المقالات

ماذا قصد السيد السيستاني بالاغلبية السياسية ؟

1359 15:08:00 2009-06-06

بقلم : سامي جواد كاظم

كانت هنالك مشكلة حول كيفية تشكيل الحكومة عقب ترشيح السيد المالكي لرئاستها بعد مشهد دراميكي ابطاله الطالباني والتوافق ومؤلفه كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية اثر زيارة خاطفة لها ولزميلها البريطاني الى بغداد واعلنوا افتتاح العرض المسرحي بتنحية الجعفري عن ما رشح له بتصويت داخل الائتلاف ضاربين بعرض الحائط الديمقرلطية التي يتبجحون بها ، وفي حينها كان الاشكال هل يتم تشكيل الحكومة بالتوافق ام حسب الاصوات واصر الائتلاف حسب الاصوات واصر الطرف الاخر بالتوافق واشتعلت وتعالت التصريحات لبعض اعضاء البرلمان الذين يستانسون عندما و سائل الاعلام تنقل تصريحاتهم .

وبعد ثلاث سنوات مرت الحكومة بظروف لم ولن تمر بها حكومة في العالم لا بالماضي ولا بالمستقبل ففي احدى ايامها العصيبة استقال اقل من نصف وزرائها بواحد من والبقية العاملين اكثر من نصفهم بين اللصوص والغير كفوئين والبقية اغلبها وزارات ترضية لا اهمية لها في عمل الحكومة وبالرغم من ذلك وبفضل الدعم الامريكي استمرت الحكومة في اداء عملها واكدت ان المستقلين لا تاثير لهم ولا جهود لهم في الحكومة بدليل غيابهم واستمرار عمل الحكومة .

اليوم بعد تلك المدة من عمل وعمر الحكومة ظهر لنا مصطلحان على الساحة العراقية الا وهما الاغلبية الطائفية والاغلبية السياسية وجاء المالكي بمصطلح اخر وكانه يفصح عن كيفية تم تشكيل الحكومة من خلال انتقاده للديمقراطية التوافقية وهذا مصطلح ثالث جاء لترضية الذين اختلفوا حول تشكيل الحكومة ابتداءً ولكن لو قمنا بترجمة هذه المصطلحات على ارض الواقع فهل سيتضح منها ان السيد السيستاني دام ظله يرغب بالليبرالية ؟الاغلبية الطائفية التي نادى بها السيد صدر الدين القبانجي جاءها رد من السيد حامد الخفاف يؤكد على الاغلبية السياسية بلسان السيد السيستاني ، كيف لنا ان نعلم بالاغلبية لكلا المصطلحين ؟ الطريق الوحيد لمعرفة ذلك هو صندوق الاقتراع وبما اننا مررنا بعدة عمليات انتخابية في العراق ولنحصر حديثنا عن الانتخابات البرلمانية ، فهل ياترى ان الانتخابات التي جرت كانت سياسية ام طائفية ؟ أي الناخب اختار قائمته على اساس طائفي ام سياسي ؟ لا اعتقد ان هنالك من يجيب على اساس سياسي بل طائفي قومي صرف ، ونظرة سطحية لطبيعة الاعلانات التي قامت بها الكتل المرشحة للانتخابات فنجد مثلا ان الائتلاف لم يلصق ولا بوستر واحد له في الرمادي او الموصل او تكريت وعلى الضد يقال نفس الكلام فلا التوافق اعلنت عن نفسها في كربلاء او النجف بل وحتى داخل المناطق المختلفة في بغداد وهذا ينطبق على القائمة الكردية كذلك ، فهذا دلالة واضحة على طبيعة الانتخاب التي جرت في العراق .

اما الاغلبية السياسية هي انتخاب من يراه الشعب كفوء وهذا الامر ياتي من ماجنى الناخب من ترشيحاته السابقة ، وطالما ان نظام الكتل سيعمل به في الانتخابات القادمة فان الطائفية ستبقى تلوح بيدها للناخب ، قد يقال ان الاغلبية السياسية قد اتت بثمارها من خلال انتخابات مجالس المحافظات وهذا مردود لان اولا طريقة احتساب الاصوات قتلت كثير من اصوات الناخبين وجعلتها تذهب هباء منثورا عندما يتساوى من فاز باكثر من 37 الف صوت مع من فاز بـ 65 صوت وثانيا كل محافظة انتخبت من طائفتها وحتى المناطق في بغداد كذلك ، فلا اغلبية سياسية .

