المقالات

السلفيون في الكويت سيحلون قومهم دار البوار

1067 12:39:00 2009-06-09

امير جابر -هولندا

لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور ء فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتّيهم جنتين ذواتى أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل ء ذلك جزينهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور ء وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرىً ظاهرة وقدرّنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياماً آمنين ء فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إنّ في ذلك لآيات لكل صبار شكور ء ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً من المؤمنين(سورة سبأ)

يحدثنا الباري في هذه الآيات عن قوم سبأ، وهم قوم سكنوا في غابر الأزمان في بلاد الملكة بلقيس في ناحية من نواحي اليمن. وكانت المملكة هذه تتميز بالجبال العالية والأودية السحيقة ذات تربة خصبة وغنية إلا أن المياه العذبة كانت تتوفر في بعض أيام السنة فتسقي أراضيهم ومواشيهم، ثم لا تلبث ان تنحدر من بين جبلين كبيرين سالكة المنحدرات باتجاه البحر جنوباً أو تغور في رمال الصحراء شمالاً ثم يحل موسم الجفاف وتنقطع المياه..

.. مما جعل الحياة فيها صعبة وأدى ذلك إلى أن يعيش أهلها في عزلة وحصار ما بين البحر والجبل:

وفي خضم هذه المعاناة يأتي قضاء الله الرحيم فتنقدح في أذهان البعض فكرة رائدة.. لماذا لا يبنون سداً يحجز المياه عن تجاوز الجبلين ويؤمن لهم المياه على مدار أيام العام.. وهكذا شرعوا ببناء السد فأقاموا من الصخور والكلس وجعلوا في جوانبه منافذ للمياه يشرعونها عند الحاجة، فحفظوا بذلك الماء وجرّوه عبر القنوات إلى الأماكن البعيدة لري المزروعات.

وبعد فترة من الزمن تبدلت الأرض القاحلة إلى أرض دائمة الخضرة وارفة الظلال، وامتدت الجنائن والبساتين غنية بالأشجار الفارعة والثمار والفواكه المختلفة من كل صنف ولون وطعم وفاقت مأرب حاضرة سبأ وقراها على ما جاورها من المدن والقرى جمالاً ونعماً وهواءً عليلاً.. فغدت منية الناظرين وقبلة الساعين إلى الحياة الهانئة.. وقامت في جوانبها الحدائق الغنّاء تسري فيها ألسنة المياه الجارية والغدران السارية.. بل قيل إن كثافة الأشجار الوارفة والملتفة كانت تحجب الشمس عن السائر فيها مسيرة عشرة أيام.. وكانت المرأة تحمل المكتل )الوعاء( على رأسها وتسير بين الأشجار في موسم القطاف فيمتلىء بالفواكه بغير أن تمس يدها شيئاً:

ونتيجة هذا كله أصبحت هذه البلاد مقصداً يرتادها الناس من كل الأرجاء للنزهة والسياحة ومطمعاً يرغب القاصي قبل الداني أن يجد له فيها مكاناً للسكن ونتيجة لذلك عمرت البلاد وتقاربت القرى وانتشر العمران فأمن المسافرون وسهلت الطرق.

»سيروا فيها ليالي وأياماً آمنين«.

لقد حوّل الله تعالى قوم سبأ كل هذه النعم في فترة قصيرة وبجهد يسير وأمدهم بما لم يكونوا يتوقعون

ولكن ما الذي يريده الله من جزاء على كل هذه النعم.. »كلوا من رزق ربكم، واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور«.

طعام.. ماء.. جمال.. وأمن.. كل ذلك ثمنه فقط عرفان حق النعمة وأداء حق المنعم.

وهو ان يتذكروا أولاً ان النعمة من عند الله »من رزق ربكم«.

وإذا عرفوا ذلك ان يشكروه.. »واشكروا له«.

وأن يقدروا النعمة ويعرفوا قيمتها فلا يبخسوها حقها ولا يجحدوا حق المنعم فذكرهم بذلك بقوله: »بلدة طيبة..«.

ولكن هل لأنهم يستحقون ذلك؟ أو بسبب كثرة طاعتهم؟

لا بل لأن الله تجاوز عن سيئاتهم وغض عنها بل غفرها فقال: »بلدة طيبة ورب غفور«.

كيف قابل القوم هذه النعم:

ولكن القوم كفروا بنعمة الله.. وأصابهم الجشع والغرور وظنوا أن بهم استحقاقاً لأكثر من ذلك واغرقوا في حب الاستئثار بالخيرات حتى تمنوا لو أن بينهم وبين باقي البلاد مسافات شاسعة لكي لا يشاركهم في ما أنعم الله به عليهم أحد من الناس، »فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا«.

