المقالات

على رسلكم, انها الصاعقة!

2006 16:26:00 2006-09-10

( بقلم : مروان توفيق )

لم تكن الثورة الاسلامية في ايران في نظر الغرب والشرق معا سوى انتفاضة دينية ستبتلعها الايام والثقافة (المتطورة), وسيقضي عليها قبل ولادتها التحضر الغربي والتعصب القومي والمذهبي عند اهل الشرق. وقائد الثورة الهادئ كان رجلا كبير السن ظن الغرب انه سيرحل قبل اتمام الثورة المبهمة وقبل ارهاصاتها التي تداخلت تفسيرات الكثيرين حولها, فهناك من سماها في بداياتها بالثورة( الاسلامية الماركسية) عن سوء فهم أو عن تشويه مفتعل امام باقي المسلمين في العالم. ولكن الثورة مشت رويدا حتى اطاحت بنظام شرطي الخليج ذلك النظام الذي لم يجرأ انذاك أي من الانظمة العربية والاسلامية على الوقوف بوجهه أو حتى وصفه بالمذهبية- كما يفعلوا الان- وكيف ذلك وهو حليف اقوى الدول وصديق الغرب القوي المسيطر.ورويدا انهار النظام وهرب الشاه شريدا ذليلا من دولة لاخرى.

لم يجد الغرب كعادته سوى المكائد للنيل من نظام جديد لايماشي الغرب ولا يجامل المعسكر الشيوعي ايضا, وبعد محاولات وجولات كقضية الرهائن التاريخية في طهران امن الغرب بفشله في اجهاض الثورة فكاد المكائد ,و كانت اخبث المكائد تلك الحرب التي طحنت الالوف ودمرت اقتصاد اقوى دولتين . حلم الغرب بصد الثورة بشاه جديد في العراق وتحقق له ذلك ردحا من زمن, فقد هللت الانظمة التي لم تكن تجرأ يوما على نقد الشاه ونظامه –هللت لتلك الحرب المدمرة وضربت كالغرب عصفورين بحجر واحد  واستراحت من المد الجديد بضربه بدولة جارة وغنية حكمها طاغية مستبد . ثم استعان الغرب بملالي افغانستان الذين طردوا الجيش السوفييتي الاحمر-استعان بهم في التحرش بالجمهورية الفتية, ولكن رويدا ! انقلب السحر على الساحر والملالي الذين مقتوا الدولة الشيعية اشد المقت استداروا بحمق ووجهوا اسلحتهم نحو ناصرهم الصليبي وفقد الغرب معينا على حصار ايران وثورتها.

الثورة الجديدة لم تأبه بقوانين المعسكرات وفي خضم حربها مع الغرب ,لم تجامل الشرق الاحمر فهو ليس بالصديق بل على طرف نقيض بنظامه من نظامها الجديد, ومرة اخرى حلم الغرب بالايقاع بين الدولة الجديدة وبين جارها الاحمر فلم يوفق وزاد قائد الثورة المسن في النار الاجيج عندما وجه كتابا للسوفييت يدعوهم الى المناظرة والى مراجعة فكرهم (المادي) وهرج الناس لسماع ذلك, فما بدأ به القائد المسن في كتابه لم يكن في تحليلات اهل السياسة والدراية سوى ( خرفا) و خروجا على المألوف ! فكيف بمن يحارب الغرب أن لايرتمي متعاضدا مع الشرق الاحمر, وكيف لا يسير بقوانين لعبة المعسكرات الا اذا كان جاهلا باصول اللعب والسياسة واذن فمصيره سيكون الى فشل , ولكن رويدا ورغما عن ذلك غابت الشمس الحمراء واظلمت دويلاتها من (النور الماركسي العتيد!) لترتمي في احضان الغرب ولترمي نبوءات ماركس ولينين الى رفوف المكاتب ومتاحف الافكار الميتة. وامنت الدولة الجديدة من جيرانها بلا حرب ولا خسارات, وكأن يدا خفية ممتدة دوما تحمي ثورة المستضعفين من كيد الكائدين.

لم يمض زمن بالطويل بعد نهاية اطول حرب في المنطقة حتى ثار من جديد سلطان العرب المعتوه على جيرانه وحلفاءه العرب- الذين امدوه بالمال والاقتصاد لحرب الدولة الشيعية- ليغزوهم في حرب رعناء وكان جزاء (الاحسان) للجيران دمار ونار ودخان. نزلت جيوش الغرب وجيوش ملوك الطوائف وجيوش الجمهوريات الملكية العربية لضرب الولد العاق وجيشه التعب, وتخلى العرب عن اصول العشائر وتقاليد النخوة والعزة, ولم ينصروا اخاهم مظلوما بل نصروه ظالما فقط ابان في حربه الشعواء على الدولة الجديدة, وبعد فسحة من زمن يسير سقطت دولة الشعارات في العراق بعد موتها وقوفا لعهد من زمن وصارت بأيدي الغرب والعرب ينظرون , ورويدا ومرة اخرى تخلصت الدولة(الشيعية) من عدو عتيد وجار ظالم .

في سنين ليست بالطويلة تغيرت خرائط وانقرضت امبراطورية المشرق الاحمر واضمحلت انظمة بعدها وماتت دول, والدولة الجديدة لم تكبو فهي لم تعد بالجديدة فقد مرت عليها مصائب وافات , حروب, مكائد ومؤامرات. لكنها تخيط على مهل وباناة لايراها اهل العجل . نام العرب في استرخاء طويل ولم يفيقوا بعد ولكنهم عرفوا ان الدولة المقيتة التي عادوها بكل مايستطيعون في السر والعلن هي في طور امتلاك السلاح المرعب, ذلك السلاح الذي يملكه الغرب ويملكه ايضا فرخه القاطن منذ عقود في بلاد العرب في اراضي الزيتون والبرتقال. نعم على مهل بنت دولة السيد المسن مفاعلا ولن تتنازل عنه وعلى نهجها  وبرعايتها بنت عصبة مؤمنة في لبنان انفاقا (على مهل) في سنين قلائل, خزنت بتلك الانفاق صواريخا اذلت بها فرخ الغرب المدلل والعرب في نوم وبحبوحة عيش. رويدا نقول, وعلى مهل فشلت مكائد وستفشل اخرى فهذا ما رأيناه في تاريخنا المعاصر فمن يجرأ على معاداة دولة الاناة والتمهل لا مفر له من الفشل والخيبة, الاحقاد المذهبية والتحليلات المادية وضغائن الامس لا تجدي فالقافلة تسير, هذه الدولة التي وصفت بابشع الاوصاف وقرنت بالرجعية والتأخر تدخل الان في صناعة الطائرات وشاهد العالم (الصاعقة) ! لاهل الايمان هناك تفسير واحد وهو العناية الالهية, ولغير معسكر الايمان هناك تفسير( الحتمية) وهو تفسير مفذلك لتغييب يد الاقدار وكائنا ماكان نقول انها سنن الكون . والله غالب على امره ولو كره الكارهون!مروان توفيق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك