المقالات

البرزاني يدق ناقوس الخطر

1965 17:32:00 2006-08-15

( بقلم باسم العلي )

إن امتناع القيادات السنية المعتدلة عن المشاركة في الانتخابات, وعدم القبول بالعملية السياسية ومحاربة التغير الذي جرى لنظام الحكم في العراق من قبل القيادات السنية المتشددة الأخرى جعل عموم القيادات السنية تفكر بان الآخرين طائفيين ويريدون تهميشهم, بالرغم كل المحاولات من الأطراف الأخرى لمشاركة القيادات السنية في العملية السياسية. إن الرئيس البرزاني قد دق ناقوس الخطر ليحذر الجميع بان لا خلاص للعراق من محنته إلا من خلال الفدرالية, وقد رسم مستقبلا مظلما للعراق في حال رفض الفدرالية.... في ما يلي سوف أسهب في هذا الموضوع.لقد قاطع قسم كبير من القادة السياسيين والدينيين السنة للعملية السياسية في العراق, ولم يستجيبوا إلى كل النداءات الموجهة لهم للمشاركة. ولقد كانوا ينتقدون العملية السياسية على إنها تسلط كردي شيعي وأنها طائفية. فما أن دخلوا في العملية السياسية إلا وظهرت عمق طائفية بعض قياداتهم, إلى درجة انهم لم يسمحوا لمرشح القائمة العراقية أياد علاوي أن يكون نائبا لرئيس الجمهورية على أساس إن هذا المنصب من حصة السنة وان علاوي شيعيا ولم يشفع له تحالفه معهم ومعاداته للائتلاف الشيعي. ولم يتوقفوا عند هذا الحد بل بدأو بالمطالبة والدعوة إلى كرخ سني ورصافة شيعية, و بدا تحالفهم واضحا مع البعثيين الصدامييين والتكفيريين, كما انهم أسسوا مليشيات سنية تحاول السيطرة على جانب الكرخ من بغداد في محاولة لتقسيم بغداد في الوقت الذي فيه يرفضون الفدرالية بحجة إنها تؤدي إلى تقسيم العراق.فدعاة محاربة الطائفية والعنصرية في غد اصبحوا من اعتي دعاة الطائفية والعنصرية بعد أن شاركوا في الحكومة وبعد ظهور توجه أمريكي نحو إعطائهم قدرا اكبر من حصتهم في العملية السياسية. واصبح واضحا الآن إلى كل متابع ومراقب للأحداث أن دخولهم بالعملية السياسية لم يكن انطلاقا من مبدأ الشراكة (التي سعى من اجلها الكرد والشيعة) وحسب ثقلهم السكاني ولكن من اجل السعي الحثيث للسيطرة الكاملة على كل الدولة العراقية؛ وما تصريح الدليمي في مقابلته مع قناة العراقية والذي قال فيها "همة (يعني الشيعة)هم كان لهم أن يحكموا لولا الأمريكان" وكأنه يقول إن الشيعة لا يستحقون أن يأخذوا موقعا في الحكومة بنسبة ثقلهم السكاني ويجب أن يكونوا دائما محكومين وليس حكام. إن الدوافع وراء هدفهم للسيطرة على الدولة العراقية بالكامل نابعة من نظرة فوقية بسبب قدرتهم على ممارسة العنف والإرهاب من اجل السيطرة على مقدرات البلد. فها هم ألان يطالبون بالاعتراف بالإرهابيين على انهم مقاومة( مقاومة من!!!!) ما دفعهم إلى التمادي في غيهم إلا طيلة بال وصبر القيادات الدينية والسياسية الشيعية الذين طالما دعوا إلى ضبط النفس والتقبل بتلقي الضربات والقتل والتهجير القسري. إن أسلوب فرض ألارادات اصبح هدفا استراتيجيا حتى ممن يدعون بأنهم ديمقراطيين مستقلين وعراقيين قبل أي شيء فها نحن نسمع بان الباجةجي يصرح بان الفدرالية تعني تقسيم العراق وبالتالي تؤدي إلى حروب ومآسي لا تتوقف وكأنه يقول يجب أن تسير العملية السياسية حسب ما ترتئيه الأقلية السنية ولا أهمية لرأي الشرائح الأخرى من الشعب العراقي ولتحقيق أهدافنا سوف لا نتوانى عن استعمال القوة والحرب.