بقلم : داود نادر نوشي
يبدو ان البعض من وسائل الاعلام العراقية ولاسيما تلك التي تربت ونشأة في احضان النظام المقبور والتي مارست التطبيل والتزمير للقائد الضرورة وروجت له ، وبررت جميع الاعمال الاجرامية للنظام انذاك ، مازالت تعيش هاجس العبودية والانتماء له ، بل أنها تحلم احيانا بعودة ذلك النظام لانها لاتستطيع الخروج من ثوب التبعية والذل والهوان التي عاشتها مقابل حفنة من الدنانير كان يغدق بها رأس النظام المقبور ، وهذه الجوقة من الاعلام والاعلاميين لاتريد للعراق ان يتقدم من خلال التجربة الديمقراطية والتعددية وممارسة حقه الطبيعي في حرية الرأي والتعبير .
وليس غريب على العراقيين هؤلاء الحثالة من القوم، والاعلام المأجورهذا عمله وديدنه ، فالكثير منهم كان عبدا ذليلا للمقبور عدي الذي نصب نفسه بالقوة على الكثير من وسائل الاعلام في العراق وهو لايمت الى الاعلام والصحافة في شى ، ولذا فهي مستمرة في مساندتها للجرائم والقتل والارهاب والتهجير التي تطال الابرياء من العراقيين تحت أيادي التحالف البعثي التكفيري وتروج له وتمادت في ذلك الى الحد الذي يجعلها تعيش السرور والنشوة مقابل سفك الدم العراقي ، وكان هذا واضحا في يوم الاربعاء الاسود حيث سالت دماء العراقيين الابرياء تحت عنوان المقاومة والجهاد التي تتفنن بها فلول البعث المنهزمة والاوباش من المحسوبين على السياسة والذين يتاجرون بالدم العراقي من اجل مكاسب سياسية رخيصة واهداف وشعارات بالية . والتضليل الاعلامي التي تمارسة وسائل الاعلام التابعة لهؤلاء هو الذي غرر البعض من السفهاء ليجدوا في القتل والتكفير والارهاب الباب الواسع لتحقيق احلامهم واوهامهم المريضة ،
بل انها تصطنع لهم الانتصارات لترقص وتبطل لها ، ووسائل الاعلام هذه بعد ان كانت يتيمة في ممارساتها ضد العراقيين ، أنضمت لها الكثير من وسائل الاعلام في العالم العربي لاسيما تلك التي استفادت الملايين من كوبنات النفط مقابل الغذاء في عهد المقبور صدام والتي وضفت جميع أمكاناتها في خدمة المخطط البعثي التكفيري ومجابهة التقدم في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للشعب العراقي ومحاولة بث السموم والفرقة وابراز الوجه المظلم فقط وتوجيه الاساءة الى العراقيين ورموزه الدينية والوطنية وهي سياسة خبيثة مستمدة من الرأي العام الرسمي للانظمة العربية التي لا يسرها تقدم العراق وأخذ دوره الطبيعي والريادي في قيادة الامة وهو الأولى والاجدر به .
وألا كيف نفسر تقديم الدعم المادي الكبير من قبل البعض من تلك الانظمة الى مايسمون بالمعارضة وهم مجموعة من السراق والقتلة والهاربين من القضاء العراقي ويديرون شبكات القتل والارهاب في عواصم عربية ويضعون تحت تصرفهم قنوات فضائية تهلهل لقتل العراقيين ، وتثير الفتنة والطائفية وتشجع على الارهاب وتعمل لأجندات خارجية وتحيك المؤامرات . وماتنصيب احد هؤلاء متحدثا رسميا ومفاوضا بأسم الجماعات الارهابية وهو يسكن في عاصمة عربية ألا دليل واضح وصريح على ان تلك العواصم لاتريد الخير للعراق . ولكي لانظلم الكثير من وسائل الاعلام العراقية كان لزاما علينا الدفاع عن الاعلام الحر والمستقل والذي لعب دورا كبيرا في محاربة الارهاب وفلول البعث وعصابة القاعدة ،ولابد لنا ان نقف وقفة تعظيم وتبجيل للاعلام الذي قدم الغالي والنفيس من اجل تقدم وازدهار العراق ، وكان بحق أعلام الدولة العراقية وليس اعلام السلطة او السلطان وهو بذلك كرس المفهوم الحقيقي للاعلام النزيه والحر ،والذي يمارس النقد البناء لا النقد الهدام ، واثبت انه السلطة الرابعة وبالمعنى الحقيقي لهذه الكلمة لاسلطة الخراب والتدمير والتضليل التي تمارسها البعض من وسائل الاعلام العراقية والتي شاركت المجرمين أجرامهم ، وعبثت بالعقول كيفما شاءت وبدون حسيب ولارقيب بعد ان غابت الرقابة الحكومية وسط المفهوم الخاطئ لمعنى حرية الرأي والتعبير .
ولذا كان لزاما على الحكومة العراقية من خلال القضاء الوقوف بوجه الاعلام الداعم للانشطة الارهابية والمساند لها والذي يعمل من داخل العراق وهذا لايندرج ضمن قمع الحريات ومصادرة الرأي وهو ماتعمل عليه اعتى الديمقراطيات في العالم ،وان لانسمح لهؤلاء وتحت عناوين الحرية وتعدد الاراء بأن يقتلونا الف مرة من اجل تحقيق اهداف وغايات سياسية للمفلسين من السياسيين في فنادق دمشق وعمان ، وكذلك على الخارجية العراقية ان تمارس دورها والضغط على الانظمة العربية من اجل السيطرة على وسائل الاعلام المدعومة من منها والحد من الترويج للقتل والعنف التي تمارسها ضد العراقيين وألا فان على الحكومة العراقية ان توضح لتلك العواصم انها قادرة على ان تمارس الضغط وبالطريقة التي تراها مناسبة ، وليعرف هؤلاء ان العراق ليس ضعيفا لهذا وذاك وصبرا جميلا علينا ،فعندما نقف نسحق تحت اقدامنا أوساخ وأيتام وفلول البعث ونلحقهم الى حيث مثوى سيدهم المقبور فالى جهنم وبئس المصير
https://telegram.me/buratha