ونسوا أن هذا الأمر جعل السبل إلى بلادهم آمنة، فلم يروا هذه النعمة العظيمة وهي نعمة الأمن، ولم يروا نعمة كونهم مقصد الأقوام الآخرين، ولم يقدروا نعمة احتياج الآخرين إليهم وإلى بلادهم، وإنهم يغبطونَّهم على تلك الخيرات لقد أعماهم الطمع عن الالتفات إلى عظيم النعم الإلهية عليهم فأدى بهم إلى نكران النعمة بل إزدادوا عتواً وكفراناً.

عاقبة الكفور:

ولكن يد الرحمة الإلهية تأبى ان تأخذ الناس بظلمهم قبل ان تعمل اليهم بأيات الارشاد والهداية والتذكير.. فأرسل الله إليهم من رحمته ثلاثة عشر نبياً بعدد قراهم يحذرونهم وينذرونهم ويدعونهم إلى مقابلة نعمة الله بالشكر وبحسن التقدير ولكن هيهات أن يسمعوا.. وإذا سمعوا هيهات أن يعوا وإذا وعوا هيهات أن يتوبوا أو يرتدعوا، وتمت الحجة الإلهية وبلغ الناهي عذره..

وجاء العقاب الإلهي.. فكما جاءت هذه النعم شاملة قدّر تعالى ان تذهب شاملة.. فسلط على السد الجرذان فأخذت هذه الجرذان تنقب الصخور والحجارة من مكانها.. بدأت تباشير النهاية.. تفتت السد، ثم انهار وهجم السيل عارماً هادراً يجرف ما يواجهه من البيوت والأشجار وتشتت الجمع وعلا الصياح فراحوا يلوذون بالفرار وكلّ يبتغي في ذلك النجاة بنفسه.. ولم ينجل الموقف إلا وقد انهار الحلم وكما جاء السد بالخيرات كذلك تركهم إنهياره في العراء مشتتين، ديارهم خربة ما فيها إلا خراب.. ثم غدت تلك الأرض الغنّاء بوراً ذات شجر بري مرير الطعم كثير الشوك كالأثل الذي هو شجرة لا ثمر له أو هي ذات قيمة زهيدة كشجر السدر: »فأعرضوا فبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتى أُكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور«.

وبعد إن كانوا مقصد الطامحين لم يحتملوا الحياة في أرضهم فسعوا في الأرض وتشتت قبائلهم في كل اتجاه حتى صاروا مضرباً للمثل فقيل: »تفرقوا أيادي سبأ

من المعروف ان الله عندما يضرب لنا الامثال يريد منا ان نتعض ونستفيد من تلك الحوادث ولو نظرنا الى الكويت بل الى كل اهل جزيرة العرب نرى ان الله قد من عليهم بنعم لاتحصى و هذه النعم والتي وضعها الله تحت اقدامهم ليس لهم الفضل حتى في استخراجها وتنقيتها وتصديرها حيث هنالك شركات عالمية تتولى هذه الامور لكن ماذا فعلوا بهذه النعمة في البداية اتجهوا للمصايف والملاهي حتى اصبح العقال الخليجي عبارة عن علامة تتجمع حولها المومسات كما يتجمع الذباب حول القاذورات بنوا القصور في كل مكان واستوردوا الخادمات وركبوا احسن السيارات بل الطائرات ونثروا المال يمينا وشمالا على الموبقات ثم عندما جاءت الصحوة الاسلامية استخدموا الاموال لتنشاة جيل لايحمل سوى الكراهية والتكفير واستحلال الاخرين ودفعوا للشر ولم يدفعوا للخير دفعوا لصدام مايربوا على مائة مليار دولار في عام 1982 كي يبيد النساء والاطفال بالغازات الكمياوية ثم هاهم اليوم يطالون الشعب العراقي ضحية اموالهم واسلحتهم باسترجاع تلك الاموال مضاعفة بالضبط حالهم حال احد الاشخاص الذي قام بتحريض وتمويل احد البلطجية فقام هذا البلطجي اولا بتجميع المجرمين حوله وقتل كل من يعارضه ثم هجم على احد الجيران وقتل عدد من افراد اسرة ذلك الجار واحرق داره ثم التفت على من حرضه فهجم عليه وتسبب في تدمير بيته بعدها اجتمع الناس فقتلوا ذلك الشقي واذا بمن اعطى المال يفرض على ضحايا ذلك المجرم والذين قتلهم بتلك الاموال يطالب ضحايا البلطجي باسترجاع الاموال وتعويض الخسائر و بدفع ماتسبب به البلطجي هذا بالضبط ماحصل مع المجرم صدام وهم يقولون دائما من انه اظلم من في الارض فماذا زودتموه وانتم تعلمون ان رسول الله قال من اعان ظالما سلطه الله عليه وسبحان الله الذي سلط عليهم الظالم صدام

