الدكتور مجيد الشرع الجامعة المستنصرية
يعد التعليم الجامعي ركيزة للبنى التحتية المراد اقامتها على اسس صحيحة وقد تحدث كثير من الكتاب في طروحاتهم عن اهمية التعليم ولسنا هنا بمكررين للاقوال رغم كثرتها ولكننا نستطلع الواقع من خلال التجربة العلمية والمعايشة الميدانية في الجامعة.
ان التعليم الجامعي لدينا كما هو معلوم تعرض لهزات عنيفة في ظل ظروف غير محسوبة العواقب مما ادى الى هجرة العقول في مختلف تخصصاتها وبقيت كوادر في معظمها تنقصها الخبرة العلمية والشهادات لمرحلة ما بعد الماجستير ولكن للانصاف انهم قد حافظوا على مسيرة التعليم ولو على عكاز ان صح التعبير.والآن وفي ظل ظروف مواتية ولو انها لم تبلغ مرحلة الطموح عاد جمع من الاساتذة وبتخصصات مختلفة الى عملهم التدريسي وقد اكتسب معظم هؤلاء خبرة فوق خبرتهم عما يجري عليه التعليم في الجامعات الخارجية وتطور انظمة التعليم في تلك الجامعات،لذلك فأن هؤلاء من مسئوليتهم الادبية طرح الافكار التي ترتقي بألانظمة الجامعية الى المستوى المقبول عالميا ولو بمرحلة تدريجية ومن خلال التجربة وجدنا ان كثيرا ممن هم في مركز قيادة الجامعات يأخذون الاقتراحات التي قدمت اليهم كنوع من الترف الفكري لأنهم يعتقدون ان مثل هذه الافكار لم يأت اوانها، ونحن نخالف هذا الرأي لأن الطريق كما يقول المثل العربي يبدأ بأول خطوة ولذلك لابد من تفعيل الافكار لغرض وضع اسس صحيحة لجامعتنا كي تحظى بتقدير الجامعات الرصينة التي اخذت فكرة مشوشة قد يكون بها جانب من الصحة عن مستوى التدريس والطلبة في جامعتنا.ولعلنا في هذه المقالة قد يسمح لنا المجال في ايراد بعض الافكارلأصلاح مجريات التعليم الجامعي:
1- تطبيق نظام الساعات المعتمدة Credit Hoursلمرحلة البكلوريوس وهذا النظام اثبت صلاحيته في اغلب الجامعات المتقدمة ومن نافلة القول ان الجامعات الاجنبية تعادل الشهادات على اساس عدد الساعات المعتمدة مما يشكل صعوبة لدى طلبتنا في هذا الجانب وقد قدمنا مقترحات بهذا المعنى حيث لدينا دراسات معمقة في هذا الجانب.
2- تفعيل الجانب العملي في الدراسة ولمختلف التخصصات حيث ان بعض الجامعات ان لم يكن اغلبها لا زالت تدرس الجانب العملي نظريا او بشكل يعتمد على الملاحظة العمليةبدون ان يعمل الطالب بنفسه، وقد لا حظنا ذلك عند اعداد طلبة البكلوريوس لمشروعات التخرج حيث ان اغلبها هزيلة ولا تعتمد الجانب التطبيقي.
3- استخدام تقنيات الحاسوب في عمليات التسجيل : حيث نجد غالبية الكليات والجامعات لم تفعل الحاسوب ودوره في عمليات التسجيل وتتبع الطلبة والركون الى الجانب اليدوي الذي تكون سيئاته اكبر من منافعه ولذا تجد الشطب والحك وكثرة الاخطاء والله يعلم ما وراء الاكمه.
4- اصلاح عمليات سير الامتحانات النهائية : حيث تجد العجب العجاب من الأسلوب البدائي في عقد الامتحانا ت واخذها وقت قد يتجاوز الشهر وهذا من سيئات النظام السنوي للدراسة وما يزيد الطين بله عدم استخدام الحاسوب في ادخال الدرجات حيث تشكل لجان لكل مرحلة لأدخال الدرجات وقد تعاني هذه اللجان من الارهاق والملل في حين اسلوب الساعات المعتمدة يختصر هذه العلمية باسلوب علمي فعال.
5- الارشاد الاكاديمي: وهو مرحلة مهمة في حياة الطالب الجامعي حيث من آليات هذا الارشاد ان يتضمن لوائح الجامعة والتعرف عليها من قبل الطلبة ويتدرج هذا الارشاد حيث يوضح كل استاذ جامعي في بداية كل فصل برنامج لطلابه في الارشاد الاكاديمي وقد تشتمل هذه التوضيحات عن طريق اللقاءات العلمية مابين المشرف الاكاديمي وطلبته على قضايا مهمة تخص الطالب في مرحلته الجامعية وقد تناول برنامج الساعات المعتمدة الذي اشرنا له شرحا وافيا لمتطلبات الارشاد الاكاديمي.
6- تفعيل دور الاستاذ الجامعي في مواكبة التطور عن طريق دورات متخصصة باللغة الانكليزية وتقنيات الحاسوب وكذلك اشراكه في دورات خارج العراق عن طريق التنسيق مع جامعات اجنبية عريقة بما يسمى بنظام الاستضافة Colleges Hospitality وهذ النظام متبع في اغلب الجامعات المتقدمة.هذا غيض من فيض وستسنح لنا فرصة اخرى لتقديم ايضاحا ت اكثروالله من وراء القصد.
https://telegram.me/buratha