احمد عبد الرحمن
عكست مظاهر احياء الذكرى السنوية السادسة لاستشهاد شهيد المحراب اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، في جانب منها المكانة المرموقة والعظيمة التي كان يتمتع بها السيد الشهيد، والادوار المحورية المهمة التي اضطلع بها على مختلف الاصعدة والمستويات، الجهادية والسياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية، وعكست تلك المظاهر في جانب اخر منها الفراغ الكبير الذي تركه شهيد المحراب في المشهد العراقي العام، وعكست كذلك شمولية وسعة منهجه ورؤيته للعراق الجديد بعد الاطاحة بنظام البعث الصدامي.وفي واقع الامر كان الاحتفال التأبيني الرسمي الذي شارك فيه كبار القادة والشخصيات السياسية والدينية في البلاد الى جانب كبار المسوؤلين في الدولة العراقية يوم امس السبت مكملا ومتمما لصورة الحضور الجماهيري الحاشد عصر يوم الخميس الماضي في معلب نادية الصناعة الرياضي.والحضور النوعي ، ومعه الحضور الكمي، جاءا ليطلقا رسالة واضحة وجلية في دلالاتها ومعانيها ومضامينها.. رسالة مفادها ان الشهيد السيد محمد باقر الحكيم ، كان زعيما وطنيا بكل معنى الكلمة، وكان لكل العراقيين، لم يتحرك من اجل فئة دون اخرى، ولم يكرس جهده وطاقته للدفاع عن مظلومية مكون ما دون اخر. ولم ينحاز يوما ما هذه الطائفة على حساب تلك.والشعارات والهتافات والاهازيج والخطب والكلمات والقصائد، كلها اكدت تلك المعاني السامية الرفيعة.وازاء ذلك لم يكن ولن يكون غريبا ان يشارك في تأبين السيد الشهيد الحكيم العربي والكردي والتركماني والشبكي والكلدواشوري، والسني والشيعي، والمسيحي والمسلم، وابن بغداد، وابن البصرة وابن نينوي، وابن اربيل، وابن النجف، وابن الانبار، وابناء كل محافظات العراق.ولم يك غريبا ان تمثل ذكرى استشهاده مناسبة وفرصة للتأكيد على الثوابت والمباديء الوطنية من قبل الجميع، ومناسبة وفرصة لاستعراض المنجزات والمكاسب المتحققة بفضل دماء وتضحيات العراقيين المخلصين والشرفاء، وفي مقدمتهم شهيد المحراب، من اجل عراق خال من الديكتاتورية والظلم والقمع والاستبداد، ومناسبة وفرصة للتذكير بالتحديات الكبرى التي مازالت تواجه العراق والعراقيين.
ولم يك غريبا ان تمثل ذكرى استشهاده فرصة للدعوة الى تغليب المصالح العامة على المصالح الخاصة، والاهتمام بالمحرومين والمضحين والمضطهدين وعوائل الشهداء والسجناء السياسيين، والى المحافظة على المشروع الوطني العراقي، وتعزيز فرص نجاحه عبر التكاتف والتعاضد والتعاون بين مختلف المكونات من اجل العراق الجديد، ومن اجل استثمار التضحيات الكبرى للشهداء الذين صنعوا بدمائهم الطاهرة وارواحهم الزكية عهدا جديدا للعراق ولابناء العراق.
https://telegram.me/buratha