بقلم:فائز التميمي.
صحيح أن السعودية رصدت الأموال وحشدت الدول العربية وأتفقت معها لإزالة الشيعة من الحكم ولكن كل هـذا لا يمكن أن يحدث بدون مستقبلين من الداخل.والبارحة تفجير في الكسرة وقبله إعتقال عائلة إرهابية تجند نساء في الأعظمية وقبلها كشف مجرم التفجيرات في الكاظمية هو من الأعظمية وماخفى ربما أعظم. فإن أي إنسان بسيط يستنتج أن هنالك حواضن من الصحوات للإرهاب مثلاً في الأعظمية. وتفجيرات مدينة الصدر تأتي من حاضنة قريبة لها. اما حواضن الإرهاب في الموصل وديالى فتلك حقيقة لا ينكرها إلا معاند. وتحريك الهاشمي لملف الصحوات أمام الماكر بايدن يدل على أن النفس الطائفي لا زال في النخب السياسية المؤثرة في الساحة وهـذا معناه أنه لا زالت تلك القوى على إصطفافها السابق مع السعودية وتصريحات كثير منهم عن إن حدود العراق مع إيران مشكلة وتجاهل الإرهابيين العرب القادمين الى العراق هي مؤشر على أن السعودية قد أحيت آمال الطائفيين والـذين كانوا يحركون الجماعات الإرهابية وخصوصاً بعد أحداث إيران .
ومربط الفرس أين هو في كثير من النخب الشيعية السياسية والتي تتحدث عن إن جميع الكتل السياسية قد تجاوزت الطائفية ولعل ذلك إستنتاج خاطيء من مجرد كلام معسول ومجاملات سمعنا بها حتى من أعتى الإرهابيين . إن من السـذاجة السياسية تصديق الكلام والفعال خلاف ذلك. المشكلة أن بعض النخب السياسية الشيعية صدقت نفسها أن الإصطفاف الطائفي قد زال وليس في نتائج الإنتخابات الماضية أي دليل عليه فبقت الإنتخابات طائفية في نتائجها . والمشكلة في هـذا الوهم أن البعض يعتقد أن الإئتلاف لم يعد صالحاً وهو لا يدري أنه يحقق ما تريده السعودية بأسهل الطرق فإن تهديم الإئتلاف قد يؤدي الى أزمة فيمن يرأس وزارة الحكومة ويحدث فراغ سياسي وهـذا بالضبط هوالحل الثاني فيما إذا لم ينجحوا في توصيل رئيس وزراء شيعي ضعيف أو سني الى سدة الحكم.
المشكلة في عودة الإئتلاف لم تعد ترفاً أو محاولة من فلان أو فلتان للوصول الى رئاسة الوزراء بل هو ضرورة إذا لم تتحقق فسيتمزق التلاحم الشيعي السياسي مع تماسك المكونات السنية السياسية بكل طوائفها وأعراقها .إن هـذه المحاولة يشترك بها دول الجوار مثل السعودية ودول عربية مثل مصر علناً ودول الخليج والأردن سراً مع شراذم اليساريين شيعة كانوا أم سنة أكراداً كانوا أم عرباً مع البعثية والقومجية وكل قطاع الطريق والمرجفين.هل نقرأ الأحداث كلها ثم نعمل أم أن نقرأ حدثاً واحداً ونتحرك من خلاله الى حيث سنقع في الهاوية.والقضية الآن ليست لمن تكون له قيادة الإئتلاف بل من يقدر على تمزيق المؤامرة!!
https://telegram.me/buratha