( بقلم محمد الخضري )
منذ سقوط النظام البائد مرت الأعمال المسلحة في العراق بثلاث مراحل وكان الشعب العراقي العامل المشترك والمتواجد بقوة في المراحل الثلاث هذه والمرحلة الأولى والتي بدءت بعد فترة من سقوط الدكتاتورية وبعد أن تأكد أعداء المحبة والسلام والأنسانية أن المستقبل العراقي مشرق وسيكون بعيد عن التخلف والأحقاد الطائفية والقومية والعرقية
ويمكن تلخيص المرحلة الأولى بأنها كانت تستهدف القوات المتعددة الجنسيات وأبناء الشعب العراقي وقد تكون هذه المرحلة قد حققت الأهداف المرسومة لها وكان الهدف الأهم هو تغيير العلاقة الجيدة التي كانت بين الشعب العراقي من جهة والقوات الأجنبية من الجهة الأخرى والتي كانت في البداية علاقة أكثر من جيدة وهذا كان نتيجة الوعي العراقي بضرورة تواجد هذه القوات وقتياً لحين نهوض الدولة العراقية والأخذ بزمام الأمور وفعلاً كان أعداء العراق باهرين وقد ساءت العلاقة وتغير وفق هذا طريقة تعامل القوات الأجنبية مع أبناء الشعب العراقي وكان لهذا أنعكاسات سببت هدر لدماء أبرياء العراق وفي حقيقة الأمر كانت هذه المرحلة أبداً غير موجهة أيدلوجياً ضد هذه القوات المتعددة الجنسيات أنما كان الهدف يتطلب المواجهة النسبية مع القوات الأجنبية أما المرحلة الثانية فكانت تستهدف الشعب العراقي والقوات العراقية الجديدة والتي أصبحت جزء من الشعب العراقي بعد أن قدمت ومنذ تشكيلها كواكب من الشهداء في سبيل الشعب العراقي
لذا يمكن القول أن المستهدف في هذه المرحلة هو الشعب العراقي في النتيجة وقد تفنن أعداء العراق في قتل الأنسان العراقي في هذه المرحلة وكان الاعدام الجماعي هي طريقة القتل الأولى لمجاميع شباب العراق الذين بدؤا في الألتحاق بالقوات العراقية وكانت مؤامرة كبيرة أشتركت فيها بعض دول الجوار والتي كانت تقبض ملايين الدولارات لتدريب أبناء العراق ليقتلوا هؤلاء الأبطال في نهاية الأمر عند عودتهم الى العراق من معسكرات التأهيل في دول الجوار وكان التآمر السمة الواضحة في هذه المرحلة سواء من طرف دول جوار العراق أو من أيتام العهد البائد الذين تغلغلوا في صفوف القوات العراقية الجديدة
ومن أهم الأسباب التي ساعدت على أستباحة الدم العراقي في هذه المرحلة هو البداية الخاطئة في تشكيل القوات العراقية والتي أدارها الطرف الأمريكي بمفرده وأستبعد الجانب العراقي تماماً أما المرحلة الثالثة والتي نمر بها حالياً كان المستهدف بها طرف واحد هو الشعب العراقي بعد أن تخلى أعداء العراق عن أستهداف القوات العراقية التي أشتد ساعدها وكبرت خبرتها وقل أختراقها وأصبحت سباقة للهجوم على أوكار الأرهاب وهذه المرحلة هي الأخيرة في طريق الأمن والأستقرار وهذا يجعلنا متفائلين بأننا نقترب من الحياة والأمل لكن علينا أن نكون أشداء صلبين لأن هذه المرحلة ستكون مكلفة جداً وستراق بها دماء الكثير من أبناء العراق الأبرياء وهي المرحلة الأكثر ضراوة وستكون الأشد على مستوى خسائر الشعب العراقي من الناحية البشرية ويجب أن نعلم أن درب الحرية مكلف لكن نهايته مشرقة وستطل شمس العراق التي حجبها قادة الظلم والظلام قادة الشر والعدوان قادة التخلف والهمجية .
