خضير حسين السعداوي
الثلاثون من حزيران العام 1920 عند العراقيين يوما غير عادي كما يوم الثلاثين من حزيران العام 2009في العام 1920 حمل العراقيون السلاح بوجه المحتل وعزموا على إخراجه بقوة السلاح وهكذا تغنت كل ذرة تراب من هذا الوطن المعطاء ببطولات ومواقف مشرفة لأبناء العراق الغيارى بسلاحهم البسيط وإيمانهم الكبير بمشروعية جهادهم ضد المحتل وكان ما كان من ملاحم البطولة والتي إلى الآن ترصع تاريخ العراق في الرارنجية وغيرها من الوقائع التي كانت مفخرة للأجيال وطريق معبد بالدم نحو الحرية والخلاص من سيطرة الاحتلال لقد كانت جميع العوامل الذاتية والموضوعية مهيأة للقيام بالثورة وحمل السلاح عندما صم المحتل أذنيه عن مطالب العراقيين في قيام دولة تحتضن كل العراقيين من الشمال إلى الجنوب وجلاء قواته عن العراق دون قيد أو شرط وهذا حق مشروع لكل أمم الأرض عندما تحتل أراضيها من العيب أن تقف مكتوفة الأيدي أمام الغزاة وهم يسرقون ثروات البلدان ويستبيحون الدماء عندما تتوفر مقومات الثورة،
ولكن ليس دائما يكون السلاح هو الحل وإنما طبيعة الظروف المحيطة بالبلد في الداخل والخارج هي التي تفرض اختيار الطريق الاصوب للتخلص من الاحتلال فكما اختار العراقيون الثورة وحمل السلاح ضد ألمتحل العام 1920 نلاحظ بالعكس من ذلك في الهند اختار غاندي طريق اللاعنف لتحرير الهند من الاستعمار البريطاني عندما وجد أن الظروف الذاتية والموضوعية لا تساعد في سلوك طريق الثورة وحمل السلاح ولكنه بالرغم من ذلك انتصر وهاهي الهند تفخر برموزها المحررين والذين كان سلاحهم العصيان المدني والتظاهر السلمي والمفاوضات السياسية والامتناع عن تعاطي المنتجات البريطانية فكان هذا السلاح أمضى سلاح عندما بقيت السلع والمنتجات البريطانية وخاصة الأقمشة مكدسة في الموانئ لايجرؤ احد من الهنود ابتياعها و رغم عدد سكان الهند الكبير وخاصة قبل انقسامها إلى الهند والباكستان إلا أنهم اثروا طريقا غير طريق السلاح ، في بلادنا سنحتفل في الثلاثين من حزيران من هذا العام كيوم وطني لانسحاب القوات الأجنبية من المدن والقصبات العراقية أولا وكدليل على صحة رؤانا السياسية في أن الظروف حكمت علينا أن نسلك الطريق السياسي والمتحضر لإخراج القوات الأجنبية من بلادنا ثانيا ،
وهذا اليوم حصدنا ما زرعنا وسوف يظهر جليا بعد الانسحاب من كان يرفع شعار المقاومة للخداع والتضليل وتنكشف أوراق من ابرمونا بكلامهم وتنظيراتهم المتشائمة وتشكيكهم بقدرات قوانا المسلحة وشرطتنا الوطنية في استلام الملف الأمني سوف نحتفل في هذه المناسبة احتفالا غير تقليدي لان هذا اليوم يعتبر نقلة نوعية في تاريخ الشعب العراقي فلقد تحقق ما كان حلما بعيد المنال أن تسقط الدكتاتورية وتدبر إلى غير رجعة وينهض في العراق نظام سياسي ديمقراطي يكون فيه صندوق الاقتراع هو الفيصل في اختيار من يقود هذا الشعب ، ونتخطى المصاعب والمصائب التي أرادها الأعداء أن توقف مسيرة هذا الشعب المقدام فسقطت الطائفية في حلبة الصراع تلفظ أنفاسها الأخيرة أمام إرادة الجماهير التي أصرت على أن العراق بلد واحد لا تستطيع رياح الأعداء أن تهز سعفة واحدة من نخيله الشامخ أو تهد قمة من قمم ربى كردستان البطلة لقد خاب فالكم يا من كنتم تمنون أنفسكم بعودة الدكتاتورية من خلال السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة إنها سلاح المفلسين أن تقتلوا الأبرياء في الشوارع والأسواق تحت ذريعة إخراج المحتل ها هو المحتل يرزم أمتعته وسوف يرحل إذن ما هو تبريركم للعنف وتصعيد وتيرة التفجيرات وهذا متوقع طبعا إذا كان هدفكم إخراج المحتل لقد سقط قناع ما كنتم تخدعون به المغفلين وهذا يوم انتظرناه ليكون عرسا عراقيا ونصرا مؤزرا لشعب يرفض أن يعيش بالذل والهوان خضير حسين السعداوي
https://telegram.me/buratha