المهندس الأستشاري هادي الحسيني أمريكا
على الحكومة متمثلة بجميع مؤسساتها الألتفات الى موضوع السيطرة النوعية وضمان الجودة فلولا هذ النظام في مراقبة وتقييم الأداء في جميع مجالات الحياة لما وصلت الأمم المتقدمة لما هي عليه الآن, لتوضيح الصورة اكثر لابد من الأستعانة بمثل من أرض الواقع كتبليط الشوارع من قبل مقاولين متعاقدين مع أمانة بغداد فقبل كل شيء يجب النظر في مؤهلات وتاريخ المقاول ومدى امكانيته والمشاريع السابقة التي نفذها والسيرة الذاتية للكوادر الرئيسية في الشركة ثم ننتقل الى موضوع المواصفات فهذا الموضوع حرج للغاية فالمواصفات متجددة ومتطورة مع الزمن فلو أخذنا المواصفات البريطانية نجد بأنه في كل سنة او سنتين يصدر تحديث جديد وقد يلغى القديم لذلك على أمانة بغداد (المثال المشار اليه) ان تحدث مواصفاتها بأستمرار وهي عملية ليست صعبة وبأمكاننا تزويد الجهات الحكومية بما يحتاجون من مواصفات فنية عالمية بعد ذلك لابد من الألتفات الى المواد المستخدمة وضرورة حصول الموافقات بعد مراجعة عينة الفحوصات لمادة الأسفلت على سبيل المثال ثم ننتقل الى طريقة العمل المفصلة التي سيتبعها المقاول في عملية التبليط فبعد أتمام المتطلبات الورقية نكون قد اكملنا ضمان الجودة للنتقل الى السيطرة النوعية التي ستراقب عملية التبليط ذاتها ومقارنتها مع المواصفات والمواد وخطة العمل فعلى مهندس السيطرة النوعية او مهندس الموقع نفسه التأكد من عملية حدل التربة عن طريق الفحص وحين بدء عملية التبليط عليه أجراءا بعض الفحوصات الموقعية كدرجة حرارة الأسفلت مثلا وأخذ عينة من الأسفلت لأرسالها للمختبر لمعرفة مدى تطابقها مع المادة الأصلية التي تم الموافقة عليها والتأكد من ن العمل مطابق لخطة العمل المقدمة من قبل المقاول والمصادق عليه من قبل الأستشاري.
لذا أرى من المناسب من جميع الوزارات انشاء قسم لضمان الجودة والسيطرة النوعية وأعطاء دورات وتدريب كافي لعدد من المهندسين الشباب المخلصين وزجهم في هذا المجال ففي أحدى زياراتي للعراق رأيت العجب مما يفعله المقاولين والذين هم عراقيين وعليهم ان يكونوا أحرص من غيرهم في خدمة البلد ففي أحدى المناطق كان أحد المقاولين يقوم بعملية مد لأنابيب الماء الصافي وكانت ماكنة الحفر تحفر والعمال يلقون بالأنابيب الواحد تلو الأخر ودفنها مباشرة بنفس الأنقاض من غير ان تحدل التربة تحت ألأنبوب او يوضع سرير رملي تحت وفوق الأنبوب وتحدل التربة من فوق الأنبوب حتى انهم لم يقوموا بفحص للضغط للتأكد من انه لايوجد تسريب فلو كان لدى الجهة المشرفة على التنفيذ الكادر الكفؤ والمخلص للأشراف على التنفيذ لما حصل ذلك العمل الركيك فاللوم لايقع وحده على الجهة المنفذة لكن التقصير في الأشراف هو العامل الاساسي فالكادر ان كان كفؤا وغير مخلص وأمين فلا فائدة منه فبقليل من الأموال يمكن للمقاول السيطرة على المهندسين المشرفين ليفعل مايحلو له والغريب في ذلك المشروع اني لم الاحظ اي جهة مشرفة ماعدا ان المقاول قام بعملية تمثيلة بوضع الرمل والحدل والتقاط الصور لهذا المشهد حتى انا قمنا بأبلاغ المجلس البلدي عن رداءة النوعية لهذا المشروع لكن لامن مجيب.
اني أرى في السيد أمين بغداد مثالا للأمانة والأخلاص لكن عليه ان يكون أكثر حزما ويلتفت لمن حوله والتاكد من مدى امانتهم وأخلاصهم والتأكد ايضا من مصدر المعلومات قبل التصريح بها فأذكر انه في أحدى مشاريع الماء ذكر الأمين ان المشروع في مرحلة التشغيل مع العلم كان لي صديق يعمل في هذا المشروع وأكد لي بأن المشروع سيكتمل بعد سنة ونصف ولم يصلوا لمرحلة التشغيل.
أتهمني البعض برسائل على ايميلي الشخصي أترفع عن الرد على مثل هذه الشتائم واتهموني بأني متملق للسيد رئيس الوزراء وجعلت ايميلي على اسمه قلتها واقولها مرة أخرى اني احترم هذا الشخص وأرى فيه الأمل لمستقبل العراق لو وصال العمل مع قادتنا المضحين والمخلصين وتجنب البعثيين وطلب مني شخص آخر بأن اطهر بيتي من الأصنام (نوري المالكي) قبل ان اكتب في موقع براثا المقدس.أقول لمن اتهمني بالتملق للحصول على شيء من حطام الدنيا الزائلة كما قال جدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) يا دنيا غري غيري اليك عني , ابي تعرضت , ام الي تشوقت, لاحان حينك هيهات غري غيري, لا حاجة لي فيك , قد طلقتك ثلاثا لارجعه فيها , فعيشك قصير , وخطرك يسير , واملك حقير , آه من قلة الزاد , وطول الطريق وبعد السفر, وعظيم المورد.
المهندس الأستشاريهادي الحسينيأمريكا
https://telegram.me/buratha