مصطفى سعيد العرب
ليس لأحد أن ينكر ما لرئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، من مكانة عالية ومرموقة بين محبيه ومؤيديه،بل بين من يختلف معه في الرأي،سواء في الداخل اللبناني ام في خارجه.من هنا،جاء خبر اغتياله بأيدي خبيثة بل هي الخبث بعينه،جاء كصاعقة ريحها صفراء لم تزل تنفخ بسمومها على لبنان ومحيطه!. بعد الاغتيال الغاشم،رفع قميص الحريري مباشرة!،بل قميص الحقيقة المسجونة كما قال اللواء جميل السيد؟.رفع بأيدي قد سجنت وقبرت الحقيقة من اول ساعة حتى اللحظة،للوصول للهدف الاول الذي يراد له ان يتحقق.إن اليد التي طالت رئيس الوزراء اللبناني الاسبق هدفها من ذلك الزلزال،ليس خروج القوات السورية من لبنان،كما أنه ليس إحداث فتنة مذهبية وطائفية وحسب،بل هدفها الصيد الثمين المتمثل في نزع سلاح حزب الله،بل الوصول الى ابعد من ذلك وهو رأس المقاومة.وبما ان هذا الهدف يحتاج لسكة حديدية للعبور له،فلا بد أن يكون هناك صيدا ثمينا وسمينا تقود سكته الى خروج القوات السورية أولا،وإحداث هزة عنيفة بين شيعة لبنان وسنته ثانيا،وصولا الى نزع السلاح ثالثا، وهو امنية الأماني اسرائيليا وامريكيا بل عربيا!!؟العنصر الذي يدفع لهكذا تحليل، هو إطالة عمر التحقيق في الجريمة واستغلالها كفزاعة وقميص يشهر في وجه الخصوم سياسيا،إذ في ظل هذه الاطالة شنت حملة منسقة ولا زالت ضد حزب الله وسلاحه وتصويره كمنظمة إرهابية،وهذا مطلب امريكي صهيوني بل عربي،حيث اشتركت في هذه الحملة دول وصحف وفضائيات عربية،"حملة السلطة المصرية مثالا" والصحف التابعة لها. هذا وجرت معارك إعلامية مذهبية وطائفية من قبل تيار المستقبل والدول التي تدعمه، وتم تشويه صورة حزب الله ووصفه بالسرطان كما قال فؤاد السنيورة،وبسلاح الغدر على حد قول مهندس الآذاريين وليد جنبلاط، الذي عرف اللعبة المكلفة له ولطائفته فاستفاق مؤخرا، وليس بعيدا على جنبلاط ان يكشف مستقبلا خيوط تلك اللعبة التي حيكت في غرف سوداء.كما واشتغلت ماكينة 14 آذار في التحريض المذهبي والطائفي،تساندهم دول اقليمية في نشر ثقافة العداء للمقاومة ولحزب الله تحديدا، ولتضييع حقيقة من اغتال الحريري،الامر الذي سهل ولادة الجاسوس زياد الحمصي وامثاله من رحم تلك الثقافة السوداء.إن الهم الأول والكبير الذي حمله الفريق الحاكم في لبنان طوال سنين حكمه هو "نزع سلاح حزب الله،وتصويره كمنظمة إرهابية،وتوجيه الأتهام اليه بالاغتيال" كما قال سماحة السيد نصر الله.أما بناء الدولة وحمل هموم الشعب فكانت مؤجلة وغير مهمة لدى هذا الفريق.إن الذي ساعد على طمس ودفن الحقيقة،هم اهل الدار،وأعني هنا ابن الراحل الحريري،سعد الدين،تساعده جماعته من 14 آذار،مدعوما من دول عربية ،بدأ من مقولة الهلال الشيعي،الى خلية حزب الله في مصر التي سقط فيها بعض الاعلام المصري اخلاقيا، الى التجييش والشحن الطائفي وبذر ثقافة العداء للمقاومة، الامر الذي يعكس ان هذا الفريق ومن ورائه لايريد ان يصل الى الحقيقة بقدر مايريد إذكاء الفتنة الطائفية والمذهبية ، لتحقيق مصالح تصب في مجرى المشروع الامريكي في المنطقة،الذي يهدف لضرب كل اشكال المقاومة سواء كانت شيعية أم سنية، وحركة حماس لنا خير مثال.في خضم هذا الصراع،تلقي صحيفة ديرشبيغل قنبلتها الموقوتة،متهمة حزب الله بضلوعه في عملية الاغتيال الشهيرة،وما هي إلا ساعات من هذا الاتهام، وإذا بليبرمان الارهابي يرفع قميص الحريري من داخل اسرائيل !!؟.يلوح قميص الحريري هذه المرة في كيان العدو الاسرئيلي مرفوعا بيد الارهابي ليبرمان وباراك،بعدما فشل رفعه في وجه دولة الممانعة،سوريا،طيلة اربع سنوات عجاف من التحقيق.فقد جرى تزييف وتحوير واختلاق لمسار التحقيق،وبهذا قد ضيعت الحقيقة عمدا ولا تزال ضائعة ومسجونة.وعليه،إذا اراد سعد الحريري ان يساهم في طمس معرفة من قتل ابيه الى الابد، فعليه ان يصدق باراك وليبرمان،الذي طالب بالقبض وبالقوة على سيد المقاومة والتحرير نصر الله.بل إذا اراد بعض سنة لبنان،تيار المستقبل تحديدا، ان يكون المطالب بدم الراحل الحريري هم باراك وليبرمان فعليهم ان يصغوا اليهم،ليحترق لبنان بمن فيه،وعندئذ لا دولة ولا جيش بل لاسلم.فقد تأكد أن قنبلة الصحيفة المذكورة مصنوعة في كيان العدو الاسرائيلي؟.سؤالي للنائب سعد الدين الحريري،هل يقبل أن يرفع قميص ابيه في هذا الكيان الارهابي الدموي؟. اتصور ان الجواب سوف يكون (لا لن اقبل)،بشرط ان لايصغي سعد الدين لأصحاب المشاريع السوداء،سواء كانت دول أو احزاب أو أمراء حروب ،حينئذ سوف يصل سعد للحقيقة التي يطلبها وينتظرها ومعه العالم اجمعاشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha