د. احمد مبارك
اعجبت كثيرا باللقاء الذي اجراه موقع ايلاف ونشره موقع المرصد العراقي مع الدكتور عادل عبد المهدي وادهشني ذلك الكلام الواقعي والرسائل الكثيرة التي بعث بها عبد المهدي من خلال اللقاء ورغم ان اسئلة المحاور كانت عدائية الا ان الاجابات كانت واضحة وصريحة وتستشرف الواقع الاستراتيجي للعراق فقد بدأ الحديث عن الائتلاف العراقي الموحد
حيث ارسل نائب الرئيس رسالته لكل الذين يحملهم الفخار معتمدين على نتائج الانتخابات القادمة ان لا تستعلوا فانتخابات مجالس المحافظات ليست انتخابات مجلس النواب وان المتخلف عن الائتلاف العراقي الموحد سيؤدي بنفسه الى الهاوية لان ائتلاف واحد يعني حصد مقاعد كثيرة وامتلاك قرار وكان عبد المهدي قد قرأ رسالة الدول المجاورة التي تحاول القضاء على العملية السياسية مما دفع عبد المهدي الى التحذير من التشتت لان التشتت سيولد اكثر من ائتلاف سيخرج كل ائتلاف من هذه الائتلافات خالي الوفاض لان حرب الائتلاف مع دول الجوار تتمركز ليس فقط بالاكثرية البرلمانية بل على رئاسة الوزراء وعلى الاخرين ان يفهموا ان رئيس وزارء يمثلون الاكثرية الشيعية افضل من الاصرار على رئيس وزراء شيعي معين وان تهديم الائتلاف من اجل رئيس وزراء معيين يعني قصر نظر من قبل اولئك المتشبثون او الذين يريدون الخروج بائتلاف اخر لان الائتلاف الجديد المقسم او البعيد عن الائتلاف العراقي الموحد لن يحقق مكسبا لا لرئيس الوزراء الذي من اجله سيتهدم الائتلاف بل للوضع الشيعي بصورة عامة
كما ان عبد المهدي اشار الى ان الانتخابات الماضية اكدت اصرار العراقيين على ائتلاف موحد كما اشار الى ان الوضع العراقي الحقيقي اتجه نحو الاحزاب الاسلامية لا العلمانية وان انخفاض نسب الاحزاب العلمانية والاسلامية على حد السواء واعطى عبد المهدي ارقام حقيقية اثبت فيها ان خسارة الاحزاب العلمانية او التي تدعي العلمانية كان اكبر من خسارة وانخفاض الاحزاب الاسلامية كما اكد عبد المهدي على نوعية الاحزاب العلمانية التي تدعي انها علمانية وانها بالنتيجة لم تكن علمانية بقدر ما انها تتبنى اجندات غير اسلامية فقط وهي في حقيقتها ليست علمانية ثم تحدث عبد المهدي عن المجلس الاعلى وعن بناءه الداخلية بواقعية فالمجلس الاعلى كما يؤكد كل اعضاءه بانه حزب ليس حديدي البناء كما يقول عبد المهدي واني اجد ان في حزب الدعوة استقلالية وحرية اكثر مما هو مطلوب فلو كان المجلس الاعلى مركزيا لما سمح لاكثر من عضو من اعضاءه الدخول في الانتخابات السابقة بقائمة كمحافظ بغداد حسين الطحان او غيره من الاعضاء في البصرة والنجف وكربلاء وغيرها مما يدل على ان المجلس الاعلى يعتمد في تنظيمه على طرح افكار فمن يتساوق مع الافكار يتبعه ومن يختلف عن الافكار يخرج عن المجلس الاعلى لذا قال السيد المقدس مهدي الحكيم ان المجلس الاعلى ( لا يعرف من ينتمي اليه ولا يحس بمن يغادره) وهو قول عميق جدا يعبر عن الدينامكية الكبيرة في هذا الحزب فالحزب لايؤمن بربط الشخص قسريا كما كان حزب البعث الاقصائي يفعل بل يقدم منهجه ولمن يعتقد بالمنهج يتبع الحزب فاتباع الحزب يعتمد على اتباع المنهج والافكار ولا يعتمد على ربط الشخوص بشخوص وهو ما اكده شهيد المحراب الخالد ( ان المجلس الاعلى برلمان متحرك.. انه حركة تيارية قطاعية وليس حركة حزبية حديدية فردية البناء)) لذا نجد ان المجلس الاعلى صاحب قاعدة عريضة على ارض الوطن كما ان سياسته هذه ادت الى ان الدول الكبرى تحترمه فالدولة التي تتفق مع افكاره تنفتح عليه اما الدول التي ترفض افكاره تعاديه ولهذا السبب نجد ان الاجندة البعثية التي تقف وراءها بعض الدول تعتبر ان عدوها الاول هو المجلس الاعلى .
https://telegram.me/buratha