المقالات

اين كان البولاني عندما احترقت بغداد؟

1083 13:46:00 2009-08-23

بقلم:محمد التميمي

في اي بلد من بلدان العالم لو حصل عشر ما يحصل في العراق، لقدم اكثر من مسؤول كبير استقالته حالا.قبل عدة شهور اعلن وزير المالية الياباني استقالته من منصبه بعد ضبطه نائما في اجتماع رسمي كان يمثل فيه بلاده.وقبل عدة شهور قدم مسؤول امني كبير في بريطانيا استقالته بعد ان نشرت له صورة وهو يحمل وثائق سرية للغاية بطريقة تظهرها واضحة للعيان. وهكذا هناك المئات من الامثلة والمصاديق على استعداد مسؤولين كبار في العالم الغربي لتحمل مسؤوليات وتبعات اخطاء قد لايكونوا هم المسؤولين مباشرة عن حدوثها ووقوعها، او سلوكيات قد لاتؤثر كثيرا على المصالح العامة، ولكن شعورهم وتقديرهم لطبيعة واهمية مواقعهم الوظيفية وطبيعة ارتباطها بالمصالح العامة، تدفعهم للتضحية بتلك المواقع مع ما بها من امتيازات ومكاسب.

ولكن عندنا في العالم الثالث، وفي العراق بالتحديد الامر مختلف، فالبلد يحترق ويتدمر وتزهق ارواح مئات والاف الابرياء وتسيل الدماء انهارا وليس هناك من المسؤولين الكبار المعنيين من يكون لديه استعداد وشجاعة للاعتراف والاقرار بمسؤوليته والتقدم بالاستقالة وفسح المجال لمن قد يكون اكثر كفاءة او حرصا او اخلاصا منه، وفي احسن الاحوال فأنه يبحث عن كبش فداء، واناس يعلق عليهم المسؤولية، وكأنه مصون غير مسؤول مثل ملوك اوربا في القرون الوسطى. واحداث الاربعاء الدامية خير دليل على ذلك، وكلنا استمعنا للمسؤولين عن الملف الامني وهم وزراء الداخلية والدفاع والامن الوطني وقائد عمليات بغداد، فضلا عن القائد العام للقوات المسلحة، لم يتحدث اي منهم عن تقصير لديه او ضعف او تلكوء، بل الجميع اجهدوا انفسهم في البحث عن تبريرات وذرائع واهية، وكأنهم يضحكون على الضحايا وذوي الضحايا، ويقولون لهم لن نترك مناصبنا وامتيازاتنا حتى لو احترق العراق من اقصاه الى اقصاه!!.

وافضل نموذج على ذلك وزير الداخلية جواد البولاني الذي عبرت ابتسامته الصفراء وهو يسير متبخترا ومحاطا بأفراد حمايته والمتملقين له، في وقت لم تعد هناك مساحة للفرح والضحك والبهجة بعد الذي حصل، عبرت تلك الابتسامة الصفراء عن صلافة وانعدام الشعور بالمسؤولية، واستهانة بأرواح دماء الناس الابرياء. كيف لايكون الامر كذلك، وهو الذي كان متواجدا في بلده الاول "الامارات العربية المتحدة"، حيث الراحة والاسترخاء والصفقات التجارية والصفقات السياسية، التي لاوجود لشيء اسمه العراق بين طياتها، بل اسم جواد البولاني ، واسم حزبه البائس، الذي لم تنفع لا الاموال الاماراتية ، ولا مؤامرات مخابراتها في تسويقه في الانتخابات السابقة.

من المفروض ان لايعفى البولاني من منصبه، ولا ان يطلب منه تقديم استقالته، ولا ان يظهر في مؤتمر صحفي ليقول سنعيد النظر بخططنا الامنية، بل المفروض ان تنصب له مشنقة امام وزارة الخارجية او وزارة المالية، وعلى انقاض وركام اشلاء الضحايا والدمار والتخريب، لان هذا هو الذي يستحقه، والا ماذا كان يفعل بالامارات، والبلد المسؤول هو عن امنه يحترق ويحرق ابنائه؟.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
جاسم الغرباوي
2009-08-23
اذا استقال جواد البولاني فمن سيكون خليفته . فحسب الاعراف المتبعة في مثل هذه سيكون وكيله هو الذي يخلفه في المنصب , وبذلك يكون الجنرال عدنان هادي الاسدي الوكيل الاقدم والخبير الاستراتيجي بشؤون [ التضميد والتطبيب ] عفوا بشؤون الامنية والعسكرية هو الذي يخلفه ويعدها اننا متاكدون بان الامن والامان سيعمان العراق من زاخوا حتى الفاو على شرط توفير قدر كافي من الضمادات والاسعافات الاولية , تحيا المهزلة
احمد الربيعي
2009-08-23
عدم استقاله البولاني دليل على عدم اكتراثه بدماء الشهداء الابرياء حيث لايوجد عنده ادنى شعور بالندم او المسؤوليه..ويعتبر منصبه فرصه للفخفخه والنغنغه بروس العراقيين..والاعجب من تصرف البولاني سكوت المالكي على بياخه وعدم اكتراث البولاني وربعه..وكان الاحرى بالمالكي ان يقيلهم جميعا..لكن كالعاده المالكي يعيد اخطاءه القديمه الجديده ويبقيهم ليتهاونوا وليستشهد المزيد من الشعب العراقي ..والشعب يقبض من المالكي الخطب الرنانه ومن البولاني الضحكات الصفراء والتبريرات والاستعدادات المستقبليه الكاذبه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك