بقلم: مهند السماوي
في يوم 882006م المصادف 13 رجب 1427ه،مرت علينا الذكرى 1450سنة هجرية على ميلاد وليد الكعبة،بطل الاسلام والانسانية بعد رسول الله (ص)،الامام على أبن أبي طالب (ع)،ولا يحتاج المرء أي شرح أو توضيح حول تلك الشخصية العظيمة التي ملئت الدنيا ،وشغلت الناس،حتى نجد من النادر على مثقفي البشرية من لا يعرفه أو سمع به.ومن الطبيعي أن تحتفل عاصمة الامام علي(ع)وشيعته ومكان ضريحه المقدس،مدينة النجف الاشرف،كعادتها كل عام بهذه المناسبةالعظيمة،فكان من الواجب على النواصب،أن لاتفوتهم تلك المناسبة حتى يقدموا الواجب المفترض منهم الى الامام علي (ع)،بعد أن قدموا واجبهم الى أحفاده،الامامين الهادي(ع) والعسكري(ع) في سامراءفي شباط2006 وقبلهم الائمة الاربعة في البقيع في المدينة المنورة في الحجاز.النواصب:هم كل من ناصب أهل البيت(ع)وشيعتهم العداء مهما كانت ملته أونحلته،ومهما طال الزمن.وفي ساحة الصراع الرئيسيةالآن،العراق،جمعت هذه الصفة بالارهابيين القتلة من الوهابية أو مايسمون أنفسهم بالحنابلة لتجميل تسميتهم،والسلفية الجامدة،التي لاتفهم من الاسلام سوى قشوره،والتمسك بكل من عاش في عصر الاسلام الاول،مهما كانت سيرته ،يستوي في ذلك الجميع،وركب في قافلة النواصب، القوميين العرب العلمانيين،يتصدرهم بقايا حزب البعث المقبور،والقوميين الاخرين،يجمعهم الحقد الطائفي،لذلك نجد من السهل على القومي العربي التحالف مع السلفي والوهابي والطائفي المستقل حتى لو كان أفغانيا أو هنديا أو أفريقيا،أو فرنسيا(حيث حمل بعض الارهابيين جنسيتها) أو حتى لو كان التحالف مع أناس مختلفوا المذهب والفكر،ما دامت القاعدة قوية وتستند الى جذور متأصلة في النفس للعداء الى أهل البيت(ع)وشيعتهم أو من يتعاطف معهم.قرون عديدة،والنواصب يقولون أنهم يحبون أهل البيت(ع) ولكن يعادون شيعتهم!لأنهم حسب زعمهم يعبدونهم،أو بالاحرى لايوالون خلفائهم ووعاظ سلاطينهم،لذلك قتل عشرات الملايين بهذه الحجة التافهة،حيث من الصعب عليهم القول أنهم يعادون أهل البيت(ع)،فهذا أمر فظيع لدى المسلمين جميعا.لكن الحقيقة الناصعة غير ذلك تماما،فلو كانوا يحبون أهل البيت(ع)لكان من الواجب عليهم،حب شيعتهم وكل من يتمسك بمذهبهم وعقيدتهم،لا ان يحاربوهم حد الابادة الجماعية،والاشادة بكل من حاربهم في العصور السالفة والترحم عليهم وكأن لهم الفضل في قتلهم.والحقيقة الساطعة،سطوع الشمس،أنهم كلما سنحت لهم فرصة الانتقام من أهل البيت(ع) أستغلوها أحسن أستغلال،وليس ببعيد تدميرهم أضرحة الائمة(ع) في البقيع في الحجازعام 1926م،وكان العالم الاسلامي مشغول في سقوط الخلافة العثمانية وفي تخلف فظيع في جميع نواحي الحياة،وفرصتهم قبل الاخيرة كانت في شباط 2006م عندما فجروا ضريحي الامامين العسكريين(ع)في سامراء المقدسة.فكانت فرصة عظيمة لهم محاولة تفجير ضريح الامام علي(ع)في ذكرى ميلاده الميمون،ليعبروا عن مدى حبهم وأخلاصهم له ولشيعته الذين كانوا ومازالوا يتعرضون الى شتى صنوف العذاب والاضطهاد والمستمر بفضل كثرة أعدائهم،وشدة أنقسامهم،وفقدانهم للقيادات القادرة على أدارة الصراع مع أعدائهم،لذا يجد أعدائهم سهولة كبيرة في أستغلالهم كلما أحسوا بالحاجة أليهم،وتأريخ الشيعة المجيد،ملئ بالمواقف والبطولات في دعم ومساندة غيرهم من المسلمين أصحاب المذاهب الاخرى،والانقضاض عليهم كلما سنحت الفرصة ايضا!أو تشجيع غير المسلمين لمحاربتهم بكل الوسائل الممكنة.أعلانهم الاخير بمسؤوليتهم عن محاولة التفجير الارهابية الاخيرة التي راح ضحيتها أكثر من 160 شهيدا وجريحا،لم يكن مستغربا في وقت يتعرض شيعة لبنان الى أبادة جماعية على يد اسرائيل بتشجيع من الدول العربية!،والطريف في الامر أن الضحية(الشيعة) يتباهون انهم أبعدوا الارهابي عن الضريح المقدس حتى لايفجره،وينجر العراق الى حرب أهلية وصراع طائفي!وكأن الحرب المعلنة من جانب واحد ولمدة ثلاث سنوات غير كافية لاشعارهم بأنه هناك حرب ضدهم،فرق شاسع بين اليهود والشيعة،أسر أثنان من جنود اليهود كافية لأشعال حرب،وقتل ملايين الشيعة من الابرياء،غير كافية لدى دولهم وقياداتهم الدينية والسياسية، لاشعال أزمة دبلوماسية!.من يتحمل ذنب الضحايا ونزيف الدم المستمر؟سؤال متروك الاجابة عليه للجميع.موقفهم المسالم لايزيد الطرف الاخر سوى الاصرار في المضي في دروب الابادة،لكي يدخلوا الجنة الموعودة.1282006Mohaned68@hotmail.comاشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha