( بقلم مروان توفيق )
منذ ايام قليلة مرت عقد في الاردن مؤتمر لجمعية اطلق عليها اسم (حقوق) وقد يتوهم السامع بهذا الاسم الرنان(حقوق) ولنرى عن اية حقوق بحث ذلك المؤتمر. باختصار اصدرت الحركة التي تزعمها حميد الكعود بيانا نسوق منه بعض الاسطر: الرفض الكامل والقاطع لقانون اجتثاث البعث باعتبار ان العراقيين متساوون في الحقوق والواجبات وان غالبية من انخرطوا في صفوف البعث طيلة 35 عاما لا يجب اخذهم بجريرة الاخطاء التي ارتكبت من قبل قادة معنيين والدعوة الى التسهيل لعودتهم الى الحياة السياسية والمدنية."
ثم أتى مؤتمر العشائر في العراق قبل يومين وخرج علينا البعض من الشيوخ مثل الوكاع والخيزران وغيرهم ليعزفوا نغم (حقوق) وينادوا بعودة البعث واطلاق سراح المعتقلين ( المجرمين) والعفو عما سلف!!! ولا ندري كيف يعفى عن القتلة والمجرمين والذين يصرون على الاجرام ويتفاخروا به. السؤال هنا لماذا الاصرار على قانون اجتثاث البعث وكأن اصل المشاكل قد اتت من هذا القانون وليس ممن شمله هذا القانون ولماذافي كل مرة يطلع علينا وجه جديد- من المعنين بالسياسة في العراق او من الذين يتدخلون في السياسة طمعا في منصب وجاه- ليدور و(يلف) ثم يتحفنا برأيه ويقول ان قانون اجتثاث البعث امر غير صحيح ولن يزيد الوضع الا تأزما وكأنه ضمنيا يهدد ويقول ممثلا عنهم :
( اذا لم تتساهلوا مع البعثيين فأنهم سيزيدوا الخراب والتدمير والشقاق في العراق!) ولا ندري كيف يتم التساهل مع من اجرم وادى دورا كبيرا في تخريب البلاد وقتل وتهجير العباد , ومتى كان في العدل ضيق وفي الجور سعة!
ثم يضيف اخر ان ابعاد البعثيين هو ابعاد لاهل الكفاءات واصحاب الخبرة في ادارة البلاد , وهو قول يدعو للضحك فمن اين اتت الكفاءات للذين حكموا البلاد بالحديد والنار سواء كانوا من اصحاب المناصب العليا او كانوا من صغار الجلاوزة وسقط المتاع. فكلنا يذكر وزراء العهد المقبور- على سبيل المثال لا الحصر- الشيخلي الذي اصبح في ليلة وضحاها وزيرا للتعليم العالي ولم يكن حاصلا على شهادة الثانوية والمقبور حسين كامل( سائق القصر) الذي شغل عدة وزارات ومنها التصنيع العسكري. وهكذا صار المضمد رئيسا للصحة, وخريج الدراسة المتوسطة مديرا للتربية وقس على ذلك الى القائد العام للقوات المسلحة رئيس الاركان الذي لم يخدم يوما واحدا في خدمة العلم .
فمن اين اتت الكفاءات للذين يتباكون على ذلك العهد . وبالمناسبة قانون اجتثاث البعث يحتاج الى قانون يوازيه ويكمله وهو اعادة الحقوق للذين حرموا من مناصب ومسؤوليات و لم (يتباركوا) بالانتساب للبعث. فما اكثر اصحاب الكفاءات في العراق الذين قضوا سنين طويلة في السجون والمنافي. نقول للذين ينادوا بعودة البعثيين الى المناصب : ذلك عهد مضى وانقضى. وما يجري في البلاد من تفجيرات وتخريب هي من اعمال فلول البعث الذين يحلمون بالعودة يوما, فالذين ينادون بالغاء القانون ليسوا الا موالين للعهد المقبور واذا ادعوا غير ذلك فعلى الاقل عليهم ان ينددوا ويتبرأوا من الماضي ومما يجري الان من فساد وقتل وتخريب, ولن يفعلوا ذلك فهم لازالوا موالين لحزبهم القذر لكنهم غيروا الوانهم واطالوا لحاهم كما فعل سيدهم في قفصه حيث اطال لحيته واصبح من اهل التقوى وهو الذي كتب كلمات القران بدمه النجس ولم يعارض ذلك اي ممن اصبح في حاضرنا عابدا متدينا بعدما كان بعثيا متلونا. من ينادي بازالة (اجتثاث البعث) هو عدو مجاهر بعدواته للشعب ويستحق لقب( بعثي ذو قذارة منقطعة النظير).مروان توفيق
https://telegram.me/buratha