( بقلم: عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )
معظم شعوب ودول العالم كانت تنتظر مع مطلع الألفية الثالثة تغييرا أساسيا سيطرأ في مختلف بقاع الأرض، إلا ان أحداً لم يكن ليتصور ماهية هذا التغيير وطبيعته واتجاهاته خصوصا وان العالم كان وما زال يعج بالأزمات والتوترات السياسية ان كانت في منطقتنا الشرق أوسطية او الخليجية او الأحداث التي كانت تعصف بمنطقة البلقان ودول اوربا الشرقية وتنامي الحركات الإرهابية الى الحد الذي جعلها تمتلك دولة ومساحة شاسعة للتحرك والانطلاق كأفغانستان التي كانت خاضعة لحركة طالبان.
في خضم تلك الاهتزازات الدولية واحتمالات تفجرها بكل الاتجاهات جاء فوز الجمهوريين بقيادة الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي ورث عن ابيه مشروعا لم يكتمل بعد فكانت قاعدة انطلاقه منطقة الشرق الأوسط بعد ان عاشت هذه المنطقة ازمتين أساسيتين: الصراع العربي الإسرائيلي زائدا تمخضات حرب الخليج الأولى التي انتهت بطرد قوات صدام من دولة الكويت دون ان تنهي الأزمة الى لون معين.
في ظل هكذا احداث ومتغيرات كان ينشط على الجانب الآخر لون من ألوان الأزمة التي تنتمي الى الأزمات المخيفة وذلك من خلال تنامي جغرافية الإرهاب واتساع قاعدته البشرية وتطور قدراته الفنية عبر دولته افغانستان.
ربما أخطأت قيادة الإرهاب باختيارها أهدافا للتدمير في الولايات المتحدة الأمريكية وفي واشنطن تحديدا، بل ان اختيارها لبرجي التجارة العالمي وبناية البنتاغون القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقال، ورغم هول الحدث بالنسبة لواشنطن وهي ترى أبراجها تتهاوى واجنحة البنتاغون فيها تحترق بطرق ارهابية غير مألوفة بعد ان استحوذ انتحاريون مدربون بطرق سحرية على طائرات البوينغ(757) وتوجيهها باتجاه اهدافها حتى بدا وكأن الشارع الامريكي يعيش نفس اللحظات التي عاشها الشارع الياباني إبان كارثة هيروشيما وناغازاكي.
استفاقت الولايات المتحدة الامريكية من صدمتها، لكن تلك الاستفاقة كانت مصحوبة بقرار امريكي يقضي بالقضاء على طالبان والقاعدة عند بوابات شبه القارة الهندية ، وصدام ونظامه عند بوابات الساحة الخليجية . اما لماذا هذا الاختيار الامريكي فيبدو انه يرتبط ارتباطا وثيقا باختيار المنفذين لأهدافهم اولا، والتقارير التي كانت تتحدث عن التنسيق والتقارب الذي كان واضحا بين القاعدة والبعث الذي وصلت مدياته الى الزيارات المتكررة التي قام بها الظواهري للجزراوي وكذلك بين رمزي واركان السفارة العرقية في انقرة آنذاك.. واذا كانت خيوط التنسيق القاعدي – البعثي غير واضحة آنذاك فانها الآن في اشد وضوحها بعد ان تحول البعث والقاعدة الى تنظيم واحد يشترك بأهداف واحدة.
https://telegram.me/buratha