( بقلم سعد البغدادي )
البصرة في الخامس عشر من شعبان وتحديدا ساحة سعد وقف ذلك الجندي وهو ينظر الى صورة الطاغية صدام بزيه العسكري ونياشينه الذهبية سحب اقسام بندقيته الكلاشنكوف صرخ باعلى صوته عاش العراق واخذ يرمي بسلاحه على صورة الطاغية وسط ذهول الجنود الذين ارهقهم التعب من الهزيمة النكراء في الكويت لم يكد هذا الجندي البطل يفرغ من مخزنه حتى تعالت الصيحات الموت لصدام وانطلقت شرارة الانتفاضة من البصرة الخالدة وبسرعة البرق انتشر خبر الانتفاضة في عموم اربعة عشر محافظة وسقطت رموز النظام وتهاوت اركانها وفر البعثيون وضباط الامن وجلاوزة صدام كما عهدهم الشعب العراقي من اسباب الانتفاضة الشعبانية الخالدة هو ذلك القمع الكبير الذي تعرض له الشعب العراقي طيلة عهد البعث الاجرامي الذي بدء منذ عام ثمانية وستين وتسعمائة والف ذلك الظلم الذي اسفر عن قتل مئات الالاف من الشيعة وتهجير عشرات الالوف منهم ونتيجة حتمية للسياسات الوحشية والقمعية التي مارسها البعث ونتيجة لسياسة الحروب التي دخل العراق دوامتها في ظل المخلوع صدام وما تبعها من سياسة التجويع والقهر وتسلط البعثيين وهم اخس خلق الله على رقاب الناس كل هذه الاسباب وما رافقها من هزيمة عسكرية بعد مغامرة الكويت الفاشلة ومقتل الالاف من ابناء شعبنا على يد العصابة الفاشية جعلت الشعب العراقي الثائر وارث الامجاد التاريخية والبطولات والتضحية المحمدية الاصيلة, كان الشعب العراقي متهيأ للوثوب ضد السلطة القائمة انذاك يحدوه الامل في الخلاص النهائي من الطاغية وازلامه وحينما انتهت الحرب , التي اطلق عليها صدام ام المهالك وفي لحظة تجمع فيها كل الغضب العراقي وقف هذا الجندي المجهول والذي لم يعرف لحد الان ما اسمه سوى انه عراقي وقف هذا الجندي الباسل ليعلن من مدينة البصرة الشرارة الاولى للثورة الشعبية والتي ستطيح براس النظاموخلال ساعات قليلة من بدء الانتفاضة الخالدة حتى سقطت كافة المقرات الحزبية واوكار العار والهزيمة مراكز الامن والمخابرات وهرب رجال صدام ومخابراته كل منهم يبحث عن مخبئ ينجيه من عقاب الشعب الثائر
وما ان اشرقت شمس اليوم السادس عشر من شعبان المعظم حتى كانت اربعة عشر محافظة جنوبية قد حررها الثوار وهي تصحوا بدون صدام او احد اركان نظامه. حقا سقط صدام حقا اصبحنا احرارا, اي دماء هذه التي سالت من اجلك يا عراق, هتف الشيخ والمراة والصبي عاش العراق
تلك هي تركيبة الثوار المراة والطفل والشاب والشيخ هم عراقيون هم ابناء هذا البلد الطيب هم احفاد علي والحسين هم من شرب من ماء دجلة والفرات , كان كل منهم يعرف دوره فالمراة تحولت الى طبيبة والام تحولت الى مجوعة من الزغاريد الثورية وهي تنشد
والاخ والزوج والابن تحول الى مشروع للاستشهاد من اجل الوطن والدين والمذهب
ذهب النظام في ادراج مزبلة التاريخ وتسائل الكثيرون هل كانت الانتفاضة عفوية ورد فعل جماهيري ضد السياسيات القمعية للنظام ام كان لها تخطيط وقيادة واعية من القوى والحركات الاسلامية والوطنية التي عملت جاهدة على اسقاط النظام وتحرير شعبنا من الظلم والطغيان الصدامي, يشير اغلب من ارخ للانتفاضة الشعبانية ان القوى الاسلامية وباشراف مباشر من شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم الذي اوعز لكافة المجاهدين الاشتراك الفعلي في ثورة الشعب ضد الطغيان الصدامي واوعز الى كافة الفصائل في الخارج والداخل الى دعم الانتفاضة الخالدة وامدادها بالسلاح والمال والرجال