بقلم:فائز التميمي.
إستغربت أن أجد مقالة للسيد الدباغ في جريدة إشتهرت في عدائها للعراق بل وفي نفس العدد 8.7.2009 الأربعاء صورة لصدام وبالخط العريض (الـذي يدل على تبني الجريدة لأقوال صدام):إنتفاضات 1991م قام بها لصوص ووافدون من إيران.!!وفي مقالته التي يتحدث فيها عن مستقبل العلاقة مع أمريكا بعد إنسحاب قواتها وتراجع الإرهاب مشيراً بإقتضاب الى بعض تجاوزات الأمريكان سابقاً. ثم أشار الى الرغبة القوية التي أبداها بايدن لتعزيز العلاقات مع العراق بحيث تكون متميزة في الجوانب الإقتصادية والعلمية وكلام متفائل يطير على أجنحة الأحلام. !! والأوهام التي لا يمكن أن يصدقها طفل عراقي لم يبلغ الحلم!!.
لماذا كتب الدباغ مقالته؟ من الناحية الفنية كشفت عن ضعف في كتابة المقالات ولا أبالغ في القول: أن تكون مقالته من الناحية الفنية أقل بكثير من إنشاء طلاب المدارس الثانوية.ومن حيث المحتوى فليس له دليل على ما يقول لأن الرغبة للتعاون لا تصدق بمجرد الكلام بل بالأفعال. والأمر المحير أن الدباغ نفسه الـذي صرح عن تدخلات بايدن عاد ليتحدث عن رغبة قوية أبداها بايدن فما عدا مما بدا.!!
والإحتمال الأكثر قبولاً أن هـذه المقالة هي نوع من الإعتـذار عما بدا من كلامه تجاه بايدن وخصوصاً أنه نشره في جريدة تابعة لدولة السعودية العميلة لأمريكا بإمتياز. فإن صح هـذا الإحتمال وهو الأقوى لمن يتأمـّل في مقالة الاحلام الوردية للدباغ فإنه خاف أن تُدبر إليه تهم فتخرجه من عالم السياسة وهو لم يزل يحلم برقم في الإنتخابات القادمة . إن ما قاله الدباغ في هـذه المقالة ليس له شاهد لا في الماضي ولا في الحاضر فلو كان بايدن يريد فعلا تعزيز العلاقات بالصورة التي وصفها الدباغ لسعت حثيثاً أمريكا في إخراج العراق من البند السابع وللضغط على الدول الخليجية لتخفيف أو إلغاء ديونها على العراق ولسلمت المجرمين البعثيين لينالوا جزائهم العادل!!. وحجة الأمن وعدم إستقراره غير صحيحة فقد كانت السماوة والنجف مثلاً أمنة طوال السنين الستة فلم يُحرك الأمريكان شيئاً ولو ببناء محطة كهرباء واحدة فعلام يا دباغ تبني أحلاماً وردية على أرض رملية على كرة غير كرتنا الأرضية.
هل دخل الدباغ في دوامة القلق من مستقبله السياسي!! هل جاء أجله السياسي!! هل ندم أن تكلم بصوت الشعب فعاد ليتكلم بصوت سياسي إنتهازي!! الأيام ستكشف لنا المستور وأتحدى كل من يقرأ المقالة ويحاول أن يجد ولو سبب معقول لها سوى التملق والإعتـذار !! ربما لا أكون على صواب في تحليلي ,اتمنى ذلك لأانه إذا صح فنحن أمام نفاق سياسي سيكلفنا سنين أخرى من المجاملات الغبية البعيدة عن تطلعات الشعب وحقيقة الأمور.
https://telegram.me/buratha