اما سلفيو الكويت والذين يستغلون هذه النعم تفريقا واثارة للعداوة بين المسلمين فاني على ثقة من انهم سيحلون قومهم دار البوار وستصبح الكويت على ايدهم سبأاخرى فهؤلاء لايهمهم الكويت واستقراره بل هم يفكرون بمشروع القاعدة الاممي وهم ينفذون مايطلبه منهم ابن لادن وسبق لوليد الطبطبائي ان امتدح ابن لادن واعماله واعتبر نفسه جنديا لذلك الارهابي والقاعدة اعلنت وعملت على تاجيج الصراع الطائفي بين السنة والشيعة وخطاباتهامقروءة ومسموعة ومرئية واعترافات اذنابها مسجلة لانها تقول علنا عندما نضرب الشيعة بالسنة سيلجأ السنة الينا فتتمكن من الاطاحة بالانظمة القائمة والتي عجزنا عن مواجهتها لكن القاعدة تعتقد انها من خلال اثارة الفتن تستطيع ان تنفذ الى تلك المجتمعات وهذا مانجحت فيه في افغانستان وباكستان وحتى العراق والجزائر الىغيرها من البلدان التي ابتليت بمثل هذا الوباء الطفيلي الذي لايعيش الا على القاذورات وعمل سلفيو الكويت سنين طويلة على تغذية الصراعات الطائفية داخل الكويت واستطاعوا ان يجعلوا من شعب الكويت المتسامح شعبا متكارها ومنقسما ثم جائت الاستجوابات ذات الخليفية الطائفية الى ان اصبح الكويت نتيجة لتلك الاستجوابات والانقسامات ان تتقدم عليه دول لاتمتلك معشار اموال وخبرة اهل الكويت وبعد فوات الاوان احس الشعب الكويتي بذلك الخطر لذلك جائت الانتخابات الاخيرة التي نبهت تكفيري الكويت انهم اذا استمروا على ماهم عليه فانه سيخسرون الشعب الكويتي فاتجهوا بالتحريض هذه المرة علنيا باتجاه العراق وهم يعلمون ان هذا التحريض والدفع الى استلاب اموال الشعب العراقي الجائع وابقائه منقوص السيادة معناه التسبب في تاجيج كراهية للكويت والكويتيين من قبل الشعب العراقي لانظير لها وانهم يريدون دق اسفين بين الكويت والعراق سيتسبب حتما في قادم الايام الى انفجار ويعتقدون ان هذا العداء والخوف المستمر يستطيعون به اقناع الحكومة الكويتية من انهم سيكونون حماة الكويت وتحت هذه الذريعة يفتحون الابواب للمد الارهابي القاعدي العالمي ويفتحوا الباب لهم كي يعادلوا مد العراق الواسع لان الكويت بصغرها لاتستطيع مواجهة العراق فيطيحون بحكومة الكويت ويثيروا الهرج والمرج والفتن والحروب وكما يفعلون اليوم بمثل هذه الطريقة الارهابية في الكثير من البلدان التي استعانت بهم او غضت النظر عن اجرامهم واذا استمر قادة الكويت ينفذون ويستمعون الى اراجيف هؤلاءالاشرار فلن تكون الكويت احسن حالا من باكستان والشيشان وافغانستان وان النعم عندما تستخدم للشر والفتن ونشر الكراهية وان من عاقب سبا لانهم منعوا من اراد مشاركتهم بالنعم الالهية هو قادر على معاقبة من يستخدم تلك النعم للشر وان الله يقول وهو اصدق القائلين(واذااردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا) اللهم اطمس على اموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم ، الله ان ذه النعم التي اعطيتهم اياها من غير كد ولاتعب فانهم استخدموها واعطوها لاشر الناس فاباد بها الالاف وهو واقفين بين يديك ثم هم اليوم يطالبوننا بان نعطيهم تلك الاموال المجرمة مضاعفة مستعينين علينا باعدائك ربنا يامن اهلك سبا باقل من هذه الذنوب فاهلك بمن حول حياتنا الى جحيم انك على كل شيئ قدير

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك