المقالات

المجلس الأعلى وإرادة التغيير

1029 15:05:00 2009-06-13

صباح حسين

واجه المجلس الأعلى في الانتخابات السابقة خسارة واضحة أدت الى تراجع نفوذه في أكثر من محافظة في جنوب ووسط العراق وهذه الخسارة كانت نتيجة لضعف الحملة الانتخابية والاعتماد على وجوه تعد محروقة لدى الشارع العراقي وغير مرغوب بها من قبله ,فضلا عن ضعف الجانب الخدمي وعدم سعي الحكومات المحلية التي كان يديرها المجلس الأعلى إلى حل المشاكل والأزمات التي كانت موجودة وقيام المنافسين له بتضخيم هذا النقص وتصويره على انه عجز وانعدام واضح في الكفاءة وهو أمر اثر في النهاية كثيرا على رأي الناخب الذي أدار بوصلته باتجاه قائمة المالكي الذي وظف إمكانات الدولة المالية الضخمة في القيام بحملة دعائية تعد الأضخم في تاريخ العراق لحد ألان .اليوم يحاول المجلس الأعلى الاستعداد للدخول في حملة انتخابية جديدة استعدادا للانتخابات النيابية القادمة ومن الواضح ان المجلس الأعلى يحاول استخدام نفس الأدوات القديمة التي أنتجت الخسارة السابقة من دون أي تغيير حقيقي يحاول الاستفادة من دروس الخسارة السابقة فالوجوه القديمة التي ادت الى الخسارة ما زالت موجودة ومحتفظة بمناصبها ومواقعها من دون أي تغيير كما ان القيادات المحلية للمجلس ومسئولي المكاتب في المحافظات و الذين يتحملون المسؤولية المباشرة عن الخسارة لم يتم استبدالهم ايضا .كما ان هناك عزوفا واضحا من قبل قيادات المجلس الأعلى والتي تمتلك قدرة صنع القرار فيه عن تبني أسلوب تجديد الدماء والمراكز في المجلس عبر استقطاب الكفاءات والفئات الشابة ومنحها فرصة ممارسة العمل السياسي بأسلوب حديث يعتمد على الكفاءة والمهنية بدلا من الطريقة الكلاسيكية التي يمارس بها المجلس الأعلى سياسياته التي تبدو حاليا شخصية اكثر منها مؤسساتية حقيقية ولكي يتجنب المجلس الاعلى تكرار سيناريو الانتخابات المحلية السابقة فان عليه اتخاذ قرارات شجاعة و وتاريخية باستبدال بعض الرموز والاسماء التي كانت واحدة من الأسباب التي أدت إلى الخسارة السابقة فوجود هذه الأسماء وظهورها المتكرر على الشاشة ما زال يثير حفيظة المشاهدين ومدعاة للنقمة على المجلس وليس شرطا إزاحة هؤلاء من قيادة المجلس بل عدم السماح بظهورهم او إطلاق التصريحات من قبلهم على الاقل في الفترة المقبلة التي تعد حساسة جدا ولا تتحمل اية أخطاء والتغيير لا يشكل خللا او إساءة الى هؤلاء الذين لهم رصيدهم وتاريخي الكفاحي والبطولي في مواجهة النظام السابق ,لكنه يشكل معالجة مطلوبة ووسيلة مثالية تلجأ إليها الأحزاب لتعويض خسارتها في الانتخابات فالحزب الجمهوري الأمريكي استبدل غالبية قياداته بعد هزيمته الاخيرة والمرة امام الديمقراطيين وكذلك ما يقوم به رئيس الوزراء لبريطاني جوردون براون من عمليات ترميم شاملة لقيادات وكوادر حزب العمال البريطاني بعد خسارته للانتخابات البلدية الأخيرة وخشية من فقدان رئيس الحكومة الذي يتربص به المحافظون في الانتخابات القادمة .خسارة المجلس الأعلى في الانتخابات السابقة كانت متوقعة في ظل تبني المجلس لأساليب دعائية لم تلامس واقع حال الشعب العراقي وحاولت الزج باسم الدين والشعائر الحسينية في تقديم الدعاية الانتخابية نفسها وهو ما اثار خصومه ومنافسيه الذين استغلوا وبشكل ناجح هذه الأخطاء لإقناع الناخبين بالعزوف عن المجلس ومنح الأصوات لهم .المرحلة القادمة تتطلب التغيير ومن دون التغيير لن يفلح المجلس الاعلى في اثبات وجوده وسيضطر الى ان يصبح أقلية في البرلمان وسيصعد على أكتافه المالكي وغيره الذين سيجدون في تراجع أسهم المجلس الأعلى ورصيده الفرصة لملء الفراغ السياسي لدى الشارع العراقي والحلول محله .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيد كاظم
2009-06-14
اؤيدالاخ الكاتب فيما تطرق اليه حيث ان النتيجة في النتخابات للمجلس لم تكن خسارة بالمعنى الاحصائي الاجمالي للعراق لكن كانت خسارة فادحة وكبيرة من حيث الموقع الذي يستحقه المجلسس وا التوقعات,صحيح ان النتيجة كانت فيها منطقية لجهة بعض الاسباب,ولكن كانت هناك الكثير الكثير منالاخطاء التي اشار لها السيد كاتب المقال تحتاج الى اكثر من وقفة وتحليل ومراجعة وهانك دراسة تفصيلية ومعمقة تم اعدادها من قبل احد الباحثين حول اسباب التراجع والحلول المقترحة حول الموضوع نامل ان تجد من يطلع عليها ويناقشها على الاقل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك