( شوقي العيسى )
الإحتقان الطائفي في العراق بادرة برزت على أعتاب الشارع العراقي مقتبسة من الأعماق القديمة والبغض التأريخي المتراكم عند ذوي النفوس المريضة لذا فهناك سر يعتنقه البعض لتوليد العنف والإحتقان الطائفي ولن يستقر العراق إلا بقطع جذور ذلك الوباء الساري في عمق العراق ولابد من تضحية..بحقيقة واقع العراق أن الإحتقان الطائفي مصدره الدين حيث أن العراق يتمتع بتعددية عرقية ودينية ومذهبية وعندما ترفعت التعددية العرقية والدينية في الدخول في أعماق الإحتقان الطائفي لم يبقى لدينا إلا التعددية المذهبية، فبرزت في العراق تعددية المذهب وهم الشيعة والسنة وهذا الواقع صنعه وعمقة وعمل عليه المجرم صدام آبان تسلطه على الشعب العراقي فقام صدام بتقريب المذهب السني اليه والى السلطة العراقية طيلة فترة حكمه وسلّطهم على رقاب الشعب العراقي والطائفة المسحوقة الشيعية بالخصوص في زمن الطائفي صدام وهنا لابد من الإشارة الى فشل النظرية أو المقولة التي يطلقها البعض(( بأنه لم يكن هناك إحتقان طائفي في زمن صدام ولايوجد شيء إسمه سنة وشيعة )) لان هذه النظرية فاشلة الأصل حيث كان هناك الإحتقان الطائفي بين كلا الطائفتين ولكن الظلم والتسلط والتجبّر الذي مارسه صدام وأعوانه من الطائفة التي قرّبها وهم ( السنة) الذين جعلوا من الشيعة يلزمون الصمت لأن الظلم والطغيان واقع فقط عليهم أما الذين علت أصواتهم في ذلك الزمان ذهبت رقابهم من خلال الأعدامات التي طالتهم ،،،، هنا لابد من الإشارة الى أن الطائفة أو المذهب السني ليس المسؤول عن التفرقة التي حدثت وإنما كبار القادة السياسيين والعلماء السنة الذين إرتضوا بأن يقفوا ذلك الموقف مع صدام ضد الشيعة ولو كانت وقفتهم ضد صدام من ذلك الوقت لما وصل الأمر الى ماوصل اليه في الوقت الحاضر......
لذا فكان القمع الذي واجهه الشيعة في العراق طيلة ثلاث عقود حتى وصلت أعداد الشيعة الذين تم تصفيتهم وأعدامهم بأرقام لاتضاهى ملئت بهم الصحراء في مقابر جماعية أما الذين ماتوا في زنزانات البعث فأيضاً أعداد تصل الملايين كل ذلك والطائفة السنية في العراق لم تحرّك ساكناً لا أن تعقد مؤتمرات بين الشيعة ولا تعد مصالحات ولا تسويات ولم يشاهد أو يلمس شيعة العراق أي شيء من هذا القبيل وعندما تحرّك الزمن وإنهارت دكتاتورية صدام الفاشية والبعثية تغيرت المعادلة وتغيرت المساحة وأخذ كل ذي حجم حجمة ودوره في العراق ورسمت المعادلة السياسية ملامحها وحاول الشيعة في العراق أن يكونوا الأصل في المعادلة بعد أن كانوا مهمشين حسب المصطلح الجديد صار لهم رقم يحسبون فيه أما الطرف الآخر من المعادلة وهم السنة فبعد التغيير الكبير وقلب الموازنة التاريخية إنقسموا الى أقسام عدة منهم من كان مثل الطائفة الشيعة من المغلوب على أمرهم وقرر الدخول في عمق العملية السياسية أما القسم الآخر فكانوا من المعارضين لهذا كله لانهم فقدوا الشيء كله فقدوا السلطة وفقدوا الرقم الذي يمشون فيه وفقدوا أصول المعادلة التي يغيرون مسار القضايا الساخنة كل ذلك جعلهم في عزلة غير منطقية من الناحية السياسية ولم يقتصر الأمر على ذلك فقد ذهبوا الى وضع أيديهم بيد الإرهاب القادم من خارج الحدود وراحوا يدّعون المقاومة ولاحظنا ولمسنا واقع المقاومة التي عاثوا بها فالشوارع تحولت الى الى بركة من الدماء العراقية لاغير ولم يزل ولايزال القادة السياسيين يقولون بحق المقاومة المشروعة التي لم نلمس لها أي دليل على ذلك ،،،،،
المقاومة التي تقتل في يوم واحد الف عراقي !!!!!!!!!!!!!!!!!! في جسر الأئمة وعن هذه الحادثة وغيرها يتحدثون ويقولون أن أعوان صدام والبعثية هم المسؤولون عن ذلك وعندما يتم الحديث على المصالحة وغيرها يقولون نريد إلغاء هيئة إجتثاث البعث وعودة ضباط الجيش العراقي السابق الى وظائفهم وكأن هذه المعادلة من البعثية وأزلام النظام السابق هي أساس عملهم ومشاركتهم في العملية السياسية وإيقاف العنف والإحتقان الطائفي في العراق ....
نحن رأينا الشيعة عندما لزموا أصول المعادلة السياسية فأول شيء فعلوه هو دعوة السنة للدخول والمشاركة في العملية السياسية بالرغم أن السنة لم يشاركوا في الإنتخابات ورغم ذلك فلم يتوقف الإحتقان الطائفي في العراق فأصبح القتل على الهوية وأول مابدأ العنف على الطائفة الشيعية في عامرية الفلوجة فقد هدد الأهالي بترك المدينة وإلا مصيرهم الذبح وبعد ذلك مدن المدائن وسامراء والموصل وغيرها من المناطق التي تم تهجير العوائل الشيعية منها أما المناطق السنية فقد أصبحت مثلث الموت كما أطلق عليه اللطيفية والمحمودية واليوسفية والإسكندرية وأصبحت هذه المناطق مناطق ساخنة لايستطيع أحد من الشيعة المرور بها إلا وتم ذبحه وإختطافة وكل ذلك يسمى بعمليات المقاومة حتى وصل بهم الحد بقطع رؤوس الموتى في الجنائز ............
لذلك فإن الإحتقان الطائفي في العراق لايهدأ ولن يستقر الوضع إلا إذا أدرك القادة والسياسيون الســـــنة أن الوضع قد تغيّر وأن لاعودة الى نظام صدام وأن لاعودة الى حزب البعث وأن لاعودة لتسلطهم مرة أخرى على الشعب العراقي (( القادة والسياسيون فقط )) وليس العامة من السنة المغلوب على أمرهم الذين تسيّّرهم هيئة علماء المسلمين أمثال الضاري أما إذا أدركوا عملية التغيير برمتها فسوف تنفع حينها مؤتمرات المصالحة الوطنية وغيرها وإلا فمن يعترف بهذه المؤتمرات والمصالحة من يرى أن نظرية القادة السياسيين غير ذلك ويستخدم الغش والإختفاء في الليل يضرب وفي النهار يوقع معاهدات ومواثيق شرف فكيف يكون ذلك هذا هو بحد ذاته سر الإحتقان الطائفي الذي أوغل بقطع رؤوس الشيعة في العراق لأنهم لزموا زمام المبادرة وأصبح رئيس الوزراء من الشيعة لاغير فكيف يكون ذلك وتغيّر المعادلة وتعود السلطة بيد البعث ومليشيات فدائيي صدام ومجاميع المقاومة لتتسط على رقاب العراقيين .....
شوقي العيسى
https://telegram.me/buratha