إن العملية السياسية في وضعها الحالي تسير في مسار خطر جدا إذ إن عودة القيادات العسكرية البعثية الصدامية لانخراطها في الجيش العراقي الجديد بتشجيع وقبول من القيادات السنية هي بادرة خطيره لأن ذلك يعني إن توجهاتهم بدأت تسير في خط موازي لخط الإرهاب في قتل وتهجير الناس وهنا في السيطرة على وزارة الدفاع للتحضير إلى ما بعد خروج الأمريكان من العراق ليخططوا لانقلابا عسكريا يعيد الحالة العراقية إلى نقطة الصفر.إن تحذير الرئيس البرزاني بان العراق قادم إلى إحدى الاحتمالات التالية: الفدرالية أو الكونفدرالية أو التقسيم, جاء هذا للتحذير في الوقت الذي فيه تسير العملية السياسية في طريق فرض ألارادات من قبل الأقلية السنية, وبما إن إقليم كردستان يتمتع بقوة واستقلالية و إرادة كردية خالصة فانهم أدركوا إن الأمور ممكن أن تتدهور بسرعة كبيرة في الأشهر أو السنين القادمة وهم يستعدون إلي مثل هذا التدهور حتى لا تأخذهم على حين غرة, فهاهم يسعون إلى تحويل قوات البيشمركة إلى قوات جيش نظاميه قادرة على مواجهة قوات الجيش العراقي في حالة حصول انقلاب عسكري لكي يبعدوا عنهم خطر العودة إلى المربع الأول.إن تحويل البيشمركة إلى جيش نظامي يعني إن الفدرالية الكردية قد دخلت مرحلتها الثانية والتي حذر منها الرئيس البرزاني, وفي حالة استمرار القادة السنة في غيهم فان القيادة الكردية سوف تعلن انفصالها عن العراق. إن كلمة الرئيس البرزاني واضحة جدا ولا مشوبة فيها فهو ولسان حاله يقول "اللهم هل بلغت اللهم اشهد" لا يمكن بعد اليوم أن تكون للحكومة المركزية السيطرة الكلية على عموم العراق بحيث بمجرد أن يدخل لواء عسكريا إلى القصر الجمهوري ويسيطر على الإذاعة يسقط عموم العراق بيد الانقلابيين. إن الحل الوحيد لمنع الاستغلال والسيطرة الظالمة للأقلية على مقدرات البلد هو بالفدرالية التي هي امثل الحلول والتي برهنت نجاحها في الدول ذو القومية الواحدة مثل أمريكا واستراليا وألمانيا وفي الدول المتعددة القوميات مثل سويسرا, بحيث كل ولاية لها السيطرة على أمورها ولا يحق لولاية أن تدير ولاية أخرى ويكون التنافس بين الولايات على أساس المنافسة الشريفة التي تثبت أفضلية حكومة ولاية على حكومة ولاية أخرى وليس بفرض ألا رادات.إن مسيرة الشيعة السياسية كانت متأخرة دائما بخطوة واحدة بعد الكرد, ففي السابق لم يكن هنالك ألتأييد الكافي لمبدأ الفدرالية وكان المتحمس الوحيد لها هو مجلس الثورة الأعلى, أما الآن فان الأكثرية من الشيعة أدركوا إن القيادات السنية لا ترغب بجعل الحكومة حكومة شراكه ولكن تريد السيطرة الكاملة على الحكومة ولا مخرجا من هذا بيد القيادات الشيعية غير الفدرالية. إن فدرالية العراق تفصل بين مصير العراق ككل عن مصير الحكومة المركزية كما كان في السابق, فمن كان باستطاعته أن يسيطر على القصر الجمهوري والإذاعة يستطيع السيطرة على عموم العراق. بسبب تعنت وإصرار بعض القيادات السنية على مطالبها الغير معلنة والمترجمة بأعمالها وتصرفاتها ودعمها للإرهابيين يرى الكرد بان انسب وأضمن شئ لهم هو إن تتحول الفدرالية إلى كونفدرالية. أما القيادات الشيعة فلقد أدركت بان اسلم طريق للحفاظ على المكاسب هي الفدرالية. وإذا تدهورت الأوضاع في صالح السنة بحيث يفرضوا سيطرتهم الكاملة على الجيش العراقي وتحل المليشيات الشيعية ويعترف بالإرهابيين كمقاومة فان الكرد لن يقفوا مكتوفي اليد وسوف يتحولوا إلى المرحلة الثالثة وهي الانفصال وسوف يتحول الشيعة من الفدرالية إلى الكونفدرالية.