نوال السعيد
ماذا لو كان الوزير الذي تم استجوابه من قبل مجلس النواب العراقي ليس وزير التجارة المحسوب على الائتلاف العراقي الموحد، بل وزير من كتلة سياسية وبرلمانية اخرى كأن تكون جبهة التوافق العراقية او التحالف الكردستاني؟. لو كان ذلك قد حصل، لكان البعض قد اقام الدنيا ولم يقعدها، ولاعتبر ان الاستجواب والمساءلة مسيسة، وان هناك اجندات سياسية للائتلاف العراقي الموحد يسعى من خلالها الى اضعاف القوى السياسية الاخرى وتقوية وتعزيز مواقعه استعدادا للانتخابات البرلمانية المقبلة بداية العام القادم، ولطفت على سطح وسائل الاعلام مرة اخرى مصطلحات الطائفية وما الى ذلك من المصطلحات.
ان خطوة استجواب وزير التجارة، والتي ادت الى ارغامه على تقديم استقالته ومن ثم اعتقاله وتقديمه للمحاكمة على خلفية قضايا فساد واداري ومالي كبير في وزارته، ان تلك الخطوة تحسب لصالح الائتلاف العراقي الموحد، وتؤكد ان منهجه وتعاطيه مع المصالح العليا للبلد لاتحكمه حسابات او اعتبارات سياسية وحزبية وفئوية ضيقة، وانما على العكس من ذلك تماما، يعد الالتزام بالسياقات القانونية والدستورية احد ابرز اولويات منهجه وسلوكه، وقد يكون هذا هو السبب الذي ادى الى حصول تقاطعات بين بعض مكوناته وخروج بعضها منه في اوقات سابقة.ان هذا المنهج يؤكد بما لايقبل النقاش ولايحتمل التأويل، ان الائتلاف العراقي الموحد تجاوز النزعات والمصالح الضيقة والخاصة، وكسر حاجز الانا، وتحرك في فضاء المصالح والاعتبارات الوطنية العامة، والقم الكثيرين من المتقولين حجرا.
https://telegram.me/buratha