اذن كيف يمكن لنا ان نحقق الاغلبية السياسية ؟ ان بقي نظام الانتخاب على ما هو عليه لا اغلبية سياسية وان تغير ليكون على شكل افراد فان الاغلبية السياسية قد يتحقق نصفها لان المواطن الى اليوم لم يتقبل ترشيح شخص من طائفة اخرى ، وان مطلب السيد السيستاني جاء ليعبر عن الليبرالية بوجه اخر أي ان الكفوء سياسيا والحائز على اكثر الاصوات له الحق في الحكم وهذا عقليا سليم جدا ولكن على ارض الواقع هل يمكن تطبيقه ؟ هذا هو المهم !!!

اما الديمقراطية التوافقية فهذا مصطلح دبلوماسي الغاية منه عدم جرح مشاعر الاخرين مع طمطمت ما حدث وراء الكواليس في كيفية تنسيب الوزراء وان كان هذا الامر لم يعد بخاف على الشعب العراقي ، فلو رفضت هذه الديمقراطية فيعني رفض الاجندات الضاغطة على المالكي في تعيين وزير فالتوافق هنا يحصل رغما على من وافق وقيل عنها الديمقراطية لان احد الاطراف اجندته فوزه بالانتخابات والاخر اجندته ميدانية يضاف اليها القوى الخارجية وهذا الاسلوب في تشكيل الحكومة فشل فشلا ذريعا كان غاية احدهم اسقاط الحكومة ولكن المالكي لعبها صح كما يقال ونجح في سياسته مع الادارة الامريكية فباءت بالفشل محاولاتهم ، بل وحتى احدى التفافات الطالباني والتوافق بتقليص صلاحيات رئيس الوزراء التي نص عليها القانون ومنحها لرئاسة الجمهورية لانهم امام الامر الواقع بان الائتلاف صاحب الاغلبية ، وهذا كله نتيجة الانتخاب بطريقة نظام الكتل .

اذن كيف تتحقق الاغلبية السياسية ؟ وهل تتحقق طبقا لصوت الناخب ام طبقا لاصوات السياسيين فيما بينهم في تسمية الحكومة ؟ ان قيل طبقا لصوت الناخب اذن الناخب هو من يقرر طبيعة الاغلبية كيف تكون ، وان قيل صوت السياسي فالسياسي اصلا الناخب هو الذي منحه هذا المنصب طائفيا ويمكن لهذه الاغلبية ان تتحقق اذا ما بقي نظام الكتل في الانتخابات الذي يحمل كثير من المساوئ بل كله مساوئ ، واذا ما بقي هذا النظام فانا سوف لم اشارك في الانتخابات حتى ولو كانت القائمة مفتوحة لان نظام احتساب الاصوات هو الاخر فاشل جدا .فلو تمت الانتخابات من خلال ترشيح افراد فان الاغلبية السياسية ستكون هي الحاضرة والناجحة والتي تجنبنا كثيرا من المشاكل التي حصلت للانتخابات السابقة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو علي
2009-06-06
ربما الاغلبية السياسية تعني التكتلات او الافراد الذين يحملون نفس المباديء من الحفاظ على الثوابت وغيرها ..ومن ثم فهم الذين يعملون لنفس الاهداف .. ولاعلاقة لها بالطائفة ..لكن قد تكون الاغلبية السياسية من طائفة او من قومية او مشتركة من كل هؤلاء ..على كل حال فهم يحملون مبادئ مشتركة ويسعون الى اهداف موحدة. وايضا الاغلبية السياسية بحيث يكون اختيار هذا الاسلوب مما يؤمن به على الثوابت التي ينادى بها وليس الى تهديم الثوابت حينذاك ربما تتغير. وقد يكون سماحة السيد الامام قصد امورا اخرى لا افقهها انا.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك