المقالات

وداعا ايها المجاهد

838 13:22:00 2009-08-28

صباح محسن كاظم

بقلوب مكلومة وبعيون تترقق من مآقيها بدموع ساخنة أزفت ساعة الوداع لرمز من رموز الجهاد وعمود من أعمدة الكفاح ضد الاستبداد ،ووطننا بأمس الحاجة الى حكيم يجمع الفرقاء ويوحد الرؤيا لعراق جديد تصان كرامة الانسان فيه وفق الدستور والقانون وتطبق به قيم الديمقراطية والحرية التي قدم على مذبحها خيرة العلماء والابناء وصبغت دماء شبابه وشيوخه ثرى الرافدين..

بوفاة السيد عبد العزيز الحكيم يودع العراق والعالم الاسلامي آخر أبناء المرجع الكبير المجاهد السيد محسن الحكيم-رض- الذي جاهد الاحتلال الانكليزي في الشعيبة بعد احتلالها مع السيد محمد سعيد الحبوبي ،و عندما هزم الاتراك عاد الى النجف الاشرف ليستمر بالجهاد العلمي والفكري والاهتمام بأنشاء وتأسيس المكتبات العامة في معظم المدن العراقية سأل يوما عن رأيه في السياسة وتدخّل العلماء فيها فأجاب: "إذا كان معنى السياسة هو إصلاح أمور الناس بحسب الأصول العقلائية الصحيحة والعمل على تحقيق رفاهيتهم كما هو المعنى الصحيح للسياسة فإن الإسلام كله هو هذا وليس هو غير السياسة وليس للعلماء وظيفة غير هذه وأما إذا كان المقصود من السياسة معنى آخر فإن هذا شي‏ء غريب عن الإسلام".. وقدم السيد محسن الحكيم من اسرته اكثر من سبعين شهيدا على ايدي القتلة البعثيين، وكان السيد عبد العزيز الابن العاشر له والذي ولد عام 1950 في النجف الاشرف التي تشرفت بوجود مرقد أمير المؤمنين وسيد الوصيين الامام علي بن ابي طالب -عليه السلام- نشأ في وسط علمي يهتم بالفقه والاصول وتتلمذ على ايدي العلماء والفقهاء البارزين كالشهيد محمد باقر الصدر ونخبة من علماء الحوزة مع شقيقه الشهيد محمد باقر الحكيم ،وبعد شهادة الصدر هاجر للتصدي للنظام الطاغوتي و ليستمر با لجهاد ضد الجحيم البعثي الذي جعل العراق سجنا كبيرا تأن به الثكالى ويشكو الايتام الى بارئهم من قسوة ووحشية النظام وهدام البعث ، كان مقارعا بطلا مجاهدامع فصائل سياسية، وقومية، ودينية متنوعة ضد النظام الدكتاتوري ..وبعد زوال الطاغوت البعثي وجريمة استشهاد شقيقه رمز الجهاد محمد باقر الحكيم-رض- مارس العمل السياسي كزعيم للأتلاف العراقي الموحد وكان حكيما ومحنكا وجامع لكل العراقيين ومحط احترامهم وساهم بتأسيس دستور جديد وحكومة منتخبة ممثلة لكل الاديان والقوميات وتصدى لكل محاولات بث الفتنة الطائفية والعودة للبعثيين بمساندة الاجندة المجاورة ،،

ان دموع التوديع في تشييعه بايران و مطاربغداد وقد تقدم رجالات العراق من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والشخصيات السياسية بكلمات عن فقده الاليم مستذكرين محطات جهاده ووقفاته في سبيل وطنه ، لقد لف الحزن وطننا من شماله الى جنوبه ومراسم العزاء التي حدثت بجميع المدن العراقية وبمشاركة كل الطيف العلمائي و السياسي والديني والثقافي والشعبي والمؤسساتي توحد شعبنا بمصابه وبفقده الجلل ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك