المقالات

محمد باقر الحكيم الرقم المثالي في خارطة العراق الحديث/ السادسة

1080 13:31:00 2009-06-27

مصطفى كامل الكاظمي

ان من ابرز الرؤى والنقاط الاساسية التي لم تسقط من الخطاب السياسي للمفكر الحكيم رضوان الله عليه في مجمل حركته السياسية التي قاربت الربع قرن أمضاها في مقارعة نظام الطاغية صدام إحصين، هي رؤية التغيير واستبدال النظام الشمولي للعفالقة بنظام أخر معتدل يكفل للعراق والعراقيين الامن والمساواة.

كذلك، لم تغب عن تفكير السيد محمد باقر الحكيم خطورة عملية اسقاط نظام صدام كدولة عسكرية واستخباراتية قوية شأنها البطش وهدفيتها التسلط بوسائل الظلم، اضافة الى ان عشرة من اقوى الدول العربية امكانية كانت تدعم هذا النظام وترهبه في احايين متعددة، ثم الدعم اللامحدود بشتى المستويات السياسية والعسكرية والامنية واللوجستية، اضف الى التغطية الاعلامية التي لعبت دورا في بقاء هذا النظام وتمدد اذرعه الاجرامية الى بقاع خارع العراق. ويهم جدا ان نضع في تحليلنا مسألة الاسناد العالمي وعناية مراكز القرار الدولي لهذا النظام المتغطرس وقد تجلى ذلك في حربه ضد ايران خلال الثمانينات.

هذه الدول العربية ومن فوقها مراكز القوى الدولية كانت قلقة وتخشى ايران كدولة دينية شيعية، وهي حقيقة تؤشر الى حذر هذه القوى وهذه الدول من اي صوت يتطلع الى إعادة التجربة الايرانية ثانية في ارض اسلامية اخرى.! خاصة وان السيد الحكيم كان من ابرز المدافعين والمنظرين لمبدأ ولاية الفقيه الذي فعّله ونشّطه آية الله السيد الخميني على ارض الواقع في جمهوريته الاسلامية التي انبثقت عام 1979ميلادي.

هذه الخشية العالمية وغيرها وضعها السيد شهيد المحراب في أولويات نهجه وتحركه الدولي والعربي وهو يروم حشد الاصوات لمناصرته ودعم حركته، فمن الخطط التي استمر السيد الحكيم يبرزها ويثقف عليها لاسقاط صدام وتغيير نظامه في كل خطاباته السياسية ولقاءاته الدبلوماسية معنونا الى مطالبة القوى الدولية التي اضحت في ساعة واحدة بين الظل والحرور تجاه صدام ونظامه على خلفية غزوه للكويت ومراوغاته مع منظمات تفتيش الاسلحة المحرمة، وتابعتها دعوات تغيير نظام صدام، فانطلق الحكيم يستغل هذه الفرصة ويخطط للراغبين الدوليين بالخلاص من صدام بطرحه الخطوات الرئيسية الثلاثة التالية:كف الدعم العسكري واللوجستي الدولي للنظام الصدامي.اجبار النظام بقانون دولي وعدم السماح له باستخدام اسلحة الدمار المحرمة دوليا كالغازات السامة الكيمياوية والقنابل العنقودية وصواريخ بعيدة المدى ضد فصائل المعارضة العراقية واجنحتها العسكرية المقاتلة.اصدار قانون دولي مماثل يقيد حركة الطيران العسكري للنظام الصدامي واستخدامه ضد المجاهدين والمقاتلين العراقيين في اهوار وقرى وقصبات الجنوب والشمال العراقي.

بهذه الابعاد الثلاثة وعد الحكيم باجراء عملية التغيير وانقاذ العالم والانسانية من براثن وشرور النظام الصدامي. لكن، قلق المراكز الدولية وتخوفهم من السيد الحكيم والتعامل معه بحذر كظل للسيد الخميني وكتلميذ واقعي للمفكر العراقي العظيم السيد محمد باقر الصدر وفكرة الاخيرين في اقامة الدولة الاسلامية، هو ما اخرس صوت العالم عن مناصرة صرخة الحكيم باجراء تغيير النظام وفق رؤيته الواقعية هذه، الى نبرة اخرى وتحرك مغاير كلفهم وكلف العراق المزيد من الالم وهو ما تحقق بكل هذه الضحايا والتلفات على جميع الصعد واستنفاد الامكانيات وهدر قدرات البلد والعباد، ومن ثم استقدام قوى الاحتلال وما تبعها من تدخلات سافرة انتهكت حرمة العراق وصعدت من وتيرة التناحر الداخلي في العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك