( بقلم المهندسة بغداد )
الى أخي العزيز المهاجر وصلت رسالتك وتتساءل فيها : عن نغمة حزينة بين ســـطوري عن غصة مريرة حجبت سروري عن رغبة جامحة في ترك جذوري لا تقلق يا أخي فإنها ثورة!! ثورة كباقي ثوراتي لطالما ملئت حياتي ربما تتسبب يوما في مماتي التقينا بعد سقوط الطاغية رغم كوننا أقارب منذ سنين فوالدتي أخت والدك لكن الطاغية قرر أن يفترقا ويجعلكم عجما ونحن عرب!!!! والنتيجة فراق لعقود أهلي رموهم بأطراف الحدود لو ذكرناكم نكبل بالقيود !! نعم يا أخي نكرناكم وأخفينا الصور والعين تهمل كالمطر اعذرونا فقد كنا نخشى الخطر وليتعارف الأهل لأول مرة بعد سقوط الصنم أقرباء أراهم أول مرة لحظة حلوة كونها مرة !! تركت في قلبي حسرة نعم يا مهاجر إنها حسرة على الأيام الماضية التي خلت دون أهل تركوني طفلة لولا الصور لما لملمت ملامحكم التي غيرها الزمن تتذكر كلامي عن التفاؤل والأمل وكيف ننهض بالعمل أخبرتك عن إيماني بالحكومة وكيف أنني سأكون لبلدي خدومة قلت لي افخر بك وبأفكارك الراقية وكلمتني عن فرحة الأيام الآتية لقد أمنت بأفكاري وشجعتني على إن تبقى بسمتي كما هي فالوطن يستحق التضحية من جديد وجاءت لحظة الوداع واتفقنا إننا بالمراسلة سنستمر انتم بالدعاء لنا ونحن بالعمل كان هذا هو القدر حملنا حقائب السفر من الفراق لا يوجد مفر عدت وآمالي عريضة في علاج أوضاع مريضة ولنحيك مجتمعا بحبال غليظة كان كل شي رائع يا أخي المهاجر حتى وقت قريب منذ أوقات قريبة غدت أحلامي سلبية بظل أوضاع رهيبة اليوم اشعر إنني اخذل نفسي وكل من حولي بهذا الضعف لكنني أسال هل أنا ملامة أم انه كان حقي أن اجن مما أرى واسمع يوميا
أخي العزيز سحبت انتمائي من الوطن لكي أتقوقع في المنزل بلا دور ولا عمل في هذا المجتمع لكي أحافظ على ما تبقى من الكرامة فلا سند لو أردت أن تحق الحق ولا مجال لتعمل بإخلاص فعنكبوت الفساد سيطاردك وتجد نفسك مذنبا غافلا عن ألاعيبهم الجهنمية والموت يطاردك في الشارع هل أنا في حلم أم انه كابوس ماذا فعلت لأعيش في انتظار أنا إنسانة لـــــست مطار هل امشي كأهلي بنفس المسار لا لا يجب أن اتخذ القرار هل يا ترى هو الفرار؟ أم البقاء بلا حوار هل لا زلت تسال ما حل بي ولما تغيرت كل هذا ام تريد اخبارك اكثر لا تلمني يا اخي لا تلمني لطالما كنت اصّبر غيري وازرع الامل في كل من حولي مستلهمة قوتي من اهل بيت النبوة ماذا حصل معي اليوم لا اعلم ربما طاقتي نفذت او ان لصبري حد ؟ ائمل أن تكون غيمة تزيحها بارقة أمل قريبة كل هذا ولازلت تسال لا يا أخي لم اعد أتحمل حملي أم حمل الجبال أثقل عندما أخبرتك سري الصغير في أمنيتي أن تخترق دماغي الذي أتعبه التفكير رصاصة إرهابي وأكون شهيدة اتهمتني بأنني يائسة ولمتني بشدة وقلت إن دين محمد لا يرتضي للمسلم هذا الخضوع وسألتني أين بغداد التي عرفتها قبل أعوام قليلة أين الطموح والأحلام والقوة أين ؟ أين ؟ أين؟ لا اعلم ربما لأنكم بعيدون عن الواقع ليس بإمكانكم تقدير المعاناة تتصورونها هذا أكيد لكن تستوعبونها لا اعتقد اشعر باني مشيت عمري في صحراء لأبلغ واحة وما إن وجدتها ووصلت لها لم استطع مد يدي لأرتوي ويبدو إني سأموت بقرب الواحة ظمآنة !!!! لكني أعدك ساحاول ان لا انحني كنخلة فـــي مـــوطني لــــن يتوقف قــــــلمي وان استمر ألمي وكل ما احتاج اليه هو الدعاء لي ولكن أبناء الوطن بان يثبت الله عقولنا وقلوبنا الجزعة مما ترى وتسمع ويهون علينا فكرة إن مستقبلنا ينهار نصب اعيننا وحسبنا الله ونعم الوكيل وسود الله وجه البعث والبعثيون الذين أوصولنا هذه النقطة يا قلبي كن كعقلي واثقا مما تريد تاركا همآ شديد قاصدا غدا جديد افـــــــقه بعيد كن واثقا كن مؤمنا بالله كن اصلب من جبل الجليد أخي المهاجر عندما أردت أن ابعث هذه الرسالة اكتشفت إنها تصلح أن تكون مقالة حيث إن قصة أهلنا هي قصة الآلاف من هذا البلد وربما قراءتهم لها تثير فيهم بعض الذكريات أليمة كانت أم سعيدة فليعذروني وليدعوا الله أن يفرج عن بلدنا وأبناءه بظهور مولانا الإمام الحجة عج فلقد حان الموعد سيدي فلقباب قد نسفت سيدي رحم الله الشيخ الحلي عندما خاطبك بتلك القصيدة مات التصبر بانتظارك أيها المحي الشريعة أترى تجيء فجيعة بأمر من تلك الفجيعة؟؟؟ !!!! انتظر يا أخي المهاجر قراءة تعليقكم ضمن تعليقات الإخوة والأخوات التي اسعد بقراتها رغم قلتها فلنواسي بعضنا بعضا على الأقل بان نعلق على كتابات بعضنا لنشعر إننا معا لا أن يكتب كل منا فرادا دون التأكد من صدى تلك الكلمات في نفوس الآخرين ودمتم سالمين أختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha