بقلم : سامي جواد كاظم
كانت هنالك مشكلة حول كيفية تشكيل الحكومة عقب ترشيح السيد المالكي لرئاستها بعد مشهد دراميكي ابطاله الطالباني والتوافق ومؤلفه كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية اثر زيارة خاطفة لها ولزميلها البريطاني الى بغداد واعلنوا افتتاح العرض المسرحي بتنحية الجعفري عن ما رشح له بتصويت داخل الائتلاف ضاربين بعرض الحائط الديمقرلطية التي يتبجحون بها ، وفي حينها كان الاشكال هل يتم تشكيل الحكومة بالتوافق ام حسب الاصوات واصر الائتلاف حسب الاصوات واصر الطرف الاخر بالتوافق واشتعلت وتعالت التصريحات لبعض اعضاء البرلمان الذين يستانسون عندما و سائل الاعلام تنقل تصريحاتهم .
وبعد ثلاث سنوات مرت الحكومة بظروف لم ولن تمر بها حكومة في العالم لا بالماضي ولا بالمستقبل ففي احدى ايامها العصيبة استقال اقل من نصف وزرائها بواحد من والبقية العاملين اكثر من نصفهم بين اللصوص والغير كفوئين والبقية اغلبها وزارات ترضية لا اهمية لها في عمل الحكومة وبالرغم من ذلك وبفضل الدعم الامريكي استمرت الحكومة في اداء عملها واكدت ان المستقلين لا تاثير لهم ولا جهود لهم في الحكومة بدليل غيابهم واستمرار عمل الحكومة .
اليوم بعد تلك المدة من عمل وعمر الحكومة ظهر لنا مصطلحان على الساحة العراقية الا وهما الاغلبية الطائفية والاغلبية السياسية وجاء المالكي بمصطلح اخر وكانه يفصح عن كيفية تم تشكيل الحكومة من خلال انتقاده للديمقراطية التوافقية وهذا مصطلح ثالث جاء لترضية الذين اختلفوا حول تشكيل الحكومة ابتداءً ولكن لو قمنا بترجمة هذه المصطلحات على ارض الواقع فهل سيتضح منها ان السيد السيستاني دام ظله يرغب بالليبرالية ؟الاغلبية الطائفية التي نادى بها السيد صدر الدين القبانجي جاءها رد من السيد حامد الخفاف يؤكد على الاغلبية السياسية بلسان السيد السيستاني ، كيف لنا ان نعلم بالاغلبية لكلا المصطلحين ؟ الطريق الوحيد لمعرفة ذلك هو صندوق الاقتراع وبما اننا مررنا بعدة عمليات انتخابية في العراق ولنحصر حديثنا عن الانتخابات البرلمانية ، فهل ياترى ان الانتخابات التي جرت كانت سياسية ام طائفية ؟ أي الناخب اختار قائمته على اساس طائفي ام سياسي ؟ لا اعتقد ان هنالك من يجيب على اساس سياسي بل طائفي قومي صرف ، ونظرة سطحية لطبيعة الاعلانات التي قامت بها الكتل المرشحة للانتخابات فنجد مثلا ان الائتلاف لم يلصق ولا بوستر واحد له في الرمادي او الموصل او تكريت وعلى الضد يقال نفس الكلام فلا التوافق اعلنت عن نفسها في كربلاء او النجف بل وحتى داخل المناطق المختلفة في بغداد وهذا ينطبق على القائمة الكردية كذلك ، فهذا دلالة واضحة على طبيعة الانتخاب التي جرت في العراق .
اما الاغلبية السياسية هي انتخاب من يراه الشعب كفوء وهذا الامر ياتي من ماجنى الناخب من ترشيحاته السابقة ، وطالما ان نظام الكتل سيعمل به في الانتخابات القادمة فان الطائفية ستبقى تلوح بيدها للناخب ، قد يقال ان الاغلبية السياسية قد اتت بثمارها من خلال انتخابات مجالس المحافظات وهذا مردود لان اولا طريقة احتساب الاصوات قتلت كثير من اصوات الناخبين وجعلتها تذهب هباء منثورا عندما يتساوى من فاز باكثر من 37 الف صوت مع من فاز بـ 65 صوت وثانيا كل محافظة انتخبت من طائفتها وحتى المناطق في بغداد كذلك ، فلا اغلبية سياسية .
اذن كيف يمكن لنا ان نحقق الاغلبية السياسية ؟ ان بقي نظام الانتخاب على ما هو عليه لا اغلبية سياسية وان تغير ليكون على شكل افراد فان الاغلبية السياسية قد يتحقق نصفها لان المواطن الى اليوم لم يتقبل ترشيح شخص من طائفة اخرى ، وان مطلب السيد السيستاني جاء ليعبر عن الليبرالية بوجه اخر أي ان الكفوء سياسيا والحائز على اكثر الاصوات له الحق في الحكم وهذا عقليا سليم جدا ولكن على ارض الواقع هل يمكن تطبيقه ؟ هذا هو المهم !!!
اما الديمقراطية التوافقية فهذا مصطلح دبلوماسي الغاية منه عدم جرح مشاعر الاخرين مع طمطمت ما حدث وراء الكواليس في كيفية تنسيب الوزراء وان كان هذا الامر لم يعد بخاف على الشعب العراقي ، فلو رفضت هذه الديمقراطية فيعني رفض الاجندات الضاغطة على المالكي في تعيين وزير فالتوافق هنا يحصل رغما على من وافق وقيل عنها الديمقراطية لان احد الاطراف اجندته فوزه بالانتخابات والاخر اجندته ميدانية يضاف اليها القوى الخارجية وهذا الاسلوب في تشكيل الحكومة فشل فشلا ذريعا كان غاية احدهم اسقاط الحكومة ولكن المالكي لعبها صح كما يقال ونجح في سياسته مع الادارة الامريكية فباءت بالفشل محاولاتهم ، بل وحتى احدى التفافات الطالباني والتوافق بتقليص صلاحيات رئيس الوزراء التي نص عليها القانون ومنحها لرئاسة الجمهورية لانهم امام الامر الواقع بان الائتلاف صاحب الاغلبية ، وهذا كله نتيجة الانتخاب بطريقة نظام الكتل .
اذن كيف تتحقق الاغلبية السياسية ؟ وهل تتحقق طبقا لصوت الناخب ام طبقا لاصوات السياسيين فيما بينهم في تسمية الحكومة ؟ ان قيل طبقا لصوت الناخب اذن الناخب هو من يقرر طبيعة الاغلبية كيف تكون ، وان قيل صوت السياسي فالسياسي اصلا الناخب هو الذي منحه هذا المنصب طائفيا ويمكن لهذه الاغلبية ان تتحقق اذا ما بقي نظام الكتل في الانتخابات الذي يحمل كثير من المساوئ بل كله مساوئ ، واذا ما بقي هذا النظام فانا سوف لم اشارك في الانتخابات حتى ولو كانت القائمة مفتوحة لان نظام احتساب الاصوات هو الاخر فاشل جدا .فلو تمت الانتخابات من خلال ترشيح افراد فان الاغلبية السياسية ستكون هي الحاضرة والناجحة والتي تجنبنا كثيرا من المشاكل التي حصلت للانتخابات السابقة .
https://telegram.me/buratha