ليست المثالية في التعامل مع الحياة هي ما نطمح الى تحقيقه , ولا نطلب من امريكا وغيرها ولاحتى من العراق بلدنا العزيز ان يصبح المدينة الفاضلة , ولكن غاية ما نصبو اليه هو الحد المعقول والمقبول من العدالة والتعامل الأنساني . وبما أن امريكا الآن هي القطب الأوحد الذي يتمحور العالم حوله أو تحاول ان تحقق هذا التمحور والدوران في فلكها فإننا نضعها في خانة النقد الذي لا ينبع عن حقد أو كراهية وانما ينبع من الرغبة في التغيير الحقيقي بسياستها المتناقضة تجاهنا كمسلمين .لقد شنت امريكا حملات اعلامية وحصار اقتصادي وما الى ذلك من العقوبات المفروضة على ايران تحت عنوان بارز رسمه الأدعاء الأمريكي بان ايران تشكل خطرا على المنطقة وعلى العالم لأنها تنتهج منهجا متطرفا وتسعى الى فرض هيمنتها وبسط نفوذها والتوسع على حساب الشعوب والبلدان المجاورة لذا فإن من الواجب الوقوف بوجهها ومجابهتها بكل الوسائل . ونحن كمسلمين اذا أردنا الحكم على الموقف الأمريكي المتشدد تجاه ايران فلن نعبر عنه بأقل من انه موقف ازدواجي في تعامله مع الواقع في منطقة الشرق الأوسط وذلك الحكم لا يستند على أوهام أو تصورات عاطفية نابعة من عداء أو كراهية وإنما يستند على وقائع رأيناها ونراها في كل يوم تتمثل بمواقف أمريكية تسببت بكوارث لم تسلم منها حتى أمريكا نفسها ومعها العالم الغربي . واذا كانت جادة في محاربة التشدد والتطرف الديني والسياسي والعنصري في العالم فهل أن ايران هي الدولة المتشددة والمتطرفة الوحيدة في المنطقة اذا أردنا أن نفترضها كذلك ؟ .ولكي تتضح الصورة أكثر علينا أن نتحدث بصراحة مطلقة ونوجه الأسئلة التالية الى الساسة الأمريكان ونطلب منهم جوابا صريحا بمستوى صراحة الأسئلة :ـ أليست السعودية صانعة تنظيم القاعدة الأولى بفكرها التكفيري والممول الأكبر لهذا التنظيم القذر ؟ـ أليست السعودية دكتاتورية بكل ماتحمل الكلمة من معنى ؟ـ أليست السعودية المصدر الأول للتطرف الديني في العالم ؟ ـ أليست السعودية البلد الوحيد في العالم الذي يقطع الرؤوس علنا بعد محاكمات سرية ويعلق الجثث في الشوارع ؟ ـ أليست السعودية البلد الوحيد في العالم الذي يحتقر المرأة ويحرمها حتى من قيادة السيارة ؟ـ أليست السعودية أكبر ممول للأرهاب في العالم سواءا من خلال مواردها أو من خلال التجار السعوديين وتحت أنظار السلطة ؟ـ أليست السعودية في طليعة الدول التي تمنع التظاهر وتصادر الحريات وتقمع الشعب ؟ـ أليست السعودية صاحبة أعتى جهاز قمعي في العالم وهو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي ارتكبت ابشع الجرائم وآخرها ماحصل مع زوار قبر النبي (ص) في المدينة المنورة ؟وهناك الالاف من الأسئلة التي يضيق المجال عن طرحها وتبحث عن إجابة لها من الأمريكان الذين يغضون الطرف عن كل ذلك ونحن نتمنى أن يقفوا مرة واحدة موقفا ينصف ضحايا النظام السعودي حتى نقتنع بأن موقف أمريكا الحازم تجاه ايران له مبرراته وأسبابه المنطقية .ان الصمت المريب عن كل ما حصل ويحصل في بلاد نجد والحجاز من قبل الجانب الامريكي يجعلنا نقطع باليقين الذي لا يقبل الشك ونقول بملئ الفم أن أمريكا ازدواجية في سياسيتها أو وهابية في عقيدتها .