المقالات

استغاثة وطن ... فهل من مجيب...

1566 04:32:00 2009-08-23

سعيد البدري

مر العراق وخلال تأريخه المعاصر بمجموعة من الاحداث الكبرى التي خلفت تناقضات واواضاع شاذة لايمكن تخطيها على المدى المنظور لانها احداث اسست لاستعباد شعب وامتهان كرامة امة ..و لعل ابرز ما ميز تاريخ هذا البلد هو تسلط فئة دموية جاهلة حاقدة حاولت طمس هوية المكونات الرئيسية والغاء التنوع الموجود بكل الوسائل والطرق ولم تتورع هذه الفئة (حكومة القرية) المأجورة عن قتل العلماء والاساتذة والمفكرين وحتى البسطاء ممن لا حول لهم ولا قوة وللتذكير فقط فأن هذه الاجراءات التعسفية لم تكن مقتصرة على نظام البعث المجرم وحده فقد سبقته الانظمة التي حكمت العراق في ترسيخ معادلة ظالمة اريد لها ان تستمر حتى ما بعد سقوط الصنم من خلال تصريحات وتصرفات وفتاوى تتحد بمجموعها لتوصل رسالة المحيط العربي لاغلبية الشعب العراقي ان لا امل امامكم سوى القبول بأن تكونوا مواطنين من الدرجة الثانية او الثالثة وربما العاشرة ما اريد ان اصل اليه وطرحه بكل بساطة ان ما يتعرض له الشعب العراقي من قتل وتدمير وتضييق وحملات تكفير وابادة منظمة ليس لانه انتهج نظام حكم مختلف عن الانظمة القائمة في المنطقة واعني الديقراطية واجراء الانتخابات وتعدد الاحزاب والتوجهات وغيرها من تفاصيل اخرى بل لان النموذج الموجود بتركيبته المعروفة اليوم والتي يتصدر فيها من استضعف وهمش على مدى الثمانين عاما المنصرمة وبالتحديد بعد سرقة منجزات ثورة العشرين على يد زمرة معروفة( كل ما فيها ينبض طائفية وحقدا) امر غير مقبول لدى المحيط العربي بزعامة السعودية ومصر ومن تبعهما من حكومات دول الخليج والاردن قد لا يكون هذا الكلام جديدا وهو معروف لدى جميع المهتمين بالشأن العراقي بدليل ان حاكم السعودية يترفع عن استقبال المسوؤلين العراقيين ويسارع لاستقبال حارث الضاري الملطخة يده بدماء الابرياء من العراقيين عبر مجرمي عصاباته وهيئته الارهابية

ليس هذا فحسب بل ان ما تردد عن وجود شروط مسبقة طرحت من قبل السعودية على الرئيس الامريكي لفتح سفارة في العراق تصل الى حد فرض القيود على افكار المواطنين العراقيين والتدخل في ممارستهم لشعائرهم ومعتقداتهم ومن جملة هذه الشروط هو الغاء الاذان الطائفي من على شاشة الفضائية العراقية حسب ما نقل في اكثر من تسريب صحفي واعلامي ولا رادع لهولاء فلا الموقف الرسمي العراقي بمستوى ما يتمنى المواطن ولا الموقف الدولي ملتفت لمئات الضحايا الابرياء ممن تستهدفهم مفخخات البعث الصدامي التكفيري ومن يدعمهم من خارج الحدود بالمال والسلاح والفتاوى والدعم الاعلامي اللامحدود مع ذلك فمطالبنا اليوم ليست بالتعجيزية ولا المستحيلة لان الشعب العراقي يطلب الحماية عبر تدويل قضية الارهاب ومحاسبة الداعمين والمحرضين عليه سواء كانو افراد او هيئات وحتى انظمة حاكمة ولا نريد هنا سوق الامثلة لان الامثلة قد تحققت في لبنان وكوسوفو والبوسنة ان ما يحز في نفوس العراقيين هو الصمت الدولي وتقاعس المنظمات المعنية بحقوق الانسان بشكل خاص كذلك محدودية التحرك الرسمي العراقي في هذا الاطار رغم ان الدعوة قائمة ومنذ اشهر وقد اعلنت وبشكل مفتوح من قبل السيد نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي ومجموعة اخرى من المنصفين...

ان ما تردد عن قيام بعض الشخصيات المخلصة في تحريك دعوى جنائية ضد رجل الدين السعودي المدعو الكلباني الذي مارس التحريض العلني ضد العراقيين يجعلنا امام خيار مفتوح ويضاعف مسوؤلية الجهات القضائية العراقية في دعم هذا التوجه ومحاسبة كل من يحاول المساس بالدم العراقي اننا امام اكثر من اختبار فهل نستطيع ان نكون بحجم هذا الاختبار في ايصال صوت المظلومين من ابناء شعبنا وتلبية استغاثة وطننا الذي استغاث ويبحث عن مجيب... فهل من مجيب؟؟؟؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك