المقالات

قراءة تحت السطور.. في زيارة جوبايدن.

1028 18:43:00 2009-07-09

علي حسن الشيخ حبيب

نائب الرئيس الأمريكي جوزف بايدن الذي يعتبر من الليبراليين المعتدلين بشكل عام في توجاته السياسية،والذي كان قبل ذلك سيناتورعن الحزب الديمقراطي، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ. وبعدها نائباً للرئيس الامريكي في 23 أغسطس 2008. وقد كان من بين الذين صوتوا لصالح غزو العراق عام 2003. وهو من دعاة تقسيم العراق إلى ثلاث فيدراليات كردية، وسنية، وشيعية، الذي قدمه بايدن إلى مجلس الشيوخ الأميركي والذي وافق عليه بأغلبية أعضائه أواخر أيلول عام 2007.وقد تم تكليفه من قبل الرئيس باراك أوباما بتولي ملف السياسة الأميركية في العراق عندما اصبح نائبا للرئيس الامريكي.استعاد العراق السيطرة على مدنهِ ، بموجب اتفاق امني ابرم عام 2008، في عهد الرئيس الاميركي السابق جورج بوش، بين واشنطن وبغداد، وينص على انسحاب الجنود الاميركيين من المدن والقصبات العراقية في 30 حزيران2009، على ان ينسحب الجيش الاميركي بالكامل من العراق بحلول نهاية 2011.بعد ساعات من انتهاء عملية الانسحاب الأميركي من المدن العراقية راى الرئيس الاميركي باراك اوباما في انسحاب الجنود الاميركيين من المدن العراقية محطة مهمة ومنوها بأن هناك ايام صعبة تنتظر العراقيون. ويعتبر العراقيون هذا اليوم بمثابة يوم عيد وطني ، وانه خطوة مهمة الى الامام، في تحقيق السيادة الكاملة لان عراقا سيدا، وموحدا وقويا ،يتمتع الجميع فيه بنفس الحقوق والواجبات.وقد وصل بايدن الذي اوفده الرئيس الاميركي باراك اوباما، بعد يومين من انسحاب الجنود الاميركيين من المدن العراقية فقد جاءت هذه الزيارة، والتي تحمل في طياتها الكثير من التساؤلات والكثير من المشاكل، وخالفت الهدف المعلن لها وهو تحقيق المصالحة الوطنية والتأكيد من استمرار العملية السياسية والأمنية بإتجاهها الصحيح.وما التصريحات التي أطلقها أثناء وبعد زيارته إلا تأكيد لما يدور في عقل هذا الرجل، وهذه التصريحات التي أزعجت الحكومة العراقية والتي ردت بقوة من الجانب العراقي بأننا نرفض التدخل في شؤننا الداخلية هو الرد الامثل على هكذا تصريحات غير مسؤولة ومعروفة الاهداف ، وكانت لغة الرد وعدم التصريح من قبل مسؤولين آخرين إلا بما يوافق رأي الحكومة يدلان على ان الحكومة العراقية قررت أن يكون لها صوت واحد إتجاه مثل هذه الاثارات والفتن.يقول بايدن ان واشنطن ستنتهج سياسة اكثر تشددا حيال الحكومة والقادة العراقيين لدفعهم لاجراء اصلاحات سياسية وقبول المصالحة الوطنية.؟!ان كلام جو بايدن يؤشرالى مدى استخفافه في العملية السياسية وأرادة الشعب العراقي وبعيداعن اطار العلاقة الدولية بين البلدين، والمحكومة باتفاقيتين، الاولى تنص على انسحاب القوات الاميركية من العراق، والاخرى الاتفاقية الاستراتيجية التي تنظم التعاون في مجالات الطاقة والعلوم والامن والثقافة.الملاحظة الاخرى ان الحياة السياسية في العراق تشهد نموا سريعا باتجاه الاصلاح السياسي وترسيخ مفهوم المصالحة الوطنية، والمشاركة الواسعة للقوى السياسية في الانتخابات واجراءات العفو التي تسعى لتفعيلها الحكومة، وفتح الابواب لجميع القوى المعترضة وحتى الجماعات المسلحة للانخراط في العملية السياسية، والمشاركة في بناء الدولة .ان الاصلاح السياسي وتجذير التجربة الديمقراطية وفق منهج الاصلاح في اعادة القراءة للدستور والحرص على مشاركة جماهيرية واسعة ومن كل الاطراف في توجه لبناء دولة قوية مستقلة عن التأثيرات الاجنبية تشكل الاهداف المركزية في العراق وهي تحظى بتأييد شعبي واسع اتضح في نتائج انتخابات مجالس المحافظات والانتخابات البرلمانية.