د. نوزاد شريف
لابد من ان خبر اقالة خاشقجي كان نقطة سوداء تفضح الاعلام السعودي المباشر وغير المباشر وهو سوط يجلد به العاملين في القنوات الاعلامية المرأية والمسموعة والمكتوبة التابعة بصورة مباشرة او غير مباشرة للسعودية ابتداءا من قناة العربية الفضائية مرورا بروتانا بفروعها المتنوعة طرب والخليجية انتهاءا باصغر صحيفة او موقع الكتروني ولابد من ان الرابح الوحيد في امر الاستقالة هو الخاشقجي والخاسر الاول هو الاعلام السعودي والاجندة السعودية المزاجية العدائية ففقدان شخصية حيادية وحرة خسارة لاي مؤسسة تمتلك هكذا شخصية ومهنية وربح الخاشقجي لانه كسب مهنيته واستقلاليته وحريته التي طالما يعيش الانسان او يفقد دمه من اجل حريته وان ذنب الخاشقجي كان من الممدوحات التي تمتدحها الاخلاق والدين والمهنية فلم يكتب الرجل سوى مقالا ثبت فيه حقائق عن دور الامام السيستاني في حفظ العراق واهله وان مقاله الذي كان منصفا فيه وحياديا لن يعطي للكاتب الا صكا بالحيادية والمهنية
فيما تكشف ازدواجية المعايير عند تلك المؤسسات الاعلامية السعودية التي تنطلق دائما في نظرتها من العراق من منطلق مذهبي ضيق يجعل المملكة دائما تخفي او تغمض عينيها عن الحقيقة فقد عرت وسائل الاعلام المحايدة موقف الامير نايف عراب الارهاب في العالم العربي فان انزعاجه من مقال الخاشقجي فقط لانه امتدح الامام السيستاني يعطينا صورة عن شخصية هذا الرجل الذي يقود وزارة مهمة في دولة تعتبر نفسها ذات وجود في العالم العربي وانها توحي للاخرين بانها اسلامية وتقرر في فعلها هذا طائفية النظام السعودي وردكاليته المنحرفة نحو الاقصاء والتهميش وقد كان العالم قبل حين يأمل ان يرقى عقل وفكر المملكة السعودية لتقيم انتخابات نيابية حرة لكننا نجدها تنحدر نحو التضييق على الاعلام ومحاربة الكلمة الصادقة سينتصر في النهاية طريق التحرر الذي يمثله المثقف السعودي من امثال الخاشقجي فيما ينهزم المتخلفون والجهلة ممن يحكم المملكة اليوم .
https://telegram.me/buratha