( بقلم عراقي محايد )
كثير من الحركات السياسيه ذات الطابع الايدلوجي سواءا كان علماني او ديني تمر بمراحل كثيره وتغيرات كبيره في سياساتها لكي تتبلور عندها فكره انشاء الدوله ونظام الحكم حيث تمر بمرحله الافكار ثم التنظير ثم العمل التنظيمي الميداني ثم توسيع القاعده والانفتاح على المجتمع واقناعه بضروره تبني افكاره ومن ثم تهيئه مستلزمات قياده البلد واخير استلام السلطه .
ولما لقاده هذه الاحزاب من دور فاعل في التفاف الناس حول افكار الحزب والترويج لمبادئه وعكس الصورة المطلوبه للناس لكسب تايدها برز الكثير من القاده هنا وهناك والتاريخ السياسي حافل بهذه الشخصيات وعلى مختلف التوجهات .وما يهمنا اليوم من هؤلاء القاده والاحزاب هو السيد حسن نصر الله وحزب الله.لقد قاد السيد حسن نصر الله تنظيمات حزب الله منذ منتصف التسعينات من القرن الماضي وقاد عمليات تحرير الجنوب اللبناني فيما بعد بالتعاون مع مختلف التنظيمات السياسيه اللبنانيه من شيوعين و قوميين والخ ... من باقي تنظيمات لبنان .وبقي يحمل السلاح منطلقا من مبدا تحرير الارض من الاسرائيلين حتا وان كانت هذه الارض صغيره المساحه وغير هامه جيوبولتيكيا .
وهنا بداء حزب الله بتوسيع تنظيماته كما ونوعا اكثر من الفتره الماضيه قبل التحرير واخذ يسلحها بالاسلحه المختلفه وبالتعاون مع ايران وسوريا مستندا الى مبدا تحرير الارض واعاده الاسرى وهنا يجب ان نذكر ان مساحه الارض التي يريد السيد حسن نصر الله تحريرها وهي مختلف على مرجعيتها بين سوريا ولبنان لا تتجاوز حي صغير من احياء بغداد كما لا تحوي على اي ثروه اقتصاديه هامه واما عدد الاسرى الذين يريد تحريرهم من الاسر فهم اثنان نعم اثنان فقط. وفي غضون تلك السنين التي مرت على حزب الله بعد تحرير الجنوب الى قبيل بدء الهجوم الاسرائيلي على لبنان الاخير جرت احداث سياسيه هامه داخل الساحه اللبنانيه واصبح الحليف المهم لحزب الله سوريا خارج لبنان وانحسر نفوذه في الداخل اللبناني وبرزت كتله سياسيه هامه هي كتله الحريري وحلفائها المناؤين لسوريا وازداد نفوذ هذه الكتله بعيد اغتيال رفيق الحريري الى ان وصل بها الحال ان تكتسح الانتخبات وتتسلم رئاسه الوزراء وهي التي اصلا كان تقود البلد في زمن الحريري .
اما السيد حسن نصر الله فقد تمسك بموقف المقاومه ورفض التحاور من اجل تسليم سلاحه وعارض بسط سيطره الدوله على كامل التراب اللبناني بالرغم من مشاركته بالحكومه الحاليه وبواقع وزيرين . والان وبعد حصول هذه الحرب بين حزب الله تحديدا وبين اسرائيل هل بستمر السيد حسن باقناع اللبنانين على الاستمرار بمنطق المقاومه وعدم تسليم سلاحه الى الدوله والابقاء على مناطق الجنوب اللبناني تحت سيطرته وتهميش سلطه الدوله .وهل تتغير المعادله السياسيه التي كانت قائمه قبل اندلاع الحرب الاخيره وهل سيتوقف الدعم السوري والايراني لحزب الله . وهل ستنجح الحكومه في الضغط على حزب الله في الانخراط بتشكيلات الدوله وتخليه عن منطق المقاومه والتسلح خارج نطاق سلطه القانون اللبناني .
وهل سيقود السيد حسن نصرالله حزبه الى المشاركه بالعمليه السياسيه والتحول الى بناء الدوله العصريه بعيدا عن منطق المليشيات والفئويه والحزبيه الضقيه ام يبقى اسير للافكار التي قادته الى نصر مؤزر في مرحله من مراحل نضاله السياسي والتي قد لا تتناسب مع التحولات السياسيه الجاريه على الساحه اللبنانيه اليوم اسئله هامه ستشهد الساحه اللبنانيه الاجابه العمليه عليها في الايام او الاشهر القادمه عند ذاك فقط يمكننا ان نحكم على حزب الله وعلى السيد نصر الله بانه منتصر ام لا .
ملاحظه لم اتطرق الى التاثيرات الخارجيه والعوامل الاقليميه المؤثره على القرار السياسي للسيد حسن نصرالله وحزبه ربما في وقت اخر نستعرضها ونحلل معطياتها .
https://telegram.me/buratha