كامل محمد الاحمد
في جلسة خاصة جدا جمعت عدد من السياسيين من دعاة التصعيد والتأزيم مع دولة الكويت، قال احدهم وهو عضو في مجلس النواب العراقي "لاحل الا ان نشعلها حربا تأريخية، ونكرر ملحمة الثاني من اب 1990 ليعرف الكويتيين من يكون العراقيون".السب والشتم والتغني بحماقات الماضي وتكرار الاسطوانة المشروخة القديمة يمكن ان يؤدي بالتأكيد الى تكرار ملحمة الثاني من اب1990 كما يسميها ذلك النائب الذي ليس من الواضح لي ماذا كانت الدرجة الحزبية التي يحملها، وماذا كان دوره في غزو الكويت، هل كان ضابطا في الجيش وقاد احدى القطعات العسكرية التي استباحت الحرمات وانتهكت الاعراض وسلبت الاموال، ام كان ضابط مخابرات دخل الى الكويت متخفيا، ام من شريحة الحواسم الذين راحوا ينهبون ويسلبون كل ما تقع عليه ايديهم؟؟.سواء كان هذا او ذاك فأن الامر واحد، وطريقة التفكير هي ذاتها لدى ذلك الشخص.هكذا وبكل بساطة يريد البعثيون تحويل الخلافات مع الكويت من نقاشات وتفاوضات سياسية ودبلوماسية الى غزو وجعل الكويت محافظة عراقية مرة اخرى، ومن ثم اقحام المنطقة في حرب طاحنة تعيد العراق عقودا اضافية الى الوراء، حتى يدخل السرور والفرح قلب صدام حسين وهو يتقلب في جحيم جهنم.بالمناسبة النائب الذي دعا الى تكرار ملحمة الثاني من اب واعادة ضم الكويت الى العراق حتى يعرف الكويتيين حجمهم ويعرفون من هم العراقيون، في الجلسة الخاصة، كان له دور تأريخي ومشرف في قتل العراقيين بالسيارات المفخخة والاحزمة والعبوات الناسفة، وفي تهجير الاف الناس من بيوتهم، من الشيعة والسنة، ويرتبط بعلاقات صداقة حميمية ومصالح تجارية مع اشخاص كانوا في يوم من الايام يتربعون على عروش السلطة في بغداد، والان يديرون ويوجهون اعمالا من نوع اخرى وهم في دمشق والقاهرة وصنعاء وعمان.السيد النائب المحترم يرى ان غزو الكويت وتفجير السيارات المفخخة وتهجير الناس،كلها تؤدي الى نتيجة واحدة، وهي النتيجة المطلوبة بالنسبة له ولمن يرتبط بهم ويتشرك معهم في التفكير والقناعات والمصالح. وماذا يضير النائب المحترم اذا اندلعت حربا رابعة في الخليج؟.
19-جمادى الثانية-1430هـ
https://telegram.me/buratha