لا اعرف سر عدم قبول الشيعة لمبداء انفصالهم وتشكيل دولتهم المستقلة كما هي طموح الكرد, والشيعة كانوا قد عانوا على مدى 1400 سنة من عمرهم الطويل الأمرين على أيدي الحكومات السنية التي حكمت العراق, فلقد عانوا من قتل وتهجير ودمار واستغلال وتهميش. انهم مازالوا يؤمنون بالعراق الواحد الموحد حتى بعدم وجود الكرد ولكن بالتأ كيد انهم حريصون على أن لا يفقدوا المكاسب التي حصلوا عليها في السنوات الثلاثة الماضية,لأنهم ولأول مرة في تاريخ العراق اصبحوا قوة يشار لهم بالبنان وليسو نكرة أو عجم أو صفويون أو كما وصفهم صدام في حربه مع إيران كلاب (حاشاهم) تقتل كلاب.إن الكرة الآن في ملعب القيادات السنية المعتدلة فأما أن يأخذوا العبرة من الرئيس البرزاني, وهو رجل له دور كبير في العراق الجديد ويستمعوا إلى قوله وهو الملم بكل مجريات الأمور فبذلك يأخذ كل ذي حق حقه في عراق واحد موحد بدون تسلط وقهر وعبودية واستغلال وتهميش, أو يخضعوا لتهديدات القيادات السنية الطائفية وبذلك يسقطوا جميع المحاولات التي تؤدي إلى لم الشمل, والوقوف ضد العملية السياسية التي تقود إلى فدراليات متآخية وموحدة للعراق. أما إذا استمروا في عملية فرض ألا رادات بقوة السلاح والإرهاب والتهديد والتهجير والتي سوف بالتأكيد ,وكما قالها الرئيس البرزاني, سوف تؤدي بأسوء أحوالها إلى انفصال الكرد وكونفدرالية الشيعة. وإذا كانوا يتصورون بان الحرب الأهلية والاقتتال سوف تضر بالآخرين ولا تضرهم فليفكروا مرة أخرى, فإذا اشتعلت النار فأنها سوف تآكل الأخضر واليابس ولن يسلم منها أحد.طوبى لصناع السلام وطوبى للتآخي والعدالة والمساواة وطوبى لكل رجل دين وسياسة وفكر,من كل الطيف العراقي, ممن يدعون للبناء وليس للدمار. و الخزي والعار لصناع الحروب والدمار والقتل والتهجير. ندعوا الله العلي العظيم أن يدخل البصيرة في قلوب كل القادة لما فيه خير الشعب العراقي المحروم والمظلوم والذي دام قهره وظلمه وعذابه عشرات السنين.كما ندعوا الله العزيز العظيم أن يبقي العراق واحدا موحدا.باسم العلي
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
فرات علي
2006-08-16
احيي صاحب المقال وتعليقي هو : عند تحليل الاحداث والمواقف علينا ان لا ننسى ابدا ( وهذا مع الاسف الشديد ما يقع فيه بعض المحللين ) ان هناك محتلا للبلاد بيده رسم الخارطة السياسية وله حق الفيتو فلن يتمكن اي وطني شريف ان يتحرك بحرية لخدمة الشعب ومستقبله اذ هناك مخطط استعماري يسعى لتدمير شعوب هذه المنطقة مباشرة او من خلال بعض المتعصبين الذين ليس لديهم بعد نظر لنتائج افعالهم واقوالهم..فهناك سياسيون وهناك ايضا دمى يحركهم العدو ,فالسياسين الحقيقيين لا يمكنهم مغالبة الشيطان الاكبر الا بالاخلاص والاتحاد ..
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك