سعيد البدري
مر العراق وخلال تأريخه المعاصر بمجموعة من الاحداث الكبرى التي خلفت تناقضات واواضاع شاذة لايمكن تخطيها على المدى المنظور لانها احداث اسست لاستعباد شعب وامتهان كرامة امة ..و لعل ابرز ما ميز تاريخ هذا البلد هو تسلط فئة دموية جاهلة حاقدة حاولت طمس هوية المكونات الرئيسية والغاء التنوع الموجود بكل الوسائل والطرق ولم تتورع هذه الفئة (حكومة القرية) المأجورة عن قتل العلماء والاساتذة والمفكرين وحتى البسطاء ممن لا حول لهم ولا قوة وللتذكير فقط فأن هذه الاجراءات التعسفية لم تكن مقتصرة على نظام البعث المجرم وحده فقد سبقته الانظمة التي حكمت العراق في ترسيخ معادلة ظالمة اريد لها ان تستمر حتى ما بعد سقوط الصنم من خلال تصريحات وتصرفات وفتاوى تتحد بمجموعها لتوصل رسالة المحيط العربي لاغلبية الشعب العراقي ان لا امل امامكم سوى القبول بأن تكونوا مواطنين من الدرجة الثانية او الثالثة وربما العاشرة ما اريد ان اصل اليه وطرحه بكل بساطة ان ما يتعرض له الشعب العراقي من قتل وتدمير وتضييق وحملات تكفير وابادة منظمة ليس لانه انتهج نظام حكم مختلف عن الانظمة القائمة في المنطقة واعني الديقراطية واجراء الانتخابات وتعدد الاحزاب والتوجهات وغيرها من تفاصيل اخرى بل لان النموذج الموجود بتركيبته المعروفة اليوم والتي يتصدر فيها من استضعف وهمش على مدى الثمانين عاما المنصرمة وبالتحديد بعد سرقة منجزات ثورة العشرين على يد زمرة معروفة( كل ما فيها ينبض طائفية وحقدا) امر غير مقبول لدى المحيط العربي بزعامة السعودية ومصر ومن تبعهما من حكومات دول الخليج والاردن قد لا يكون هذا الكلام جديدا وهو معروف لدى جميع المهتمين بالشأن العراقي بدليل ان حاكم السعودية يترفع عن استقبال المسوؤلين العراقيين ويسارع لاستقبال حارث الضاري الملطخة يده بدماء الابرياء من العراقيين عبر مجرمي عصاباته وهيئته الارهابية
ليس هذا فحسب بل ان ما تردد عن وجود شروط مسبقة طرحت من قبل السعودية على الرئيس الامريكي لفتح سفارة في العراق تصل الى حد فرض القيود على افكار المواطنين العراقيين والتدخل في ممارستهم لشعائرهم ومعتقداتهم ومن جملة هذه الشروط هو الغاء الاذان الطائفي من على شاشة الفضائية العراقية حسب ما نقل في اكثر من تسريب صحفي واعلامي ولا رادع لهولاء فلا الموقف الرسمي العراقي بمستوى ما يتمنى المواطن ولا الموقف الدولي ملتفت لمئات الضحايا الابرياء ممن تستهدفهم مفخخات البعث الصدامي التكفيري ومن يدعمهم من خارج الحدود بالمال والسلاح والفتاوى والدعم الاعلامي اللامحدود مع ذلك فمطالبنا اليوم ليست بالتعجيزية ولا المستحيلة لان الشعب العراقي يطلب الحماية عبر تدويل قضية الارهاب ومحاسبة الداعمين والمحرضين عليه سواء كانو افراد او هيئات وحتى انظمة حاكمة ولا نريد هنا سوق الامثلة لان الامثلة قد تحققت في لبنان وكوسوفو والبوسنة ان ما يحز في نفوس العراقيين هو الصمت الدولي وتقاعس المنظمات المعنية بحقوق الانسان بشكل خاص كذلك محدودية التحرك الرسمي العراقي في هذا الاطار رغم ان الدعوة قائمة ومنذ اشهر وقد اعلنت وبشكل مفتوح من قبل السيد نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي ومجموعة اخرى من المنصفين...
ان ما تردد عن قيام بعض الشخصيات المخلصة في تحريك دعوى جنائية ضد رجل الدين السعودي المدعو الكلباني الذي مارس التحريض العلني ضد العراقيين يجعلنا امام خيار مفتوح ويضاعف مسوؤلية الجهات القضائية العراقية في دعم هذا التوجه ومحاسبة كل من يحاول المساس بالدم العراقي اننا امام اكثر من اختبار فهل نستطيع ان نكون بحجم هذا الاختبار في ايصال صوت المظلومين من ابناء شعبنا وتلبية استغاثة وطننا الذي استغاث ويبحث عن مجيب... فهل من مجيب؟؟؟؟
https://telegram.me/buratha