فقد أطلق جو بايدن شرارة الفرقة بين الحلفاء حينما أعلن أن السيد المالكي طلب منه التدخل لحل المسائل الخلافية والعالقة بين الاكراد والحكومة المركزية وألغاء دستور كردستان العراق ، بغض النظر عن ما يحمل هذا الدستور أو اللغط الذي أثير حوله. وبدلا ان يقدم بايدن التهنئة للعراقين حسب الاعراف الدولية المتعارف عليها، والاعتذار عن موقف أمريكا المخزي في دعم صدام وفرضه على الشعب العراقي لأكثر من ثلاثين سنه، وتشجيع الاطراف المتناحرة في العملية السياسية وحثهم على التوحد، جاء بايدن محملا بأفكار متناغمة مع الفكر السعودي المصري الاردني ومدغدغا مشاعر البعثيون وداعميهم من حلفاء أمريكا.متناسيا ً أن العراق بلد حر، و لا يرضى بأقل من السيادة، ولا أقل من الكرامة، ولو ألقى السيد بايدن نظرة على مشاعر العراقيين قبل يومين من زيارته لبغداد ، ومدى الفرح الذي ساد الشارع العراقي وهم يرون رحيل قوات الاحتلال من المدن العراقية والذي كان متزامنا بأحتفال شعبنا بذكى ثورة العشرين الخالدة . وتعتبر هذه التصريحات مهينة ومذلة للشعب العراقي، ولحكومتة المنتخبه، وقواه السياسية، ولكن الرسالة العراقية قد وصلت للمسؤولين الامريكيين، من ان وجودهم لم يكن موضع ترحيب وقبول من قبل العراقيين ولا توجد هنا أذاناَ صاغيةَ لمثل تلك الطروحاتالمغرضة والممزقة للشعب العراقي .المهم ان هذه الزيارة كانت فاشلة وهي بذات الوقت مفيدة للعراق حيث وضعت الحكومة العراقية عند مسؤوليتها الوطنية، وإن أراد السيد بايدن ان يلوح بسياسة العصا والجزرة للحكومة العراقية، فقد اراد ان يقول للحكومة العراقية أن هنالك أوراق لدى الادارة الامريكية قادرة على اللعب بها في اي وقت ، وهو تذكير للحكومة بأن الارهاب البعثي لا زال واقفا ً على الابواب مع وجود مشاكلكم الداخلية وتربص المحيط الاقليمي بالعراق وشعبة. فعليكم بقبول إملاءاتنا وإلا سنرفع يدنا عنكم وهذا ما اشار الية في تعليقه للمحطة الامريكة بي بي سي، على رد الحكومة العراقية والذي كان بمستوى المسؤولية ولكن يحتاج الى موقف جماهري معبر عن التفافهم حول حكومتهم المنتخبة، وقواهم السياسية الوطنية المخلصة والمؤمنة بالعراق والممثلة لمصالح الشعب بعيدا عن المزيدات والاجندات الاقليمية المشبوهه، والتي تطل علينا بين الحين والاخر وحتى لا تبقى الحكومة لوحدها بمواجهة هذا الاستفزاز وزرع الفتنة والمطالبة بمصالحة البعثيين والمجرمين ودعاة الارهاب والفكر الوهابي المنحرف يجب على الجميع تحمل المسؤولية ووضع الخلافات الحزبية والطائفية جانبا لنصل بعراقنا الحبيب الى بر الامان .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سالم الواعظ _بريطانيا
2009-07-10
ماذا تقول يا كتبنا العزيز في موقف الولايات الامريكية التي حررت العراق وخلصته من براثم البعث وعصابات العوجة واستهتار هم بالعراق وجعلة ساحة لهم وكأنة ملك لأبأهم الحق يقال ان الموقف الامريكي جيد وان بايدن يريد للعراق الخير ولم يقل الا الحقيقة يجب ان نصلح بيتنا لان ميزانية الحرب الامركية باهضة الثمن وهم يريدون للعراق ان يسقر ولا يحكم من قبل دول الجوار
سامر البصري
2009-07-10
اني استغرب كثيرا من تناقضات المسؤولين العراقيين وبعض الكتاب والصحفيين حول مساله الوجود الامريكي في العراق فتاره يعتبروهم محررون ومنقذون من النظام المباد وتاره يعتبرونهم غزاة وليس لهم الحق في التدخل بالشؤون الداخليه للعراق اريد ان اسال سؤالا من هو المسؤول عن وجود العمليه السياسيه الحاليه في العراق ومن صاحب الفضل في اعتلاء احزاب ما كانت تحلم يوما ان يكون له ما يكون الان من سلطه ونفوذ غير امريكا.......
مرتضى الخفاجي
2009-07-10
غباء القيادات السياسية ليس كل القيادات طبعا لكن الاغلبية من القادة غبية مع سبق الترصد والاصرار حيث صدقت الوعود الامريكية ....انا قلت في عام 2002 في مؤتر عقد في لندن لاني كنت انذاك مقيم في بريطانيا قلت الاتي ...الاستعمار اتخذ عدة اشكال اولا الاستعمار المباشر وعندما نفذت صلاحيته كان لا بد من شكل جديد فكان الاستعمار بالنيابة اي يدعم فصيل سياسي معين لتنفيذ الاجندة الاستعمارية وكان ابن مشعولة الصفحة صديم خير مثال وجين انتهت صلاحيته لا بد من التجديد الجديد الان باسم الديمقراطية الحذر الحذر كل الحذر.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك