المقالات

ما كان الفراق منا لولا مشية الله .. يا أبا عمار

807 16:22:00 2009-08-27

عمار العامري

يعز علينا أن نؤبنك بابن البني المصطفى في وقت كان الكل فيه لوجودك أحوج وكأنما الله أراد أن يكون في فراقك امتحاننا ، لم أنسى أن أباك الإمام المفدى الذي اسكت كل الأصوات وهوت أمام مرجعيته كل العروش وأناخت لرحله كل الأفكار قد غادر الأهل في حين غرة من سيطرة البعث الأليم على مقاليد الحكم" حيث توفي الإمام محسن الحكيم في عام 1970 بعد أشهر من سيطرة حزب البعث على الحكم في العراق عام 1968" وكان الوقت كأنما هو البدر أمام أنظار المحبين والمؤمنين لينظرون له نظرة رحيمة رءوفة للتخلص من شراذم الدهر الذين ولجوا إلى الشعب بسلاسل من حديد ونار سبحان ربك حينما رحل الإمام محسن الحكيم قالها العراقيون بقلوب يعتصرها الألم في الأهزوجة الشعبية (( ادخيلك بابن الزهرة ادخيلك هذه القاصة البيه أكنوز الدين)) كأنهم يدعون الله أن يحفظ لهم المرجع الأعلى من كل شي متناسين أن الأقدار هي الحاكمة ولا شي يأتي بالتمني.

كما لم ينسى العراقيون فراقهم لأخيك أبا صادق وسيدهم والرجل الذي كانوا ينظرون له كأنما هو المخلص والقائد في سنوات المحن حينما اشتد غضب البعث على العراق وشعبه ولم يسلم من عذابه حتى الطفل الرضيع يا لها من أوقات يكون فيها الفراق مستعجل كان العراق بأكمله قد جعل أماله على أصبوحة وجه شهيد المحراب حينما طل منفتحا تعلوا وجهه الابتسامة ساعيا لرسمها على وجوه كل العراقيين بعد أن خلصهم الله من اكبر جبروت عرفته الإنسانية فقد وضع مستقبل العراق بين أيديهم وخط معالمه لهم وبصر لهم الطريق ورسم لهم كيف يكون الغد المشرق ولكن المنية عاجلته بالشهادة التي كان دائما ما يتمناها فقد رحل أبا صادق عنا إلى فسيح جنات الخلد بعد أربعة أشهر من سقوط أعتا نظام حكم العراق وكان كل الشعب والأحزاب السياسية والقوى الخيرة التي تريد المساهمة في بناء العراق مشتاقة إلى أن يكون السيد الحكيم بينهم ولكن هم أرادوا والله أراد فكانت هي المشيئة.

أما اليوم والعراق يتخطى مراحل بناءه الجديد والتي كان فيها فقيد العراق الكبير أبا عمار "ويعز عليه أن اذكر الفراق"المساهم الأول في وضع لبناتها الحقيقية القوية منذ مشاركته في تأسيس الحركة الإسلامية الأولى حيث كان (هارون من موسى) للسيد محمد باقر الصدر والذراع الأيمن لأخيه للسيد محمد باقر الحكيم في ساحات الجهاد والتضحية وبعدها شارك في تأسيس حركة جماعة العلماء المجاهدين في العراق والتي دكت عروش النظام وكانت عملية ( أبو بلال) ابرز مآثر هذه الحركة الجهادية ثم جاء دوره الفاعل في تشكيل المجلس الأعلى الإسلامي العراقي فكان أبو عمار محور مهم في تأسيس المجلس وتوسيعه حتى باتت أيام الطغاة تعد ، إذ راح فقيد العراق حامل رسالة رسم فيها معالم النظام العراقي الجديد فقد مثل المجلس الأعلى في اجتماعات واشنطن الممهدة لما بعد إزالة نظام البعث وحضوره في مؤتمر لندن للتنسيق بين قوى المعارضة العراقية حتى جاء اليوم الذي سقط فيه عرش الطغاة ليكون السيد الحكيم احد أقطاب العملية السياسية بل قطب الرحى لاسيما بعد استشهاد شهيد المحراب فساهم في تشكيل مجلس الحكم وصار احد رئاساته ولعب دور في بناء العلاقات القوية بين المرجعية الدينية لاسيما الإمام السيستاني والقيادات السياسية في توضيح البناء الحقيقي للعراق فشارك في تشكيل الائتلاف العراقي الموحد والذي أدى الدور البارز في كل المراحل ولكن الطريق كان طويل أمام استكمال هذه المسيرة والوصول للمراحل النهائية وكان كل الشعب يرتقب فيه الأمل لانجاز ما سعى لانجازه ولكنها المنية التي سبقت الطموح ليغادر فقيد الأمة أبناءه وأهله ومحبيه وهم في أصعب الظروف التي يتمنون أن يكون بينهم حاملة للراية رغم صعوبة الفراق ألا أن الإيمان بقضاء الله وقدره صبرهم على تحمل الرزية وأعينهم في عين الله أن يحفظ بقية هذه العائلة المجاهدة السيد عمار الحكيم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك