بقلم : سامي جواد كاظم
مما لاشك فيه ان مهنة الصحافة تعد الرابط الحقيقي بين الانسان وبقية المجتمعات للاطلاع على علوم واخبار بعضهم مع البعض ، والصحافة التي قصد منها الان هي المقروءة والمرئية والمسموعة والاكثر شيوعا اطلاقها على الجرائد والتي تسمى الصحف وناقل الخبر او كاتبه يسمى صحفي . اليوم نرى ونسمع عن حرية الصحافة واذا ما اعترض مسئول صحفي ما او منعه من تغطية خبر ما فان هذا يعد انتهاك كما حصل بالامس بين الشيخ خالد العطية ومراسل قناة الاتجاه ولانه الوحيد الذي حصل معه هذا التازم اذن هو الوحيد الذي لم يترك مكان الاجتماع مخالفا الامر الصادر اليه.
واليوم لعبت الصحافة دورا هدميا اكثر مما هو بنائيا لما تتناقل الصحف من اخبار اكثرها بين الاشاعة والكذب ـ الكذب هو اخفاء المعلومة او تحريفها او تهويلها ـ بل حتى الاخبار الصادقة كثيرا ما يتم ربطها بخبر قديم اخر حتى يجعل القاريء الكريم يربط بين هذا الحدث وما اشار اليه الصحفي ، على سبيل المثال اغتيل استاذ من كلية الاعلام في باب المعظم ـ هذا الخبر صحيح ـ ربط الخبر بعبارة ـ ويذكر ان الاستاذ كان كثيرا ما ينتقد الائتلاف والحزب الكردستاني ـ وهذا صحيح ولكن الربط على ماذا يدل ؟
لاحظتم جميعا عندما يكون هنالك تصريح مهم واحد لشخص مسئول واحد فان كل صحيفة تنتقي العبارة التي تتفق وسياستها من التصريح سواء كانت سلبية او ايجابية والشواهد على ذلك كثيرة ، هذا لا يعني ان المسئول بريء من التلاعب بمفردات كلامه كلا ولكن تلاعبه هذا ياتي وطبيعة اغلب الصحفيين من تاويل اخبار ، وليس بالبعيد تصريح وزير الدفاع بخصوص التفجيرات الدامية يوم الاربعاء حيث صرح بان المتفجرات ايرانية الصنع وهنا ياتي دور الصحفي الذي لا يكلفه جهدا هذا التصريح من التاويل والتعقيب وفي نفس الوقت يصرح خبير المتفجرات الجابري حول صناعة المتفجرات بالقول انها صناعة محلية وبالقرب من مكان التفجير وموادها اولية يمكن الحصول عليها من السوق العراقية وهذا التصريح لا ينفع من نقل تصريح وزير الدفاع .
النادر القليل من الصحفيين الذي يحاولون خلق جو من الصراحة والصدق وتجنب الازمات من خلال الدقة في التعبير . من هذا كله ياتي حديث رسول الله (ص) لا يغرنكم الصحفيون ، والغرور هو التصديق بان هذا الصحفي لا يكذب او لا يُضمّن مقالته اكاذيب وهم الكثرة الكاثرة فعملية التحذير من الاغراء في قراءة الصحف هو الاشارة الى مصدر كذبها او صدقها وهو الصحفي . والكثير يطالب بحرية الصحافة ولكن لا احد يطالب بمعاقبة الصحفي الكاذب والمشوه للحقائق وهذا امر يصعب ضبطه في العراق على عكس بقية الدول حيث يوجد فيها اقسام متخصصة في المحاكم لملاحقة اصحاب المواقع الخبرية من على شبكة الانترنيت التي تبث خبر كاذب او تشهر بشخص بريء .
https://telegram.me/buratha