المقالات

عبد العزيز ...رجل الشعب ...

688 10:29:00 2009-08-29

محمد يونس

حين نقف على رحلة السيد الراحل الحكيم واسهاماته الوطنية تجدنا ازاء ظاهرة مميزة وليس شخصا عاديا .فمنذ ان تصدى السيد عبد العزيز الى نظام الجور والطغيان في العراق كانت رحلته مسيرة اباء كبير وشمم عال فركب جادة الجد ولم تردعه المنايا عن ركوب المجد ..لقد كان السيد الراحل من معاصري حركة النهضة الاسلامية التي ترعرعت في البلاد خلال مرجعية والده مرجع الطائفة السيد محسن الحكيم ..واسهمت تلك الحركة الدؤوب على الصعيدين السياسي والديني والتي كان الشهيدان محمد باقر الصدر ومحمد باقر الحكيم يقودانها ويؤسسان لها في ظل الغطاء الذي كان يوفره المرجع الراحل في الكثير نم الحركة الحثيثة في المساحة التي تقارع النظام ..كانت الرؤى التحديثية للسيد محمد باقر الصدر لا تتعلق فقط بالاطار الحوزوي بل وايضا الحقلين السياسي والاقتصادي ما كان يستلزم توفر الكثير من المساعدين والخلص من حوله الذين كان السيد عبد العزيز الحكيم واحدا منهم ..كان العمل السياسي في كنف مرجعية قوية كمرجعية محسن الحكيم مصدر قوة ومنعة رغم المعاناة التي لا يخلو منها اي عمل جهادي ..فكانت وفاته بداية لدخول العراق في نفق مظلم ودخل العراق في مرحلة المواجهة المباشرة بين السلطة وبين التيارات الاسلامية وقياداتها المتمثلة بالمرجعية الدينية ..حرصت المرجعية الدينية ومنذ ايام المرجع الاب محسن الحكيم على حياة الانسان وحقوقه في التحرر من الجور والطغيان فكانت الجماهير اقرب ما تكون الى المرجع وكان يمثل بالنسبة لها ابا رؤوما يدفع عنها الاذى ويمنحها الخبز والعافية من يده الكريمة ..وعلى هذا النهج سار ابناء محسن الحكيم من بعده ..فكان الانسان العراقي وقضيته الام هي محور حياتهم التي دفعوا من اجلها الغالي والنفيس ودافعوا عنها بكل ما اوتوا من قوة وصبر ولم يثنهم فداحة الخسارة او وحشية النظام العفلقي في التعامل مع معارضيه او قيادات الشعب الروحية والدينية والسياسية ..وبعد استشهاد الصدر على ايدي جلاوزة النظام العفلقي فقد اختار السيد الراحل طريق الهجرة لرفع راية الجهاد عبر الكفاح المسلح من خارج البلاد ..فانتقل الى سوريا ثم تركيا قبل ان يستقر به المقام في ايران التي كانت قد تحررت حديثا من قبضة الشاه وتحولت الى الحكم الاسلامي ..وعلى الرغم من سنوات الحرب الطاحنة وصعوبة التاسيس للعمل الجهادي كانت حاضرة في مسيرة السيد عبد العزيز الحكيم وضاغطة في الوقت نفسه على جميع شرايينه التي تتنفس حب العراق .. فقد انبرى الراحل يبحث عن فرصة تنقذ الانسان العراقي مما حل به من ويلات ولهذا السبب فقد تبنى في اواسط الثمانينات العمل في مجال حقوق الانسان في العراق بعد ان لاحظ فراغ العراق تماما من هذا الجانب والحاجة الملحة لتطوير الرؤية الانسانية خدمة للقضية العراقية وانسانها الذي يعتبر لبنة البناء الرئيسة والهدف الاسمى والانبل ..فأسس مايسمى بالمركز الوثائقي لحقوق الانسان في العراق الذي خصص لجمع وتوثيق انتهاكات حقوق النظام البعثي الظالم للانسان العراقي ..وكانت المهمة شاقة وخاصة في البداية لندرة الوثائق والادلة ولعدم وجود بداية يستند عليها في هذا الاطار ومع ذلك فقد نجح نجاحا مذهلا في تحقيق مهمته التي كان يصبو اليها ..فاصبح المركز بعد فترة بسيطة مصدراً رئيسياً لمعلومات لجنة حقوق الانسان في الامم المتحدة والمقررّ الخاص لحقوق الانسان في العراق والمنظمات الوطنية والدولية الحكومية وغير الحكومية..وشارك هذا المركز في توثيق وعولمة قضايا الانسان العراقي وانتهاكات حقوقه واطلع العالم عليها فنجح في كسب تاييد المجتمع الدولي وتحريكه باتجاه مناصرة الشعب وقضاياه ..انصب عمل المركز على توثيق حالات الابعاد والاخفاء القسري والاعدام والتعذيب والاعتقالات الطويلة بدون محاكمات ..وطالب المركز بالافراج عن المعتقلين السياسيين وسجناء العقيدة والرأي والمحجوزين من ابناء المهجرين العراقيين.عمل المركز بمد يد العون والمساعدة للعراقيين والعون وخاصة لابناء المخيمات العراقية في ايران وكان السيد الراحل يشرف عن قرب على جهود الاغاثة ومد يد العون لعوائل الشهداء العراقيين في داخل العراق ونجح في ايصال هذه المساعدات الى داخل العراق رغم قبضة النظام الحديدية ..وظل هذا ديدن السيد الراحل رحمة الله عليه حتى ساعاته الاخيرة ..فقد اعتبر المصالحة مع قتلة الشعب العراقي خط احمر لا يمكن تجاوزه واعتبر العدالة الحقيقية تكمن في انصاف الضحايا وعوائلهم ووقف بوجه جميع محاولات اعادة البعثيين الى السلطة ...رغم ما سببه هذا الموقف من عداء خارجي وداخلي ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك