المقالات

محمد باقر الحكيم الرقم المثالي في خارطة العراق الحديث/ الاولى

1134 00:59:00 2009-06-14

مصطفى كامل الكاظمي

على اعتاب ذكرى سنويته المفجعة وحادثة تفجير النجف المروعةفي هذه الرزية خسر العراق زعيما مثاليا.الزمن:الجمعة بعد صلاتها، الاول من شهر رجب 1424هـ – 2003 م.النجف الاشرف/ الصحن الطاهر لمرقد امير المؤمنين علي عليه السلام.من وجهة نظر اسلامية فان:* اوائل الشهور الهجرية لها منزلة وخصوصية يعتز بها المسلمون* الجمعة لها المنزلة العظمى بين جميع الاوقات.* ما بعد زوال الجمعة (العصر) له مكانة خاصة حسب القرآن (فاذا قضيت الصلاة - أي صلاة الجمعة - فانتشروا في الارض...)الاية من سورة الجمعة.** رجب: شهر استفاضت بشأنه الروايات فحظي بالمنزلة الرفيعة وسمي بالاصب لان الرحمة الالهية تصب فيه صبا وسمي بشهر امير المؤمنين علي عليه السلام.*واخيرا المكان والبقعة المطهرة في النجف

كل اؤلئك (اليوم الاول- شهر رجب – العصر - الجمعة - البقعة المباركة) جمعن في لحظة اظن ان الزمن قد توقف فيها. توقف يتأمل تناثر جسد رجل في فضاء الوادي المقدس. جسد لم تبق منه الا يدّ أبت هذه اليد الا التأسي بمن كانت تؤبنه في حياة الحكيم الشهيد توارثا عن آبائه الحكماء سنين طويلة تمتد في عمق الزمن الى كربلاء الامام الحسين واخيه قطيع الكفين ابي الفضل العباس عليهما السلام.

فاجعة ازهقت ارواح عشرات الابرياء مع اية الله الحكيم في حادثة الغدر التي نفذتها قوى الظلام الارهابية الحاقدة على النور فخسر هنالك العراق في اصعب مراحله السياسية قائدا كبيرا طالما ارق في فصول حياته نظام صدام احصين.

شخصيا..لا أعلم لم تبرز سبابة يد هذا الرمز العملاق أمام ناظريّ كلما استذكرته وتذكرت أيام العقدين الاخيرين مع السيد الحكيم وخطاباته الاولى التي تعود الى مطلع ثمانينات القرن الماضي حيث كنا نصطف تحت لوائه ضد طغيان آل عفلق. ولا ادري إن كان لهذا المشهد علاقة بالكف الذي بقي من جسده الذي تناثر في فناء مرقد امير المؤمنين علي عليه السلام اثر هذه الفجيعة. ربما هناك اصرة فيما كان السيد الحكيم عليه الرحمة والرضوان كان يتقصد شيئا ما وهو يخطب بالحشود الكبيرة العراقية في ايران زهاء ربع قرن من الزمن سواء في مخيمات اللجوء او التهجير او في مدن ايران التي تعج باكثر من مليون عراقي يتوزعون على سبعة مدن رئيسية ما خلا لواحقها وتوابعها هي طهران ومشهد وقم واصفهان ويزد وكرمنشاه بالاضافة الى اقليم خوزستان وفيها المركز اهواز.فاصبعه كان يتعالى في ميادين وثكنات الجهاد العراقية وفي جبهات القتال ايضا. يرفع سبابته وهو يؤشر فيما يبدو نحو العراق. فذاك منظر يلتحم بمشهد صلاته حينما يقنت ويبسط كفيه نحو السماء ويرتل: "اللهم ارزقنا توفيق الشهادة".

ذلك الاصبع المرفوع بقي مرفوعا ولم ينثني مذ اطلق الحكيم هتافه الاول( هيهات منا الذلة) في صلاة الجمعة بطهران اثر رسالة وجهها اليه نظام المقبور صدام احصين ليثنيه عن عزمه الجهادي، فراح صدام الجريمة والكفر ينحر بآل الحكيم عالما اثر عالم وكوكبة تلو كوكبة ولم يتخل محمد باقر الحكيم عن امتشاق سيف الجهاد ضد الباطل الصدامي ففجر طاقاته وكوامن قدراته وما آتاه الله من سبل يحارب من اجل خلاص العراقيين، فاستعر الحقد الصدامي ضد الحكيم واستشاط غضبا بعد اندلاع انتفاضة شعبان/1411هـ الموافق لاذار/1991ميلادي الجماهيرية التي أتت على زبانية النظام واوكاره في مدن وقرى الجنوب بصورة جلية.ذلك الاصبع ابى الا البقاء وان في حادثة رهيبة كحادثة تفجير جسد لا يزيد وزنه عن 70 كغم بمواد تفجيرية قدروا أنها بلغت 100 كلغم من افضع مواد التفجير.

شتاء ملبورن-2009

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابن الموصل
2009-06-14
رحم الله الشهيد البطل السيد محمد باقر الحكيم رضوان الله عليه ويبقى الشهيد البطل خالدا في ضمائر وقلوب كل الشرفاء
ابو علي
2009-06-14
قدس الله نفسه الزكية .. اعتدنا ان نرى الاخيار وهم يخلفون اثارهم حين رحيلهم .. فكف ابي الفضل العباس عليه السلام التي بقيت رمزا للتضحية والفداء تذكر الناس في كل حين بان جوهرة القدس ومعدن العظمة لابد ان تصان ولابد ان تنحني لها الخلائق اجلالا واكراما. وذلك الخنصر المقطوع الذي يرسم صورة الظليمة من اناس خانوا عهودهم ونزلوا الى الحضيض في مشهد من الخسة والنذالة قل مثيلها. وتلك اليد التي ابت الا ان تكون ظلا لتلك الامثال تحكي حادثتي الكف والخنصر معا. انه من نسل الطاهرين فهنيئا له نفسه الزكية.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك