حسن الطائي
سوريا كبلد عربي يمثل الامتداد الحضاري للامة العربية، لآنها ببساطة كانت حاضرة في رسم معالم صيرورة الامة العربيًة، عبر التحولات التي آثرت في تكوين هويًة العروبة، آنطلاقا من نشآت الدولة الاسلاميًة التي آرتكزت علي مقومات آساسيًة في تكوين شكل من آشكال الحكم في منطقة قاحلة تخضع لنظم البداوة، التي ساهمت الطبيعة في خلق نمط العلاقات الاجمتاعيًة فيها، وتمثلت في سلوكيات يحكمها العقل الجمعي ويرسخها كثوابت في لاوعي العامة ، ومن جملة تلك الانماط السلوكية شيوع الكرم، الشجاعة، والضيافة، والدخالة وكثير من المزايًا التي كانت تميز العرب في نبوغهم في شتى فروع الادب، والشعر، والحديث كما تَميًز العرب بالذاكرة الحافظة ، التي كان لها دور في إيصال الموروث الشعري والقصصي والديني، وتدوين الاحاديث النبويًة الشريفة التي تم نقلها من رجال كانوا ملازيمن للنبي الاكرم محمد في صدر الاسلام، حتي تم إنشاء الدولة الاسلاميًة التي آرادها الرسول العربي منطلقا لنشر الدعوة، واداة تحقق العدل والمساوات ، من خلال تدعيم الخلق القويم الذي غالبا ماتماثل عند العرب مع مبادئ رسالة الاسلام ، كما ورد في حديث نبوي (إنما بعثتُ لآتممَ مكارم الاخلاق )
مايعنيه الحديث آن العرب كان لهم خلق بحاجة الي تكميل او تتميم فيما يُفهم من السياق للحديث النبوي الشريف، وتركزت بعد ذلك حركة توسيع ونشر كبيرتين للدعوة الاسلاميًة آنطلقت من المدينة المنورة عاصمة الدولة الاسلاميًة، التي انتقلت بعد ذلك الى الكوفة والشام بعدما استشهد الامام علي آبن ابي طالب حين تآمر الخوارج للتخلص من الخلافة الراشدة في الكوفة، والقصة معروفة لاهل الخبرة. ونجى معاويًة إبن آبي سفيان الذي كان آحد آلد الخصوم للخليفة الرابع و مساهما في تغيير شكل المسيرة الاسلاميًة عبر ترسيخة لمبدآ الوراثة في الحكم الاسلامي منهيا عهدا زاخرا بمبادئ الشوري وقواعد الاختيار السليم في ذلك العهد. من هذا التقديم المقتضب آردنا الوصول الي مقارنه تعتمد علي العنصر التاريخي لعوامل الخلاف بين آهل الشام واهل العراق، وكما هو معروف في مبادئ حزب البعث العربي الاشتراكي الذي ينطلق من متبنيات تفعيل ماضي الامة والارتقائ بها الي حاضر مشرق، يستمد في حركته علي قواسم الامة المشتركة، والتي هي موقومات آساسية في تفعيل مبادئ الحزب الذي يدعوا الي الوحدة من خلال اللغة المشتركة والتآريخ المشترك والارض المشتركة والحضارة وما الي ذلك من الادبيات التي يرتكز عليها الجناحين في حزب البعث السوري والعراقي،
ومعلوم انًّ البعث العراقي تحول الي رمز إجرامي يتبادر للمتلقي عند ورود إسمهُ الي معنى موغل في القتل والامتهان، والتباين الكامل مع المبادئ التي ينادي بها.وتجارب الماضي والحاضر الدموي للبعث العراقي وصلت مديات عصيًة علي الفهم، وهنا يتبادر سؤال بديهي: ترى ما مصلحة سوريا البعث في دعم نموذج البعث العراقي المجرم؟ الم يكن من الاحسن لسوريا عراقا آمناًَ ينعم بالرفاه والاستقرار ونعتقد آن ذلك من البديهات التي يعرفها الجميع ، إذا لماذا نحن في دوامة معرفة مصلحة سوريا في الوقوف مع شراذم لايشرف الوقوف معها إنما يسيئ الوقوف معها إيما إسائة، كفانا الخوض في البديهات التي تختزل اهدافا آبعد منها بكثير، لكن يبقي العراقي مشروع قتل من اجل اهداف آخرين لهم شعار الغايًة تبرر الوسيلة.نآمل آن يبقى البعث السوري ليس كالبعث العراقي. ونتمني ذلك
حسن الطائي صحافي عراقي
https://telegram.me/buratha