اياد الموسوي
و رحل الحكيم اخر انجال المرجع الديني الراحل مرجع الطائفة السيد محسن الحكيم الذي شيعته الملايين حين انتقل الى جوار ربه فحمل على الاكتاف من بغداد الى النجف في مشهد ارغم البعثيين على المشاركة في التشييع الذي حضره البكر حينها رغم عداءه السافر للمرجعية الرشيدة .. واذا كانت كلمة الحق واجبة علينا شئنا ام ابينا يجب علينا ان نقول كلمة الحق ..فان المرجع الحكيم مثل شجرة عطاء ظلت وارفة لحد الان .. ومالسيد الراحل عبد العزيز الابن الاخير للحكيم الا واحدا من تلك الثمرة الطيبة التي غذتها المرجعية المباركة بالعلم والتقى وحب الوطن والذود عنه فسطر اروع الملاحم في حياة مليئة باسفار التحدي .. فعبد العزيز الذي ولد في اوائل خمسينيات القرن الماضي شرب العلم منمناهل والده المرجع الراحل وكان ضمن فريق الابناء الذين التفوا حول والدهم يعلمهم الدين واصوله ويربيهم على حب الوطن وان الشرف الحقيقي ان تموت وانت على الثبات ..
لقد عاش الراحل اغلب حياته وهو يعارض لنظام الطاغية المقبور مع أخيه الشهيد محمد باقر الحكيم محمد باقر الحكيم الذي استشهد بين يدي مولانا الامام علي بعد ابي طالب عليه السلام بعد ادائه صلاة الجمعة مع ثلة من الطيبين . لقد كان السيد الراحل من تلامذة عدد من رجال العلم والتقى والتقى والشهادة من امثال الشهيد اية الله محمد باقر الحكيم قدس سره والشهيد السيد عبد الصاحب الحكيم(رض) وآية الله السيد محمود الهاشمي كما حضر لدى المرجع الكبير الامام الخوئي(قدس سره الشريف) والسيد الشهيد محمد باقر الصدر ...اختير من قبل الشهيد الامام الصدر ليكون عضواً في اللجنة الخاصة بتنظيم الدراسة الحوزوية الى جانب كل من محمد باقر الحكيم وآية الله العظمى السيد كاظم الحائري وآية الله السيد محمود الهاشمي باعتبارهم لجنة الشورى لهذا العمل الجبار الذي كان الامام الصدر يعد له ..وبعد ان طرح الشهيد محمد باقر الصدر فتواه بتحريم البعث في العراق وماحدث عليه قدس سره من مرارة انتهت باغتياله تبنى السيد عبد العزيز الكفاح المسلح وقرر الخروج من العراق بناءا على توصية من المرجع اية الله الخوئي الذي نصحه بالخروج للدفاع عن الشعب لان العمل في الداخل صار مستحيلا ..
في ثمانينات القرن الماضي ارتحل مع شقيقه الشهيد محمد باقر الصدر الى خارج العراق واستقر الراي على اختيار ايران لتكون منطلقا للجهاد ضد حكم البعث الجائر ..فاسس حركة المجاهدين في العراق ثم لاحقا صار قائد الجناح العسكري لفيلق بدر .. اهتم الراحل كثيرا بالامور الشرعية التي تتعلق بالجهاد فكان ورعا تقيا لا يقبل بالانتصار الذي يراق فيه دم لمسلم بريء ... جهاد الفرسان الذي قاده السيد عبد العزيز الحكيم كان منضبطا ومراعيا لحدود الله سبحانه لان هدفه الاول والاخير كان مرضاة الخالق ودفع الظلم عن المخلوق .. ترأس الراحل العديد من اللجان السياسية والجهادية في حركة المجلس الاعلى وكان شهيد المحراب ينيبه عنه عند غيابه في رئاسة المجلس وفي قيادة بدر ثقة منه في كفائته وادارته وورعه وتقواه فادار الملفين السياسي والعسكري بكفاءة قل نظيرها ..
شارك في العمل السياسي قبل وبعد سقوط نظام الجور في العراق ..ولما عاد الى العراق وبعد استشهاد اخيه محمد باقر الحكيم اعلن تحويل فيلق بدر الى منظمة ..رافعا غصن الزيتون في وجه الاعادي رغم اشتداد الازمات والمحن ..لقد كان الراحل شعلة من الفداء وعنوانا من عناوين الفخر العراقية التي لا يمكن ان تكفيها سطور بسيطة ويكفيه فخرا انه قاد سفينة النجاة في اكثر مراحل البلاد حساسية وقلقا وفي خضم معركة تاريخية من اجل البقاء ..فاختار ان يبقى الوطن ويذهب هو الى عليين ..
https://telegram.me/buratha