العرب اليوم الأردنية موفق محادين
يستطيع اي غيور على دين معين ان يحتج ويقيم الدنيا ولا يقعدها اذا ما انتقل احد المؤمنين بهذا الدين الى دين آخر .. ولكن ما هو الضير في ذلك اذا ما جرى هذا الانتقال من مذهب الى مذهب داخل الدين نفسه, فيتحول كاثوليكي الى الارثوذكسية او العكس, ويتحول شافعي الى مالكي او حنبلي او شيعي الى سني او سني الى شيعي.
طبعا تستطيع اية جماعة مذهبية ان تقول ما تشاء حول احتكارها للمذهب الحق وتكفير ما عداها ولكن لا يحق للدولة والمجتمع ان تنزلق الى هذه الثقافة الاقصائية التكفيرية, فهي عندئذ لا تختلف كثيرا عن الجماعات المتطرفة المتهمة بالارهاب الفكري او المذهبي ..
وفيما يخص الشيعة تحديدا واضافة لحقائق التاريخ نفسه فان اكبر علامة ازهري في القرن العشرين وهو الشيخ شلتوت اضافهم الى المذاهب الاسلامية السائدة وكذلك العلامة الدكتور المعاصر محمد العوا المقرب من جماعة الاخوان المسلمين في مصر ولا يستطيع احد ان يشكك لا بغيرة الرجلين ولا بعلمهما الواسع في الفقه والدين ...
وفي الواقع فان الذين يفتحون ملفات التشييع في الوطن العربي, يدركون كل الادراك ويعلمون علم اليقين ان هذه الحالات المحدودة لا اثر لها اطلاقا على الغالبية الساحقة من اهل السنة ...
وان المسألة في حقيقتها هي توظيف وتحشيد اعلامي »سياسي« ضد ايران »السياسية« وليس ايران الشيعية فليس لدى اصدقاء امريكا العرب أية مشكلة مع أية جهة شيعية في الحكم او خارجه اذا كانت من طينتهم ومعسكرهم كما يدلل التباكي اليوم على كروبي ورفسنجاني وموسوي وامثالهم.
ويمكن الاضافة ايضا بان كل هذه الحملة الامريكية - الصهيونية حول الخطر الشيعي ليست اكثر من امتداد وصورة اخرى لما كان يسميه الاعلام الامريكي - الصهيوني وتحالفاته العربية - خطرا شيوعيا سو ياتيا في الخمسينيات, ثم خطرا قوميا ناصريا في الستينيات, علما بان عبدالناصر كان سنيا, بل ان اوساطا عراقية سنية لم تنج من هذه الحملة طيلة التسعينيات باعتبارها حسب الاعلام الامريكي - الصهيوني وتحالفاته العربية خطرا مذهبيا على الشيعة المساكين!!
ومن المؤكد انه لو حدث - لا سمح الله - ونجحت المؤامرة الامريكية- الصهيونية على ايران ووجدنا على رأس الحكم فيها جماعات متأمركة ومتأسرلة »من اسرائيل« فقد نسمع من جديد كلاما جديدا عن »الخطر السني« الذي تمثله المقاومة في العراق وافغانستان ... وهكذا
وذلك كله من دون ان نسمع كلمة واحدة في الاعلام الرسمي العربي عن خطر التهويد والصهينة التي تجتاح المنطقة كلها وتواجه كل من يتصدى لها بقانون مكافحة الارهاب ومعاداة السامية.
https://telegram.me/buratha