كما ساهم شهيد المحراب بتسليط الضوء على الجانب الاعلامي في الانتفاضة وسخر كافة الامكانيات المتاحة لنصرة الشعب العراقي في جهاده ضد البعث ونظامه الحاكم انتهت المعركة اذن وانهزم البعثيون وبدءت معركة الجهاد والبناء تصور ابناء هذا البلد الطيب ان الهزيمة ستلحق بنظام البعث في بغداد وهي كذلك لولا ان تدخلت القوى الاقليمية لتحذر من الخطر الشيعي وفعلا اجريت اتصالات على اعلى المستويات العربية كما كشفت عنها مذكرات جيمس بيكر وزير الخارجية الامريكي السابق والذي اشار الى ان رؤوساء دول عربية اتصلوا به لوقف الانتفاضة باي ثمن كان وان النظام في بغداد قد تعهد لرؤوساء هذه الدول بان ينبطح و يتنازل عن كل شيء وعلى تعبير شوارسكوف قائد حملة الكويت انه في خيمة صفوان وقع النظام البعثي على ورقة بيضاء نضع فيها مانريد من شروط مقابل السماح للقوات البعثية من الحرس الجمهوري وقوات الطواريء التزود بالوقود لسحق الانتفاضة وغض النظر عن النظام الصدامي في استخدامه الاسلحة المحرمة دوليا لضرب الثوار والمدن الشيعية , استخدم نظام صدام ابشع صور التدمير ضد المدن المنتفضة وتجاوز كل حدود الاعراف الدولية فقد تجاسر المجرم على قصف المراقد المطهرة في النجف الاشرف وكربلاء بصواريخ ارض ارض المحرمة دوليا وقصف مدينة البصرة والناصرية والسماوة بالمدفعية الثقيلة واباح اربعة عشر محافظة جنوبية لحرسه الخاص وازلامه ليدمروا كل مافي طريقهم في حملة لم يعرفها العراق منذ الغزو المغولي ماذا قدمت الانتفاضة للشعب العراقي وماهي منجزات ذلك النصر العظيم الذي تحقق في يوم مبارك من ايام شعبنا العظيم انها اولا كسرت حاجز الخوف الذي تمترس به النظام طيلة ثلاثة عقود ليمارس من خلاله ابشع انواع الظلم والاظطهاد الذي نال شعبنا الانتفاضة في منهجها حطمت جدار القسوة ورمت به الى مزبلة التاريخ اذ اكتشف ابناء شعبنا ولاول مرة انهم بامكانهم لو توحد ت ارادتهم هزم الفئة الضالة المتسلطة على رقاب الشعب واكتشف ابناء الرافدين ان من تسلطوا عليهم من البعثيين هم اشباه الرجال
والاهم من كل هذا ان الجماهير العراقية بكافة تلاوينها ادركت ان النظام الصدامي لايمكن ان يزول الا بالالتفاف حول المرجعية الدينية المتمثلة وقتذاك بسماحة المرجع الديني الكبير زعيم الطائفة في العالم الاسلامي السيد ابو القاسم الموسوي الخوئي قدس سره الشريف والذي لعب دورا كبير ا في توجيه الجماهير وقيادتها كما تم تشكيل لجنة من كبار العلماء لقيادة الانتفاضة ممثلة باية الله السيد عز الدين بحر العلوم واية الله السيد محمد الخلخالي حيث كلفهم بالاشراف المباشر لتوجيه وقيادة الانتفاضة
واصدر سماحة الامام الخوئي قد سره الشريف بيانا شريفا كان في مقام الفتوى دعا فيه ابناء الشعب والثائرين الى الحفاظ على الممتلكات العامة باعتبار ها ملكا للشعب كما حرم على الثوار القتل العشوائي ولو بالكلب العقور تلقف ابناء الشعب هذا البيان من مرشدهم الروحي وامامهم الديني الكبير وفي اقل من ساعة انتشر البيان في كافة ارجاء المحافظات واصبح دليل عمل للثوار يسترشدون بهديه ويستنيرون بنفحاته. اذن ارتباط الجماهير في المرجعية الدينية هو الانتصار الكبير الذي حققته الانتفاضة وهو الانتصار الذي مهد لسقوط صدام في التاسع من نيسان حينما عاد ابناء شعبنا البطل لمحاصرة النظام مستفدين من التجربة الشعبانية المباركة, توحد الارادة هو الذي يهزم النظام ويكسر كل قواه الكاركوتيرية
https://telegram.me/buratha