وبعد هذا الأستعراض للمراحل الأرهابية في عراق مابعد صدام علينا أن نستعرض بعض الأمور المهمة التي تتعلق بالعملية الجارية من أجل القضاء على الأرهاب علينا أن نوضح بعض الأمور التي تتعلق بهذا وهي ثلاث أمور قد تكون رئيسية أولها أن الاعمال المسلحة في الساحة العراقية والتي لاأستطيع أن أصفها ألا بالأعمال الأرهابية وهذا أمر أعتقد يدركه كل العراقيين وبالتأكيد لايقبله كل من يحمل حقد وضغينة على الأنسان العراقي وهذا أعتبره الفصل بين الخير والشرف والضمير والأنسانية من جهة والشر والخسة والعهر والنفاق والجهل من الجهة الأخرى وبين الرحمة بالأنسان العراقي من جهة والبكاء والعمل على عودة الظلم والدكتاتورية والتخلف من الجهة الأخرى والأمر الثاني أن الحرب الأعلامية هي الحرب الأخطر على الشعب العراقي والتي يجب أن لايستهان بها أبداً لأن أمكانيات هذه الحرب كبيرة من حيث الوسائل والموارد المالية والأخطر من هذا وقوف الكثير من الحكومات والاحزاب والشخصيات السياسية والاجتماعية والدينية في المنطقة العربية والأسلامية خلف هذه الأمكانيات الأعلامية الكبيرة والذي يجعلنا نقر بالتخوف من أمكانية أعداء العراق في هذه الحرب الاعلامية هو أن الشعوب المحيطة بالعراق بل الأكثر من هذ أن الشعوب العربية والاسلامية تقف وتساند الاتجاه العدائي للمستقبل العراقي
ودوافع هذه الشعوب واضحة فهي أحقاد أنسانية وقومية وطائفية أو لمصالح وطنية أو لتصفية حسابات سياسية مع أطراف دولية لكن على حساب الدماء والمصلحة العراقية و الحرب الأرهابية هي فرع واحد من فروع وأهداف كثيرة للحرب الأعلامية لكن وللأسف الشديد لم تدرك الكثير من الشخصيات السياسية العراقية والأحزاب التي تتصدى للعملية السياسية حقيقة الخطر الكبير للحرب الأعلامية لذلك كان الأهتمام بالأعلام لايرتقي للمستوى المقبول وهذا لايلغي أن هناك الكثير من المنابر الأعلامية الشخصيات الاعلامية العراقية التي كانت ولازالت تدرك هذه الحقيقة وتحارب رغم أمكاناتها الضعيفة في حرب غير متوازنة من حيث الأمكانات ومع هذا حققوا نجاحات لاتوصف بأنها أقل من كبيرة على صعيد التأثير الأيجابي على الفكر العراقي بل نجحوا في فضح الكثير من أعداء العراق أمام الرأي العام العالمي والعربي والأسلامي وأوصلوا رسالة مهمة مفادها أننا ندرك انها حرب أعلامية غاياتها قتل وتدمير الأنسان والمستقبل العراقي وأنا هنا أذكر هذا لأني أعتبر أن أي مقال أو بحث أو دراسة أو علاج يتحدث ويبحث في الأمر الأمني لابد وأن يأخذ بنظر الأعتبار الأعلام ويضعه في المقام الأول لأننا نعتقد بأن هذا الأعلام المعادي نجح نجاح قد يكون كبير في التأثير على الفكر العراقي سلباً وحرف أنظار العراقيين عن العدو الأرهابي الحقيقي وأشغاله بأمور أخرى أعطت ذرائع وحجج للماكنة الأعلامية المعادية أن تستمر بتحريضها على أستمرار القتل والعدوان على العراق وشعبه والأمر الثالث لايقل أهمية عن الأمرين السابقين وهو تحديد العدو الذي يوغل بقتل العراق وأهله لأن تحديد الخصم والعدو وتشخيصه يسهل علينا أختصار الوقت والجهد للقضاء على الأعداء لأن التشتت والتفكير بنظرية المؤامرة والخيال يجعل حرية ومجال أوسع لتحرك القوى الأرهابية وتنويع أعمالهم الوحشية ويعطي حجج لقوى سياسية عراقية أن تستمر بتأيدها لما يسموه بالمقاومة هذه الكلمة المقدسة والتي أصبح يتغنى بها قتلة الشعب العراقي وهنا وبكل تأكيد أقول أن الأرهاب تقوده القاعدة بأموالها ومتخلفيها وتعتمد في الساحة العراقية على بائعي الشرف والضمير من بقايا البعث البائد ومعروف عن شلة البعث الصدامي أنها باعت شرفها وضميرها وعراقيتها منذ زمن بعيد وليس بغريب على هؤلاء أن تشتري ضمائرهم القاعدة الأرهابية وتجعلهم الحاضن والراعي والمرشد للجهلة المتوحشين الذين عبروا الحدود لأهدار الدم العراقي الطاهرولاشك أن القصاص من أيتام النظام الصدامي البائد هو مطلب عراقي شعبي لارجوع فيه لأن هؤلاء لايستحقوا أن يكونوا عراقيين ويكفيهم عاراً أنهم يتخذون من جبان مهزوم أنتهى به المطاف في حفرة ذليلة قائداً ومنظراً لهم .ومن مجمل هذا كله ندعو وزارتي الدفاع والداخلية الأهتمام بالجانب الأعلامي لأنتشال الأنسان والفكر العراقي وتحصينه من تاثيرات الاعلام المعادي وهناك بوادر اعلامية تبشر بالخير في هذا الأتجاه فقد اطل علينا في الأسابيع الماضية السيد محمد العسكري وهو صوت عسكري وأعلامي أجزم بأن له تأثيرنفسي كبيرعلى النفس العراقية ونأمل من وزارة الداخلية أن تعمل كشقيقتها الدفاع بهذا الأتجاه الأمني الأعلامي . وفي الختام أقول العراق لأهله وهيهات منا الذلة أهل العراق .
https://telegram.me/buratha