( بقلم: فاطمة فتح الله الحجاج )
لم أختر عنوان موضوعي عبثا أو لاستقطاب أكبر عدد ممكن من القراء - لا أبدا- لأنها حقيقة عشتها.. فشعور غريب كان يراودني البارحة ، لم أستطع حتى الخلود إلى النوم ، فصورته حاضرة في ذهني ، تتابع ناظريّ أينما أولي وجهي شطرا تأبى النزوح . شعرت بحرارة في بدني رغم جو غرفتي البارد ، وعندما أسرح قليلا ثم أنتبه وأتذكره من جديد تسري في عروقي رعشة تنفضني بقوة وكأن مسّا أصابني ! البارحة رأيته متربعا على (المنبر حسيني) وهو يروي واقعة الطف .. كان في حالة من اللا شعور من عظيم الحزن وشدة البكاء ! تسمرت في مكاني، حبست دموعي التي كادت تكوي أشفار عيني إن لم يكن قد ألهبت جفوني وحرقتها .. دخلت إلى قلبه أحسست بتسارع نبضاته ، شعرت بحرارة دموعه، أحسست بصقيع دمه وتجمد كرياته .. بقيت لساعات أتأمل في شخصه .، ذلك الإنسان الإيماني بل الملاك الجنّاتي .. راودتني الغبطة على شدة إيمانه وشعوره بالحزن البليغ الذي لا يمكن وصفه. كان يبكي من قلبه لا من عينيه كان يستشعر بالواقعة و يشعر بها وكأنها أمام عينيه يراها جليّه واضحة كعين الشمس . كانت تخالط دموعه الشفافة طعم الدم!ورائحة الدم!ثم تلونت بلوم الدم الذي نزفها قلبه . يا إلهي !! ماهذا!؟ فمن يراه يخال له بأنه رأى الحسين مضرجا بدمائه الزكية والدماء تنفجر من أوردته.. كان يبكي وكأن (كفيّ العباس) يراها على أديم الأرض تقطر دما طاهرا . كان يركز ناظريه في مكان ما وكأنه يرقب قوافل السبايا.. لم ينقص في ذلك المشهد سوى أن تمطر السماء بالمطر الأحمر! وأنا!! نعم أنا! لماذا لا أشعر بشعوره؟؟! لماذا لا أكون مثله في صدق حبه لآل البيت عليهم السلام وعظيمه !؟ لماذا لا أغيّر منهجي وأسير على نهجه الموصل لجنة الرب ؟! لماذا لا أدرسه كي أشعر براحة نفسية عميقة متمخضة من راحته النفسية هو؟!! سأغيّر نفسي لأنك قدوتي ولأنني معجبة بك يا (حكيم) .. سأعبّر عن حزني بصدق.. وسأسير على نهجهم ولن أحيد أبدا .. هذا وعد أقطعه على نفسي عندك أمام الله وأمامك .. فأنا أطمح بأن أكون مثلك في شخصيتك القوية .. وقلبك الكبير .. وأخلاقك المحمدية .. ونهجك الحسيني.. فهناك بيت شعر أردده دائما وهو : وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فــــلاح لذا سأعبّرعن حزني لمظلومية أهل البيت وسأثبت ولائي لهم كما أثبتها الحكيم أمام الله وعلي بن أبي طالب ونجله ، والناس جميعا ليبصم على جبين التاريخ بصمه لن تُمحى آثارها لأن شهدها العالم أجمع لأن الناس شهدت ورأت وأحست وعاشت الوضع وعايشته ، ولن يخبو مدادها لأن مدادها كان دمه ،،، ولن تعبث بها أيدي وأفكار مخربي التاريخ لأنه لا مجال للتشكيك أو الكذب أو التزوير أو تلاعب بالحقائق .. لذا سأمشي على خطك .. سأسلك نهجك الذي رسمت دربه بيدك .. فعلى الأقل سيذكرنني الناس بالخير دائما عندما ترفل روحي للسماء الأبدية .. سيبكين عليّ بصدق لا بدموع تماسيحية كاذبة تختفي آثارها عقب مواراتي التراب!! أقسمت وسأظل متمسكة بعهدي ووعدي الذي قطعته أمامك والشاهد ربي عز وجل ، فأنا سأزاحم نفسي مع حشود النفوس التي تزاحمت بالوفود على ذلك الدرب الآمن الموصل لطاعة الله ورضاه إن شاء الله ثم نيل جنته التي نلتها يا حكيم ! وكي أشم رائحة العنبر التي سيفوح شذاها من بين جنباتك .. سأشم رائحة المسك كونك ألتقيت ببارئك صائما .. سأشم رائحة الريحان من كفوفك الطاهرة.. سأشعر بعظيم البركة التي نلتها كونها كانت في أول يوم من شهر رجب المرجب ..عند جدك علي بن أبي طالب عليه السلام . في الختام : أعذرنني فأنا لا أستطيع أن أتحكم بنبضات قلبي فأنا أكنّ له كل إعجاب وحب وتقدير لشخصه الكريم . لذا لا تلمنني إن أعجبت به فهو رجل بمعنى الكلمة وهذا حقيقة ومن أهم أسراري !!!!!!اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha