المقالات

لماذا نجح نصر الله ولم ينجح قادة الشيعة في العراق

2121 18:54:00 2006-08-16

( بقلم امير جابر )

حتما سيسأل الكثير من العراقيين كيف استطاع حسن نصر الله وهو يعيش اوضاعا تشابه اوضاع العراق خاصة من حيث الانقسام الطائفي والهجوم الامريكي الاسرائيلي ان يحقق هذا الانتصار المدوي وكيف استطاع ايضا ان يستحوذ على اعجاب وتاييد الشعوب العربية بينما نرى تلك الشعوب تحاصر العراقيين الشيعة بشتى الاتهامات ولاتعير بالا لضحاياهم التي ليس لها عد ولاحصر، وتقف مع اعدائهم وقتلتهم ورغم ذلك الاجرام الذي ينقل على الهواء في كل يوم؟ ولماذا فشل العراقيون في نقل الصورة الواقعية للشعوب العربية؟

من الاجابات التي لاتحتاج الى كثير من العناء يعود الى ان معظم الشعوب العربية والاسلامية تيقنت ومن الممارسات العملية لامريكا والغرب من انهم غير صادقين في ادعائهم بتحقيق العدالة والديمقراطية لتك الشعوب وان تلك الدول وخاصة امريكا اصبح كذبهم لاينطلي على احد وان تلك الدول هي الساند الحقيقي لمعظم الانظمة الدكتاتورية خدمة لمصالحها ولحماية اسرائيل واصبحت خطب بوش وبلير حول الديمقراطية وحقوق الانسان تثير السخرية والغثيان خاصة وهم يشاهون دعمهم للهمجية الاسرائيلية التي ينقل ارهابها ويصل البيوت على مدار الساعة، وقد عرف قتلة الشعب العراقي هذه الحقيقة ولهذا رفعوا شعار مقاومة الاحتلال والصهيونية والصليبية وتحت هذا الشعار صفقت لهم الجماهير العربية واعطتهم الدعم بشتى انواعه وتحت هذا الشعار استحلوا دماء خصومهم الذين صوروهم بعملاء المحتل. ولهذا السبب تغاضى الكثير عن تلك الجرائم العظام.

ومن الاجابات المهمة على هذه الاسئلة يرجع الى اخلاص وصدق السيد حسن نصر الله فهو يفعل مايقول، والامة التي ترى القيادة تتقدم الجماهير وتقدم ابنائها في الشدائد ستقف معها الامة وستضحي معها بغير حدود، اما اذا رات الامة تلك القيادات تتصارع على المناصب وتستعين بالاقارب وتوزع الغنائم على الاتباع والانصار وتبعد المخلصين لانهم من غير المصفقين المحتالين فحتما ستتخلى عنها وسيصبح كل فرد فيها يبحث عن مصالحه الخاصة وانا لااتهم كل القيادات العراقية ففيها الكثير من المخلصين لكن الشواهد المرئية تشير الى هذه الامور التي لاتقبل التكذيب.

ومن الامور الاخرى المهمة ايضا ان التجارب علمت السيد حسن نصر الله الانفتاح وارساء العلاقات مع معظم القيادات الفاعلة في العالم العربي من يساريين الى قوميين الى اسلاميين وايجاد خطاب مدروس ومسؤول وهادف وواضح في حين نرى قيادتنا وخاصة الدينية متقوقعة على نفسها لاتمتلك العلاقات واكتفت بترديد نظرية المؤامرة ولم تسعين باهل الخبرة ووجهت معظم مساندتها للقيادات السياسية والدفاع عنها او الهجوم عليها لتنفيس الضغط الشعبي الواقع عليها ولم نشهد لها مشروع موحد رغم ان فيها من يمتلك الخبرة الواسعة في هذا المجال وبقي كل طرف يعمل لوحده ولمصلحة حزبه او جماعته او انصاره، ومنذ سقوط الطاغية لم يعقدوا مؤتمرا مهما يدعون اليه المختصين واهل الخبرة والتجربة واصحاب العلاقات الواسعة والذين هم منتشرون في كل بقاع الدنيا ولم يمتلك السيد حسن نصر الله معشار مايمتلكون، واصبحت الامة متقدمة عليهم في حين ان السيد نصر الله متقدم على الجميع ويوجه الجميع، وغدت وسائل الاعلام تسيرهم لاهم يسيرون تلك الوسائل ، فهناك في لبنان عملا مدروسا ومنظما وفي عراقنا عملا فرديا مبعثرا والعمل المنظم والمدروس وان كان صغيرا هو اقوى بكثير من العمل الكبير المبعثر ومعظم وسائلنا الاعلامية يقودها الهواة من المحاسيب بينما اعلام حزب الله يشرف عليه المحترفين المخلصين، والذي رايناه في كثير من الاحيان يعطي الخصوم المادة التي يحاربنا فيها ومن خلال التصريحات والمواقف التي يظهر عليها ابراز الشخصية لا ابراز المظلومية التي فاقت المعقول.

طبعا المحتل له الدور الاكبر في صناعة هذا التنافس على الدنيا والتشرذم والتصارع والضبابية والتعاون مع قتلة شعبنا واعطائهم المصداقية واخفاء جرائمهم والتستر عليها وخلط الامور والاخراج بمثل هذه الصورة التي حيرت العقول، لكن بالمقابل يوجد لكل من السياسيين والدينيين هوامش واسعة وقدرات هائلة لو استخدمت استخداما يرجى منه رضوان الله ونصرة دينه لتغير واقعنا باسرع مما نتصور او نتوقع ،ولهذا ادعو الجميع ان يدرسوا تجربة حزب الله دراسة واقعية، لانها اية من ايات الله وحججه جاء بها في هذا الوقت العصيب لتكون معالم على الطريق ونورا يستضاء به،

ولكن قبل هذا وذاك وكما كررت في معظم مقالاتي علينا التوبة والرجوع الى الله وطلب مرضاته قبل طلب نصره وتسديدة فاذا علم الله صدق نوايانا كان حقا عليه نصرنا قال تعلى(وكان حقا علينا نصر المؤمنين)و قال امير المؤمنيين(ع)(واعلموا ان من يتقي الله يجعل له مخرجا من الفتن ونورا من الظلم ويجده فيما اشتهت نفسه وينزله منزلة الكرامة عنده) وقوله كذلك( وايم الله ما كان قوم قط في غض نعمة من عيش فزال عنهم الابذنوب اجترحوها لان الله ليس بظلام للعبيد ولو ان الناس حين ينزل بهم النقم وتزول عنهم النعم فزعوا الى ربهم بصدق من نياتهم ووله من قلوبهم لرد عليهم كل شارد واصلح لهم كل فاسد) وان هذه النقم ستتوالى علينا حتى نخرج حب الدنيا من قلوبنا ونتوب ونرجع الى الله وصدق الله خير القائلين(سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق الم يكف بربك انه على كل شئ شهيد)

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حنان أتلاي
2006-08-17
مقالة قيمة تنم عن تفكير سليم و نوايا مخلصة اتمنى ان تجد طريقها الى قلوب مرجعيتنا ، اخطر شئ هو عدم الاستماع الى المخلصين، تمنياتي الى كاتب المقال السيد أمير جابر الموفقية و الاستمرار حنان أتلاي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك