المقالات

المالكي هل يشن الحرب على المفسدين المقربين ..!

1000 18:20:00 2009-06-13

فراس الغضبان الحمداني

لم تكن اللعبة السياسية سهلة بأختلاف أنواعها دكتاتورية أم ديمقراطية فهي في كل الاحوال تحتاج الى دهاء وحكمة ومهارة لمعالجة الأزمات والخروج منها منتصرا وبأقل الخسائر .

ترى أين المالكي رئيس وزراء العراق في مرحلته الانتقالية من هذه المعادلة السياسية الاكثر خطورة في تاريخ العراق المعاصر ..؟ .

وبعيدا عن التنظيرات والتحليلات للمحللين السياسيين للفضائيات ، نقول ان المالكي نجح في جذب الرأي العام العراقي ، ونكاد ان نقول الخارجي ايضا ، لتبنيه شعار ائتلاف دولة القانون ، فقد ادرك الناس بانه تحول من رجل دعوة الى رجل دولة ، ولذلك تسابق الناس باعلان التاييد لأتباعه المرشحين بأنتخابات مجالس المحافظات ، لأنهم وجدوا في هذا الشعار ضالتهم المنشودة وحلمهم المفقود .

لكن ترجمة هذه الشعارات الى ارض الواقع مهمة تكاد كما يرى البعض بانها مستحيلة ، والدليل على ذلك ان اولى مفرداتها ان يعلن المالكي الحرب على المفسدين بمن فيهم الدائرة التي تحيطه والحزب الذي ينتمي اليه ، والذي رشح للسلطة نخبة من الوزراء كانوا يتمتعون بسمعة طيبة ويقال ان لهم تاريخ نضالي مشهود وسمعة عائلية عالية .

لكن الوقائع التي سيستخدمها اعداء المالكي تتمثل في ابتلاع السلطة لهؤلاء الوزراء ، حيث تحولوا الى دمية يحركها المستشارين الاعلاميين وآخرين احترفوا فنون المداعبة والمراوغة واساليب اخرى تدربوا عليها في ظل النظام السابق وطبقوها على الوزراء الحاليين ، فوجدوا تجاوبا كبيرا وقدرة عالية على الانحراف ونسيان كل الشعارات والمباديء التي يمثلونها .

وهؤلاء وضعوا المالكي تحت رحمة ومطرقة خصومه وبعضهم ينتمون لذاك الائتلاف ، لكنهم وجدوا ان انتصارهم ومكاسبهم السياسية فوق المالكي وفوق الوطن ايضا ، فامسكوه من اليد التي تؤذيه وطالبوه بالتخلي عن الوزراء المفسدين .

وحين سمح لهم باستجوابهم في البرلمان لم يكتفوا بذلك بل طالبوه بالمزيد ، ورغم ان هذه لعبة سياسية قد تنطوي على بعض( الشبهات ) لكنها أيضا استحقاقا شعبيا جعلت المالكي امام موقفين لا ثالث لهما ، أولهما محاربة الفاسدين من الوزراء الذين خانوا العهد وقدموا أسوء صورة و إعلانه الحرب عليهم صراحة وبدون تردد وتقديمهم للمحاكمة العادلة وإعلان ذلك صراحة إمام الجماهير ، وبذلك يقطع الطريق على الذين يحاولون استثمار هذه القضية في دعاية انتخابية مبكرة لكتلهم التي فقدت الكثير من الأصوات في الانتخابات السابقة .

المالكي مطالب بان يكون جريئا وشجاعا ومبادرا لسحب ثقته لكل الموظفين المفسدين مهما كانت درجتهم أو مستوى قرابتهم منه ، لان مستقبله السياسي يتوقف على ذلك والسبب إن جوهر مشروعه السياسي قد انطلق من الدعوة لفرض القانون في كل المجالات ، وهذا يعني إن يستمر المالكي بالسير بخطى جريئة تطبق القانون بدون خوف أو تردد أو مجاملات ، وهذا الأمر يبدوا من الناحية النظرية من الأمور السهلة ، لكنه عمليا يتوجب إن يحارب المالكي اقرب المقربين إليه ويعرض نفسه للخطر لان الحروب في ظل الانتخابات قد تعني مغامرة يخسر أو يربح فيها ملايين الأصوات .

فهل سيمتلك المالكي القدرة على شن صولة فرسان على المفسدين من أبناء حزبه والمقربين ليتجنب سموم العاصفة ويدخل التاريخ من أوسع أبوابه ، أم انه سيقف في منتصف الطريق وقد يخسر الحاضر والماضي والمستقبل أيضا .

هذه أسئلة المطلوب من المالكي إن يجيب عليها عمليا وبإجراءات سريعة ويعلن البراءة من كل المفسدين ، أم انه سيقف صامتا ويترك لخصومه شن الهجمات والصولات لاسيما إن في أيديهم حجر من سجيل يرمون فيه كبار المسؤولين الذين أغواهم الشيطان والمستشارين وأصبحوا رموزا للفساد وتفوقوا على رموز الفساد الصدامي بدرجات لايمكن مقارنتها وبفضائح ما ظهر منها ليزكم أنوف الناس في كل القارات .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك