المقالات

أبناء هارون الرشيد في العراق الجديد

1906 18:54:00 2006-08-24

( بقلم مصطفى الكويي )

لم تمر ذكرى استشهاد باب الحوائج الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام,الامام السابع للمسلمين الشيعة الامامية الاثناعشرية والذي سجن وعذب بأمر من الطاغية العباسي هارون الرشيد والذي امر بدس السم للامام وهو في سجنه فكان لهارون ما اراد واستشهد الامام الكاظم عليه السلام ولحق بأجداده العظام في جنان الفردوس الاعلى مع جده رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ومع جده امير المؤمنين عليه السلام وجده الامام السبط الحسين عليه السلام وبقية ابائه الاطهار عليهم السلام,ودفن في مقابر قريش في بغداد وبعد ذلك اشتقت الكاظمية المطهرة اسمها منه وتشرفت به واصبحت كاظميتا من الكاظم وتحول قبره الشريف الى قلعة مذهبة من قلاع الاسلام المحمدي الاصيل.

نعم لم تمر ذكرى استشهاد الامام الكاظم عليه السلام مرور الكرام وكما خطط واريد لها بسلام بل كان للئام دور اثم فيها حيث قامت مجموعات ارهابية طائفية حاقدة مشبعة بنهج التكفيرالسلفوهابي والفكر الناصبي الارهابي المجرم بأستهداف الزوار الابرياء في شارع محمد القاسم وباب المعظم ومنطقة الفضل وشارع حيفا ومنطقة الاعظمية والصليخ حيث تتسم هذه المناطق بطائفية سكانها.

وكانت الحصيلة هي 20 شهيدا و289 جريح بحسب تصريح وزير الصحة العراقي.وقد تم اعتقال 19 ارهابي (ناصبي) اعترفوا بأرتباطهم بتنظيم التوحيد والجهاد الارهابي حسبما جاء عن رئيس الكتلة الصدرية خلال اتصاله بوزير الداخلية.

ان هذا العمل الارهابي الاجرامي يكشف عن جاهلية المنبع الفكري للمهاجمين ويثبت نصبهم والذين الوا على انفسهم الا ان يكونوا هارونيين قتلة متشبهين ومقتدين بذلك الطاغية العباسي ذو التاريخ المشوه والمملوء بالظلم والدم والحرام وانظر كتب التاريخ والسير النقية من تشويه و(لواكة) وعاظ السلاطين ترى الحقيقة ناصعة.

هؤلاء الهارونيون الارهابيون ابناءه واحفاده من جواريه قد اسفوا انهم لم يشاركوه في قتل ابن رسول الله الامام الكاظم فقاموا بعملية وفاء لسيدهم المقبور الذي لاقبر له كأسلافه الا في صفحة الاجرام في التاريخ الانساني واستهدفوا جموع الزوار الابرياء الذين اتوا في مسيرة مليونية راجلة وفاءا وتبجيلا للامام الكاظم وتأبينا للضحايا الابرياء والشهداء المظلومين الالف الذين سقطوا في فاجعة جسر الائمة العام الماضي وقد تحدوا الارهاب كأسلافهم ودفعوا الثمن بدمائهم الزكية.

فكان حجم الكاظميين الزوار ما فوق المليون ونصف والهارونيون الارهابيون بضعت من عشرات وهذا دليل ساطع على الفرق ما بين الفئتين والبون الشاسع ما بين المدرستين الكاظمية العلوية المحمدية والهارونية السفاحية العباسية!!

لقد اثبت الزائرون المستهدفون انهم على قدر عالي من التحلي بالمسؤولية والانظباط الذاتي وتساموا على الجراح ونبذوا الطائفية حيث كان بأستطاعتهم وقد تجاوزوا المليون والنصف ان يسقطوا تلك المناطق الطائفية والتي خرج منها الارهابيون النواصب دون غيرها من المناطق الا انهم تركوا للقوات الامنية الرسمية مسؤولية حمايتهم دون ان يتجاوزوا الدولة والانظباط الذاتي.

وحسبما جاء في تصريح قائد قوات مغاوير الداخلية فأن المهاجمين قد خرجوا من الدور السكنية في شارع الجمهورية ومنطقة الفضل واستهدفوا الزائرين المدنيين واصيب 14 شرطي. والمواطن يتساءل ماهو مصير تلك الدور ومالكيها والتي كانت نقطة وبؤرة انطلاق الارهابيين؟ ومتى سوف يفعل قانون مكافحة الارهاب؟ فالصبر حدود كما يقولون.

واما النقطة الاكثر اهمية والتي لا تقل اهمية عن دماء الشهداء الزكية هي بيان الحزب الاسلامي والذي ادعى فيه مهاجمة الميليشيات لبعض المناطق واستهداف الاهالي.

ذلك البيان الذي صيغ بنفس طائفي مقيت ووفق اسلوب شقيقتهم الكبرى (سبئني واشتكى وضربني وبكى). ولكن الامر افتضح والحقيقة شوهدت على شاشات التلفزة التي صورت مشهدا معاكسا للادعاءات الطائفية والكاذبة للحزب الاسلامي والذي طور ستراتيجيته الاعلامية من بيانات الشجب والاستنكار الكارتونية الى بيانات تزييف الحقائق كي تشرعن وتعطي الذريعة والضوء الاخضر لعمل الارهابيين والتكفيريين الذين يستهدفون الشعب العراقي.

وفي مجمل رده على بيان الحزب الاسلامي قال اللواء رشيد فليح قائد قوات المغاوير انه اي البيان محاولة لتزييف الحقائق وان اهالي تلك المناطق التي يقول الحزب الاسلامي انها استهدفت قد انتخى وفتحوا بيوتهم للزائرين المذعورين واصبحت غرف عمليات للاسعافات الاولية.

لقد وضع الحزب الاسلامي نفسه في مصاف المدافعين عن الارهابيين بتزييفه الحقائق وافتعال الذرائع وتنكره لدماء الشهداء الابرياء من العراقيين والرقص على جراحاتهم التي مازالت تنزف وفق اسلوب استفزازي طائفي, ان الائتلاف العراقي الموحد وبقية القيادات الشيعية مطالبة بأتخاذ الموقف الجاد والحازم والمسؤول تجاه هكذا بيان واجراء ينال ويسفه ويجرم دماء ناخبيهم وجمهورهم الذي هم مطالبون بحمايته والذود عنه. وان الجماهير تنتظر الرد لان المساومة والمجاملة السياسية ليست على دماء الشهداء وجراحات المصابين.ان هذا الاسلوب للحزب الاسلامي في قلب الحقائق يذكر بسياسة الطليق ابن الطليق معاوية ابن ابي سفيان الذي قال عن قتل الصحابي الكبير عمار بن ياسر رضي الله عنه قتله الذي اخرجه.

وخلاصة الحادثة هي حديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم للصحابي الجليل عمار بن ياسر وقوله يا عمار تقتلك الفئة الباغية. وكان عمار قيادي في جيش امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام في معركة صفين ضد جيش القاسطين بقيادة الطليق ابن الطليق معاوية بن ابي سفيان فقتل الصحابي الكبير عمار بن ياسر رضي الله عنه على يد معاوية وجيشه فقيل قتلنا عمار قتل ابن سمية,فقال الطليق معاوية بل قتله الذي اخرجه للحرب. فقس هذا على ذاك تتضح لك الصورة.

وما الدين الا القياس والرأي الحسن-الامام ابي حنيفة النعمان.والله من وراء القصد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك