلهم كما فعل الصهاينة المحتلون في فلسطين بدعم بريطاني , غربي وباموال نفط دول مجلس التعاون أخذت تعود ثانية الى المنطقة ولكن هذه المرة بهدف ايقاع حرب داخلية بين ابناء العراق بعد أن رفضوا كل الرفض الارهاب والاحتلال والتدخل في شؤونه الداخلية من أي جهة كانت وعزل العملاء و المزايدين على استقلال العراق ووحدة ترابه و ديمقراطيته جانبا وهو ما أثبتته نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة التي شهدتها أرض الرافدين وواصلوا تأكيدهم على استقلالية رأيهم وتنفيذ الاستحقاقات الانتخابية مهما كلفهم ذلك ثمنا .
و بدأت الاشارات ترسل من قريب وبعيد ، من الاحتلال ومن العرب وخاصةً اولئك الذين يذرفون دموع التماسيح على ما يشهده العراق من تمزيق وتدمير وارهاب و قد اعدوا له كل العدة منذ عقود مضت وبالتنسيق مع الغرب واللوبي الصهيوني والنظام البائد بعد أن أحسوا خطورة الفكر الشيعي الرافض للذل والركون للاحتلال والعمالة والسماح للأجنبي بنهب ثرواته واستغلاله لأهدافه المشؤومة خاصة بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران وسقوط أعتى و أقوى حلفاء "اسرائيل" وأميركا وبريطانيا في المنطقة ، وقرروا ضرورة كبح جماح الاغلبية في العراق ومنع تحقيق استحقاقاتهم الانتخابية والاصرار على اشراك المجرمين والارهابيين في الحكومة المنتخبة ومن هذا المنطلق نراهم يعكرون الاجواء كلما سنحت لهم الفرصة بذلك اوعندما يتلقون الاوامر من أسيادهم آل سعود .
ومنذ فترة طويلة من الزمن بدأت وكالات الاستخبارات الأميركية والبريطانية والاسرائيلية بتنفيذ مخطط واحد دفعوا من ورائه العرب خاصة في المنطقة الخليجية ليكونوا مطية لهذا المخطط يمتطوها حفاظا على مصالحهم في المنطقة وبطبيعة الحال يتم دفع ذلك من دولارات النفط العربي بعد ان دفعوا الأغبياء من القادة لضرورة تشكيل قوات يدعون بانها "مجاهدة" وتدريبها ومدها بالسلاح والمال وحث الناس للانضمام اليها عبر اصدار الفتاوى الطائفية من قبل وعاظ السلاطين من الوهابيين والسلفيين ومن هنا جاءت انطلاقة تأسيس وتشكيل تنظيم القاعدة الارهابي و الذي انطلقت منه جماعة طالبان وما صدرت عنها من أفعال وأعمال هناك والتي اساءت للاسلام كثيرا وشوهت سمعته عالميا.
و كانت هذه بداية لافتعال شرارة حرب طائفية في المنطقة بين الشيعة والسنة حيث جربوها لمرات عديدة في أفغانستان وقد فشلت بمشيئة الباري تعالى و ذكاء وحنكة بعض القادة الأفغان ومن ثم عادوا الى استمراريتها في باكستان والهند والتي ما زالت متواصلة مع الأسف ، ولكن هذا ليس ما كانوا يصبون اليه وخططوا له لذا نرى وبذات الذريعة التي شنوا بها الحرب على أفغانستان واحتلوها فعلوا ذات الفعلة مع عراقنا العزيز واحتلوه ودمروه وجعلوه منطقة خصبة للارهاب والارهابيين سعيا منهم لتنفيذ مآربهم الخبيثة والاجرامية و في هذه المرة ايضا نرى وبكل وضوح الدور الريادي لمن يسمون انفسهم أشقائنا العرب خاصة دول الجوار ومجلس التعاون في ضرب العراق واحتلاله وتمزيقه و استباحة دم شعبه المسلم وبكل سهولة وبساطة و باصدار الفتاوى الوهمية والكاذبة بضرورة وحلية قتل الشيعي والتي لم يشهد التأريخ اصدار مثلها منذ أواسط القرن الماضي وحتى يومنا هذا حيث أصدر وعاظ السلاطين الفتاوى بحرمة العمليات الاستشهادية ضد المحتل الصهيوني لأرض اسلامية عربية في حين يعتبر القيام بمثل هذه العمليات ضد شيعة العراق أمر واجب وضروري. !!
و لايخفى على احد ان هذه الفتاوى المزيفة ودولارات النفط العربي والدعم الاعلامي المسموم عبر فضائياتم المتعددة وفتح الحدود مع العراق لانسياب وتسلل مئات الارهابيين من السلفيين والوهابيين واحتضان الاجتماعات التنسيقية بين هذه الزمر التكفيرية وبقايا أزلام وأنصار وأعوان النظام الدموي البائد دفعت بالعراق على ما هو عليه الآن حيث ذهب ضحية ذلك أكثر من 130 ألف عراقي شهيد قطعت أشلاؤهم ودمرت منازلهم و محالهم وأسواقهم التجارية و تعرضت أماكنهم المقدسة للتدمير والتدنيس وبقي مئات الآلاف منهم جرحى و مصابين و معاقين جراء الارهاب الذي طال العراق على مدى السنوات الثلاث الماضية حيث كان ذنبهم الأول و الأخير هو حبهم وولاؤهم للرسول الأكرم وأهل بيته الأطهار الميامين (ع) و التزامهم بـ خط الولاية و الامتثال لتوجيهات المرجعية الرشيدة .
ولنكن صريحين في حديثنا فشعبنا ليس معوزا و محتاجا لدولاراتكم كي تعلنوا من هنا وهناك بأنكم خصصتم بعض الدولارات لاعادة اعمار العراق والتي ليس لها حقيقة على أرض الواقع كما تزعم وسائل اعلامكم المسمومة و يتقول به بعض ذوي النفوس الخبيثة و المريضة والمعلومة الحال في داخل العراق من خفايا الافعال و الاعمال الشنيعة التي يقترفونها هؤلاء وأنصارهم خاصة قرب المقار الرئيسية لأحزابهم التكفيرية والارهابية التي تواصل نشاطاتها الاجرامية بدعم دولاراتكم ، فيالكم من أشقاء أعزاء!! تبذلون كل ما لديكم لانقاذ العدو الأجنبي في حين تسعون كل السعي لذبح أشقائكم في العراق وتقطيع أوصالهم وتمزيق بلادهم دون أن تعوا ان السيل القادم قريباً ان شاء الله سيجرفكم ويطيح بعروشكم الملطخة بدماء المسلمين من ابناء العراق الغيارى لا محال... وكفانا الله شركم وشر دولاراتكم وسموم وسائل اعلامكم " كونها تستهدف ابناء العراق الأبرياء فقط ..
{ بقلم جعفر الصفار }
https://telegram.me/buratha